كتبت: هدير عسكر
تُعَدُّ الراحة جزءًا أساسيًّا من تجربة الحمل، حيث تُسهِم في دعم صحة الأم والجنين. ومع ذلك، قد تكون الراحة المُفرطة لها آثار سلبية على الحمل، مما يستدعي تحقيق توازن بين الراحة والنشاط البدني. في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن أن تؤثِّر كثرة الراحة على الحمل وسنقدِّم نصائح حول كيفية التنسيق بين الراحة والتمرينات الرياضية.
أولًا، الراحة أثناء الحمل ضرورية للسماح لجسم الأم بالتعافي والتأقلُم مع التغيرات الجسدية. الحمل يُحدث تغييرات كبيرة في جسم المرأة، بما في ذلك زيادة حجم الدم والتغيّرات في الهرمونات.
والراحة الكافية تساعد في تقليل الإرهاق وتحسين جودة النوم، مما يعزِّز من صحة الأم والجنين. لكن إذا كانت الراحة مُبالغ فيها، فقد تؤدِّي إلى مشاكل صحية، مثل زيادة الوزن بشكل غير صحي، ما يمكن أن يتسبَّب في ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بالسكري الحملي.
زيادة الوزن غير الصحية يمكن أن تشكِّل عبئًا إضافيًّا على الجسم، مما قد يسبّب مشكلات في الدورة الدموية والوظائف القلبية. أيضًا، الراحة المُفرطة قد تؤدِّي إلى ضعف العضلات، مما يزيد من احتمالية التعرُّض لآلام الظهر والمفاصل. في هذه الحالة، تصبح ممارسة النشاط البدني الخفيف جزءًا مهمًّا من إستراتيجية الحفاظ على الصحة.
النشاط البدني المُعتدل له فوائد كبيرة أثناء الحمل، فهو يعزّز الدورة الدموية ويساعد في إدارة الوزن بشكل فعّال. كذلك التمارين الخفيفة، مثل المشي والسباحة، تُسهِم في تحسين المزاج والتخفيف من التوتر والقلق، كما تعزّز من قوة عضلات الجسم الأساسية، مما يمكن أن يساعد في تسهيل الولادة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تقلّل التمارين من بعض أعراض الحمل مثل التعب وآلام الظهر.
للحفاظ على توازن مناسب بين الراحة والنشاط البدني، ينبغي على الحوامل اتّباع بعض النصائح الهامة. أولًا، يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج تمرين. سيقوم الطبيب بتقديم نصائح مُخصَّصة بناءً على الحالة الصحية الفردية وتفاصيل الحمل. كذلك التأكُّد من الحصول على الضوء الأخضر من الطبيب يحمي الأم والجنين من أي مخاطر مُحتملة.
ثانيًا، من الأفضل اختيار تمارين مُنخفضة التأثير ومناسبة للحمل، مثل المشي والسباحة وركوب الدراجة الثابتة. كذلك ينبغي تجنُّب الأنشطة التي قد تكون صعبة أو شديدة التأثير على الجسم، حيث يمكن أن تكون مُضرّة للحامل أو تسبّب إجهادًا زائدًا.
ثالثًا، من الضروري الاستماع إلى جسمك. إذا شعرتِ بالتعب أو الألم أثناء ممارسة الرياضة، يجب التوقُّف فورًا والراحة. يجب أن تكون التمارين ممتعة ومُريحة، ولا ينبغي أن تؤدِّي إلى الشعور بالإرهاق أو الألم.
رابعًا، يجب إدخال فترات راحة كافية بين التمارين لضمان عدم إجهاد الجسم. ويمكن تقسيم التمارين إلى جلسات قصيرة خلال اليوم بدلًا من جلسة واحدة طويلة. هذا يساعد في تجنُّب التعب الزائد ويمنح الجسم وقتًا كافيًا للتعافي.
خامسًا، حافظي على الترطيب الجيِّد أثناء ممارسة التمارين، واتَّبعي نظامًا غذائيًّا متوازنًا لدعم مستوى الطاقة والقدرة على التحمُّل. الأطعمة الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية، مثل البروتينات والفواكه والخضراوات ضرورية لدعم النشاط البدني.
سادسًا، ادمجي بين التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء، مثل اليوغا أو التمدُّد، لتخفيف التوتر وزيادة مرونة الجسم. هذه الأنشطة يمكن أن تساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف آلام الحمل.
في الختام، من المهم الحفاظ على توازن الصحِّي بين الراحة والنشاط البدني أثناء الحمل. تحقيق هذا التوازن يتطلَّب الانتباه والالتزام بالنصائح الطبية، مع مراعاة احتياجات الجسم وتجنُّب أي إجهاد مُفرط. والاستماع إلى جسمك والتشاور مع مُقدِّمي الرعاية الصحية يمكن أن يساعد في تحقيق حمل صحي ومُريح.
تدقيق: شيماء عبد الشافي