كتبت: دعاء عبد الوهاب
عندما يتم ذكر جملة "التنمية البشرية" يتم ذكر "د/ إبراهيم الفقي" في نفس الجملة دون تفكير، فيقال أنه شخص وصل من النجاح أقصاه، دَرَّب ما يزيد عن 600 ألف شخص حول العالم، غيّر حياة كثير من الناس.
لكن هل ما وصل له من نجاح حقيقة؟
هل شهادة الدكتوراه التي يزعم أنه حصل عليها حقيقية؟
هل مقولاته التي تُقال في جميع محاضرات التنمية البشرية، حيث يكفي أن تقال مقولة ويُذكر أن قائلها د/ إبراهيم الفقي، فيصغي الناس لها بانتباه حقيقي.
في البداية سوف نتعرف على حياة "دكتور إبراهيم الفقي".
وُلد عام 1950 من أبناء محافظة الإسكندرية، حصل على بطولة الجمهورية لعدة سنوات في تنس الطاولة، وشارك أيضًا في بطولة العالم لتنس الطاولة مع المنتخب الوطني في ألمانيا عام 1969.
تخرج من كلية سياحة وفنادق.
عمل في قطاع الفنادق وكان ناجحًا وتدرج فيها حتى وصل إلى درجة مدير قسم في قطاع الفنادق وهو في سن 25 ل"فندق فلسطين" بالإسكندرية، ثم سافر مع زوجته إلى كندا، ليدرس "الإدارة"، وقد بدأ نجاحه من هناك...
في البداية عمل هناك في أقل الفنادق، حيث كان يعمل في "غسل الأطباق، حارس لمطعم، وحامل لطاولات وكراسي في فندق صغير" حتي وصل إلى "مدير أكبر الفنادق في كندا".
حصل على العديد من الشهادات الدولية، و الدكتوراه في "التنمية البشرية"، وأيضًا في "علم الميتافيزيقيا".
هو خبير البرمجة اللغوية العصبية، مؤسس للمجموعة العالمية لشركات الفقي، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية ويتكون من (مركز ل "قوة طاقة بشرية، التنمية البشرية، للتنويم بالإيحاء، البرمجة اللغوية العصبية").
قام بتأليف علمين جديدين مسجلين باسمه "علم ديناميكية التكيف العصبي، وعلم قوة الطاقة البشرية"، وقد ألّف العشرات من الكتب عن التنمية البشرية ترجم بعضها إلى "إنجليزية، كردية، فرنسية، الأندونيسية".
توفي 10 فبراير، 2012 عن عمر 62 عامًا، حيث نشب حريق في الشقة التي تقع أسفل شقته فمات مختنقًا من الدخان وكان معه أخته والمساعدة في إدارة شؤون المنزل وتوفوا أيضًا.
يقول البعض أنه حادث دُبر له لكي يموت، ولكن لا أحد يعلم الحقيقة سوى الله سبحانه.
نرجع الآن إلى ما نغفل عنه جميعًا، فجميعنا ذُهلنا بحياته المليئة بالكفاح والنجاح، ولكن هل هي حقًا حقيقة ....
سوف نتناول بعض الأجزاء التي تشكك في كلامه ونجاحه...
أحد الاقتباسات التي قالها الفقي والتي نشرها قبل وفاته وتعتبر الأخيرة واعتبرها البعض وصيته وقد حث أصدقائه على إعادة نشرها مرة أخرى وهي:
"ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك، بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحدًا منهم".
يا لها من جملة عظيمة تحمل الكثير من المعاني وتحث على النجاح، ولكن هل هي حقًا من صياغته؟
الحقيقة هي لا، إنها ل "Mark Twain" وتقول:
“Keep away from people who try to belittle your ambitions.
Small people always do that but the really great make you feel that you too can become great.
When you are seeking to bring big plans to fruition it is important with whom you regularly associate.
Hang out with friends who are like-minded and who are also designing purpose-filled lives.
Similarly be that kind of a friend for your friends.”
Twain هو من أشهر الكُتّاب الأمريكيين الساخرين توفي عام 1910.
