كتبت: دعاء حسين
المعروف أن السجن هو مكان صُمِمَ؛ لكي يقضي فيه المجرم فترة عقوبته، وتكون أسوء أيامه، والسجن عبارة عن أربع جدران، لا لهو به ولا لعب، وهذا في جميع دول العالم، إلا هذه البلد "النرويج".
النرويج، هي بلد معروفة بجمالها وطبيعتها الساحرة، وهي بلد جاذبة للسياح, ومشهورة بارتفاع مستوى دخل الفرد، والشعب يعيش في هذه البلد حياة مرفهة، وتهتم بحقوق الإنسان.
هذا لا ينطبق فقط على المواطنين، بل ينطبق أيضًا على المسجونين داخل سجون هذه البلد.
سجن باستوي
يعتبر سجن "باستوي"، هو أفضل السجون على مستوى العالم وأكثرها رفاهية، رغم أنه يضم أخطر المجرمين.
موقع ونشأت سجن باستوي
سجن باستوي أنشأ عام 2009، يقع في جزيرة باستوي، والتي تقع على بعد 75 كيلو متر من "أوسلو" العاصمة النرويجية.
وصف لسجن باستوي
تخيل أن هذا السجن بلا سور بلا أبواب بلا حواجز تمنع الهرب، ولكن في الحقيقة لما قد يحتاج مجرم للهرب من هذا المكان، هذا السجن يقع في منتصف الجزيرة يحتوي تقريبًا على 115 سجين.
يحصل السجناء فيه على معاملة إنسانية حقًا، ففد حصل هذا السجن على أفضل السجون في تطبيق حقوق الإنسان.
السجناء يقيمون إقامة فندقية، كأنهم سياح وليسوا مجرمين، فلكل سجين كوخ خشبي ملون بألوان مبهجة، كما يحظون بممارسة الأنشطة "كالصيد، السباحة، ملاعب تنس، وأيضًا ساونا للاسترخاء "، كما يوجد مكتبة تضم آلاف الكتب، ويوجد تلفاز يحتوي على 4 قنوات يعمل ساعتين في اليوم.
كما أن السجن يوفر لهم عمل يكسبون منه المال عن طريق تعليمهم حرف معينة داخل السجن، ليستفيدوا منها عندما يخرجون من السجن، تكون معهم أموال تكفي أن يبدأوا حياتهم، فلا يرجعون إلى السرقة أو أعمالهم السابقة.
الطعام في سجن باستوي
بالنسبة إلى الطعام فالسجناء يجهزون ما يريدون أن يأكلوه بأنفسهم، حيث تنتشر في الجزيرة المتاجر، فيشترون ما يريدون منها، أما العشاء فتقام وليمة بها جميع أنواع الطعام، يقوم بتحضيرها شيف محترف وهي وجبة مجانية.
كما يوفر السجن زيارات عائلية 12 زيارة شهرية، بل وأيضًا أجازات سنوية كي يحظى المسجونين برؤية أهليهم، وتنتشر في الجزيرة كابينات اتصال، لكي يتصل المسجونين بأهليهم، كما أنهم يستخدمونها لإثبات حضورهم، حيث يسجل حضورهم مرتين في اليوم.
الجزيرة محاطة بالمياه، فيوجد عدد كبير من الشواطئ يستغلها المساجين في فصل الصيف للاستجمام والاستمتاع بالصيف، كما يساعد المساجين على رسو السفن على الجزيرة، وعند مجيئ مساجين جدد يستقبلونهم بحفاوة واحتفال.
قد يرى البعض أن هذا غريبًا وهذه حرية مطلقة تعطى للسجين، فأين العقوبة في العيش في مكان مرفه كهذا؟
ولكن هذه الدولة تقوم بفلسفة مختلفة في التعامل مع المساجين، حيث أن وزارة العدل هناك ترى أن الجاني والمجني عليه كلاهما بحاجة للرعاية، فالجاني قد اضطرته حياته لارتكاب هذه الجريمة، لأنه يرى أنه ليس بيده حيلة، ولذلك يرون أنه يجب إعادة تأهيل المساجين ودمجهم مع المجتمع عن طريق منحهم حياة جيدة ومرفهة لكي يصبحوا مواطنين صالحين في المجتمع.
يتم توفير عمل داخل السجن بمقابل مادي، يؤدي هذا لتقليل فرصة عودتهم إلى حياتهم الإجرامية السابقة، فالهدف الرئيسي هو جعل هؤلاء السجناء يعيشون حياة آدمية نظيفة بعيدة عن الإجرام.
قد نجح هذا، فقد انخفضت نسبة عودة سجناء باستوي للإجرام بنسبة 14%، وهي نسبة كبيرة جدًا بالنسبة لباقي دول العالم التي تتجاوز تقريبًا 75%.