القائمة الرئيسية

الصفحات

الفقر ليس عيبًا...الفقر جريمة

 كتب: أحمد ياسر إبراهيم "رئيس التحرير"

الفقر ليس عيبًا...الفقر جريمة


يُروى أنه في يوم من الأيام كان هناك عشرة صيادين، كانوا يريدون اصطياد فيل، ولكن بطريقة مختلفة، حيث انقسموا إلى مجموعتين، كل مجموعة تتكون من خمسة أفراد، وكانت لكل فريق مهمته.


أما الفريق الأول، فكانت مهمته هي اصطياد الفيل وتقيده بشكل قوي، وضربه وتعذيبه.


وهنا يأتي دور الفريق الثاني، وهو القيام بتحرير الفيل وإطعامه.


من ثَم تكررت العملية أكثر من مرة، يأتي الفريق الأول ويقوم بضرب الفيل وتعذيبه، ويقوم الفريق الثاني بإنقاذه.


حتى أقنعوا الفيل بكونه ضعيف وهم من أنقذوه، مع أنهم من اعتدوا عليه من البداية.


لو توقفنا عند هذه القصة قليلًا، ربما ننتبه إلى أن معظمنا مثل هذا الفيل، حيث أن الفريق الأول "المُعتدي على الفيل" هو الفقر، والفريق الثاني "الذي أوهم الفيل بأنه المُنقذ" هو الجهة المستفيدة من فقرك.


وجهل الفيل بقوته، هو ما جعله يقع في الأسّر، منذ البداية، ولو أنه كان يعلم مدى قوته وحجمه أمام صِغَر صائديه لكان قد خرج منتصرًا من هذه المكيدة الخبيثة.


ومما لا شك فيه أن أول أسباب الفقر، هو الجهل، جهلك بقدراتك ومصدارك، ومواهبك ومميزاتك، جهلك بكل ما حولك يودي بك إلى الهاوية.



مخطئ من يظن أن الفقر ليس عيبًا، الفقر جريمة في حق نفسك وحق أسرتك ومجتمعك، بسبب فقرك لن تستطيع أن تعيش بشكل جيد، لن تستطيع توفير طعامك أو دوائك أو حاجاتك، بسبب فقرك سيتأخر زواجك وسيزداد جهلك، وستجوع...ربما تموت جوعًا.


أن تولد فقيرًا ليس عيبًا، ولكن أن تموت فقير فهي جريمة، لا تنتظر أحد، فالوقت يمر، بين لحظة وأخرى، أنت هنا، أنت لم تعد هنا، فكونك رحلت دون أن تغير أي شيئ في حياتك، حتى حالتك المادية، فأنت لم تأتٍ من الأساس.


كونك أنهيت تعليمك وتنتظر الوظيفة فأنت كصاحبنا الفيل يتحمل التعذيب ولا يحرك إصبعًا، منتظرًا من يحرره.


تُذَكرني برجل كان يمشي في الصحراء، ورأى أناس يستظلون بظل شجرة، فاقترب منهم ليستظل بظل الشجرة، وكانوا عشرون شخصًا، مع أن ظل الشجرة لا يكفي سوى خمسة أشخاص، ومن لم تُظِلُه الشجرة بظِلها، كان يشكو حرارة الشمس، المفاجأة أن معظمهم كان يمتلك مظلات.


المظلة هنا تمثل الشيئ الذي يميزك عن غيرك، لا تنتظر الشجرة "الوظيفة" التي تعينك، بل ابحث عن مظلتك أنت، ستتعب؟ نعم ستتعب، ستفشل؟ نعم كثيرًا، حاول مرات ومرات، وعندما تصل إلى القمة لن تستطيع الدنيا كلها أن تسقطك.



خوفك من الفشل لن يوصلك إلى النجاح، ولكن فشلك مرة تلو أخرى سيضيئ لك طريق النجاح، قم وتحرك، فكر في مشروع تحبه وحاول أن تنفذه، ستواجهك الكثير من العقبات، ولكن "ما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي..وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا".


عندما تمتلك المال ستستطيع أن توفر لنفسك حياة أفضل، ستحمي نفسك وأسرتك من الجوع، سيتعلم أولادك بشكل أفضل، ربما تستطيع أن تضيئ لهم طريقًا لم يضئه لك أحد.


ليس هدف المقال أن يحفزك على أن تسلك طريق غير شرعي، أو أن تجلب الأموال بطريقة غير قانونية، فقط هدفه أن يُعَرِفَك من أنت ومدى إمكانياتك وما تستطيع فعله، هدفه أن يغير فيك شيئ، هيا قم وشد الرحال كي تخرج من تحت خط الفقر.



تعليقات