وأيضًا في كتاب "المفاتيح العشر للنجاح" كانت هناك جملة وهي:
في رأيي أن الشخص الذي لا يقرأ لا يكون في درجة أعلى من الشخص الذي لا يعرف القراءة"
وهي أيضًا اقتباس ل Twain
"“The man who does not read has no advantage over the man who cannot read.”"
وأيضًا اقتباس "الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله، والمهارة أن تعرف كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله".
هو اقتباس ل "ديفيد ستار جوردان" رئيس جامعة "ستانفورد"
"Wisdom is knowing what to do next, skill is knowing how to do it, and virtue is doing it”
هذه بعض الاقتباسات التي نسبها الفقي لنفسه ويوجد غيرها الكثير.
يقول أنه حصل على "درجة الدكتوراه من جامعة الميتافيزيقيا بلوس أنجلوس في علم الميتافيزيقا".
وعند البحث عن "جامعة ميتافيزيقيا" وجدت أنها موجودة خارج نطاق التعليم الأمريكي، أي غير معترف بها وغير معتمدة، تعمل الجامعة تحت رعاية منظمة معفية دينيا؛ لأن الجامعة تدعوا إلى التفكير الحر في الوجود، ومنهجها الدراسي غير علماني، ولاهوتي بحت، والدراسة بها أون لاين.
في عام 1976 أنشأت جامعة الميتافيزيقيا على يد الدكتور "بول ليون ماسترز".
في البحث عن معنى كلمة "ميتافيزيقيا"، هي كلمة إغريقية وتعني (ما بعد الطبيعة)، هي فرع من فروع الفلسفة التي تبحث في المبادئ الأولية للعالم، وحقيقة العلوم.
تهتم الميتافيزيقا بدراسة جوهر الوجود، وشرح الظواهر الأساسية في الطبيعة، ومستوى الوجود، وأنواع الكيانات الموجودة في العالم، والعلاقات فيما بينها، وتدرس كل ما يخص الكون، وأيضًا تدرس التصور الذي يراه الإنسان للكون بما يشمل الوجود، الزمان والمكان.
وإذا كانت الجامعة غير معترف بها وليست معتمدة فما الشهادة التي حصل عليها الفقي؟.
كان الفقي عرّف عن نفسه في صفحات التواصل عام "2012" بالآتي:-
"حاصل على درجة الدكتوراه في علم الميتافيزيقا من جامعة ميتافيزيقا بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية".
في عامل "2013" تم حذف هذه العبارة، ليكون التعريف عن نفسه بالتالي:
"خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، واضع نظرية ديناميكية التكيف العصبي ونظرية قوة الطاقة البشرية".
فتم مسح كلمة "الدكتوراه" من مواقعه الشخصية أو من أي موقع رسمي أو أكاديمي ولم يعد لها وجود.
وأيضًا قال أنه “مدير أكبر الفنادق في كندا، فأي فندق بالضبط، فلم يذكر اسم الفندق ولا وجود لاسم الفندق على الإنترنت، فكيف هذا؟
وهو يعتبر من كبار رواد التنمية البشرية، كما يزعم الناس، فلماذا لا يوجد أي معلومات عن هذا النجاح؟
وأيضًا قال أنه حائز على "العديد من الشهادات الدولية" فما هذه الشهادات وما الدول التي حصل منها على الشهادات؟
قال أنه "سجل علمين جديدين باسمه "فأين يمكن العثور على معلومات عن دراساته لهذين العلمين، فلا يوجد أي ورق أو بحث علمي منشور باسمه عن هذين العلمين، فما حقيقتهما؟!.
والآن أمام هذه التساؤلات الكثيرة ما هي حقيقة الفقي "رحمه الله"، حيث انتشر بين الناس الذين يسمعون ولا يفكرون أو يبحثون عن ما وراء الأشخاص أنه شخص ناجح والكثير من الناس يأخذونه قدوة، أما أمام البحث عن كل شيء ذُكر فلا يوجد حقيقة لكل هذا فما الحقيقة؟....