كتبت: مريم هيثم
- الابتزاز الإلكتروني هو من الجرائم الحديثة التي تُهَدِد أمن وسلامة الفرد ومن بعده أمن وسلامة المجتمع الذي يعيش فيه، ويقع في هذه المشكلة الكثير من الأفراد بوجهٍ عام، والأعمار الصغيرة "سن المراهقة" والفتيات بشكل خاص. كما يُلحِق ضررًا كبيرًا بالفرد وبالأشخاص المُقربين منه ويتسبب في مشاكل نفسية وقلق واضطرابات الأكل والنوم وسوء اتخاذ القرارات وأحيانًا لجوء الضحايا لإنهاء حياتهم بسبب الشعور بالعجز.
مفهوم الابتزاز الإلكتروني
هي عملية تهديد وترهيب للضحية عن طريق نشر صور أو تسريب معلومات سِرّية تَخُص الضحية مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلالها للقيام بأعمال غير مشروعة وعادةً ما يتم تصيُد الضحايا عن طريق البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مثل "فيسبوك، تويتر، إنستجرام" لأنهم الأكثر انتشارًا واستخدامًا من جميع الأعمار.
أنواع الابتزاز الإلكتروني
1- ابتزاز إلكتروني مادي: يقوم على اختراق الأجهزة الخاصة بالضحايا وسرقة معلوماتهم وبياناتهم الخاصة ودفع مبالغ مالية مقابل عدم إفشاء الأسرار والمعلومات سواء كانت خاصة بفرد أو جمعية أو شركة أو جهة عامة.
2- ابتزاز إلكتروني منفعي: ينتشر هذا النوع بين أوساط الإعلام وأصحاب النفوذ ويكون الهدف منه هو الحصول على منفعة أو تحقيق مطالب تتم عن طريق النفوذ والسُلطة مثل إخراج شخص من السِجن باستغلال صاحب السلطة، أو القيام بحدث إعلامي للترويج عن أشياء تخدم مصلحة الفرد.
3- ابتزاز إلكتروني عاطفي: هو عبارة عن أخذ موقف من قِبَل المُجرم الإلكتروني تجاه الضحية ليسبب لها إحساس بالخجل أو يلقي عليه مسؤولية حدوث أمر ما، ويحدث هذا بغرض السيطرة العاطفية على الضحية.
أسباب الابتزاز الإلكتروني
.. ضعف الوازع الديني والانحدار الأخلاقي.
.. رغبة الجاني في الحصول على منفعة مادية / جنسية من الضحية.
.. إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
.. قِلة الوعي بواسائل التكنولوچيا الحديثة وكيفية استخدامها.
.. عدم مراقبة الآباء للأبناء وتركهم عُرضَة للاستغلال من قِبَل الآخرين.
.. هوَس الشباب بالتقليد ومحاولة تجربة القصص والمغامرات المثيرة وعدم إدراك العواقب.
كيف تتعامل مع مشكلة الابتزاز الإلكتروني
1- أول خطوة، لابد من ضبط الانفعال والمشاعر وعدم ترك مجال للقلق والخوف والتصرف بعدم وعيّ.
2- إغلاق سُبُل التواصل بين الضحية والجاني وعدم التوسُل إليه وإظهاره بمظهر المتحكِم بك وبمصيرك لأنك ستظهر في نظره أنك ضعيف وسيقوم باستغلالك.
3- عدم حذف أي رسائل / صور / ملفات أرسلها لك الجاني مهما كانت لأنها ستكون دليل إدانته.
4- إخبار الأهل ومن تثِق بهم بما حدث للحصول على دعمهم والوقوف بجانبك عند الأمور الطارئة.
5- اعلم أن غرضه المنفعة منك، فهو على الأغلب يهدد دون تنفيذ، تحلى بالصبر في التعامل معه حتى تتمكن السُلطات من الوصول إليه ومحاكمته.
6- اللجوء لمراكز الشرطة والأمن وعدم الخوف، الآن أصبحت هذه المشكلة متعارف عليها ولها قوانين تمنعها وتعاقب عليها.
7- اعتمد كلمات سر قوية لجميع حساباتك وأجهزتك الخاصة لحمايتها من السرقة.
8- لا تُرسِل أي محتوى شخصي لأي شخص آخر مهما كانت الأسباب، فعند الخلافات لا تضمن أحد، ممكن أن يستخدمها ضدك لاستغلالك وابتزازك والضغط عليك.
"إن ظاهرة الابتزاز الإلكتروني من الظواهر والجرائم الخطرة التي ظهرت بكثرة في الفترة الأخيرة، فهي تحتاج لثقة ودعم الأهل، عدم الخضوع والاستسلام لتهديدات الجاني، تكاتُف المجتمع والأفراد معًا ومواجهة ومحاربة هؤلاء الأشخاص ضِعاف النفوس ولا نأتي على الضحية ونعتبرها سبب الأذى والمشاكل؛ بل يجب علينا أن نعمل على نشر الوعي التكنولوچي والثقافي والانفعالي لتجنُب الوقوع في هذه المشكلة وتجنب المأساة التي قد تحدث لمن تم ابتزازه هو وكل من تربطه علاقة به"