القائمة الرئيسية

الصفحات

الخرطوم: ضجيج المناخ أكبر من إزعاجنا له

 كتب : محمد عبد الرحمن

الخرطوم: ضجيج المناخ أكبر من إزعاجنا له 


بالأمس، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي والنوافذ الإعلامية حدثًا تاريخيًا نادرًا في منطقة الشكينيبة في ولاية الجزيرة وسط السودان، حيث هطلت أمطار وثلوج بصورة كثيفة شهدت تفاعلًا غير مسبوق بين السودانين بعد أن نشرت الصحف ووسائل الإعلام الخبر. 


فهي المرة الأولى في تاريخ السودان، أن تشهد إحدى مناطقه تساقط ثلوج بهذه الكثافة وأن يحمل فصل الخريف معدلات قياسية من الأمطار في كل مناطق البلاد.


مما دفع خبراء المناخ والرصد الجوي في السودان إلى التأكيد بأن الفصول لن تكون قاسية فحسب بل أن المناخ في السودان يشهد تحولًا تاريخيًا وأعاد ترتيب عناوينه وتفاصيله وغير جلده ولونه وأنه أكبر من كل التوقعات.


خاصة وأن البلاد تمر في هذه اللحظات بفيضان جديد، وهو أيضًا حدث نادر أن يمر على السودان في عاميين متتاليين فيضانات، وأن يصل معدل نهر النيل ذروته ويصل معدل الفيضان في العاصمة الخرطوم، وقبل آخر عامين فاض وأحدث خسائر كبيرة كان هذا قبل أكثر من 30 عاما.



 وفي ذات السياق ومع الأمطار الكثيرة والثلوج التي تتساقط في السودان.. إثيوبيا تمر بفيضانات ضخمة و أمطار غزيرة وثلوج ضربت أجزاء مختلفة من العاصمة أديس أبابا وتسببت في خسائر في الأرواح والممتلكات.


فهذه التحولات التاريخية بكل تأكيد نتاج ضغوط هائلة وتشويه تعرض له المناخ في المنطقة أفقده التوازن والسيطرة على المعدلات الطبيعية، وجعله يتهاوى بكل ثقله في مختلف الفصول مهددًا الكل.


وأكبر هذه الأسباب "وتعد رئيسية" هي السدود وآخرها سد النهضة الذي أنشئت خطواته كلها بدون رقابة دولية صارمة ولا بقوانين تحافظ على حقوق المواطنين في المنطقة، ومع السدود المصانع الكثيرة التي قامت بدون معايير السلامة للبيئة وتلويثها بالمخلفات.


وهنالك الكثير من الأسباب التي ساهمت في تغير مناخ المنطقة وجعلته مهدِدًا كبيرًا للأرواح والممتلكات خاصة وإن المواطنين غير مستعدين لكل هذه التحولات التي أثبتت أن فوضى المناخ أكبر من إزعاجنا له.

تعليقات