القائمة الرئيسية

الصفحات

دوافع الانتحار عند الشباب والحد منها

بقلم: رانيا مسعد

دوافع الانتحار عند الشباب والحد منها

لماذا كثرت حالات الانتحار هذه الأيام؟ 


لماذا يُنهي الشباب حياتهم قبل أن يبدأوها، من أجل فتاة، أو بسبب فشل في الدراسة، أو التنمر عليهم، أو لسوء معاملة الأهل. 


ما هي الأسباب النفسية للانتحار؟ وما أعراضه؟ وكيفية الوقاية منه؟


الميول الانتحارية

    

يقصد بالميل نزعة الفرد نحو شيء معين، منه فالميول الانتحارية هي نزعة الفرد نحو الانتحار. ولمعرفة مدى ميول الفرد الانتحارية؛ يكفي أن نعرف مدى رغبته في الانتحار، ومدى استعداده للمرور بالفعل الانتحاري، إلى جانب معرفة مدى تمسك الفرد بالحياة وخوفه من الانتحار، مع معرفة مدى مقاومته للتفكير في الانتحار.


أشارت الدراسات إلى ارتباط الميول الانتحارية بدرجة تقدير الشخص لذاته، وشعوره بأنه مقبول ومحبوب ممن حوله.


رغم أن الإناث هم الأكثر ميلًا وتفكيرًا في الانتحار نظرًا لطبيعتهم النفسية الهشة، إلا أن الذكور هم الأكثر انتحارًا وتنفيذًا للانتحار، بما يسمى (الانتحار الحقيقي).


أسباب الانتحار


أ- الأسباب النفسية والشخصية:


تعد أسباب التفكير  في الانتحار الحيوية والنفسية والاجتماعية هي سبب معظم حالات الانتحار ومحاولات الانتحار، وتشمل هذه الأسباب اضطرابات الصحة العقلية مثل:


- الاكتئاب.


- اضطراب ثنائي القطب.


- فصام في الشخصية.


- اضطرابات القلق.


- تقلبات الشخصية.


- تعاطي المخدرات.


- إساءة المعاملة في الطفولة.


- تاريخ العائلة الانتحاري.


- محاولات انتحار سابقة.


- وجود مرض مزمن.


ب- أسباب الانتحار البيئية:

     

تحدث العوامل البيئية التي تزيد من خطر الانتحار بسبب أحداث الحياة المُجّهِدة مثل فقدان شخص، أو وظيفة، أو حيوان أليف، وأسباب أخرى تشمل:


- الخسارة الاجتماعية، مثل فقدان علاقة قوية.


- الوصول إلى أشياء قاتلة، بما في ذلك الأسلحة النارية والمخدرات.


* أن يكون الشخص ضحية للتحرش أو التنمر أو الإساءة الجسدية.


ج- أسباب الانتحار الاجتماعية والثقافية:

    

من الأسباب الاجتماعية والثقافية الرئيسية للانتحار هو الشعور بالعزلة، أو الرفض من الآخرين. يمكن أن تنتج مشاعر العزلة عن الميول الجنسية والمعتقدات الدينية والهوية الجنسية.


- الصعوبة في طلب المساعدة أو الدعم.


- عدم الوصول إلى الصحة النفسية أو عدم التمكن من معالجة تعاطي المخدرات.


* اتباع أنظمة الاعتقاد التي تقبل الانتحار كحل للمشاكل الشخصية.


 أعراض الميول للانتحار


توجد بعض الأعراض والعلامات السلوكية التي تدل على إقدام الفرد على الانتحار ومنها:


- الشعور بالحزن الشديد لفترة طويلة أو التقلبات المزاجية، والغضب غير المتوقع.


- الشعور باليأس من المستقبل.


- مشاكل النوم.


- الهدوء المفاجئ، والذي يظهر فجأة بعد فترة من الاكتئاب ويمكن أن يكون علامة على أن الشخص قد اتخذ القرار بإنهاء حياته.


- الانعزال عن الآخرين وفقدان الاهتمام أو المتعة بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق.


- التغيرات في الشخصية أو المظهر، فقد يظهر على الشخص الذي يفكر في الانتحار تغيرًا في السلوك، مثل التحدث أو التحرك بسرعة غير عادية أو بطء، بالإضافة إلى ذلك، قد يصبح الشخص أقل اهتمامًا بشأن مظهره الشخصي.


- ممارسة سلوك متهوّر قد ينهي حياته مثل القيادة المتهوّرة، وزيادة استخدام العقاقير أو الكحول.


- قد تؤدي الأزمات الحياتية الرئيسية إلى محاولة الانتحار، مثل وفاة شخص محبوب أو حيوان أليف أو انفصال الزوجة، أو فقد عمل أو مشاكل مالية خطيرة.


- يبدأ الشخص الذي يفكر في الانتحار في ترتيب أعماله الشخصية، مثل زيارة الأصدقاء وأفراد العائلة، وإعطاء ممتلكاته للآخرين، وكتابة وصية، وتنظيف غرفته أو منزله.


- التهديد بالانتحار، حيث أن 50٪ إلى 75٪ من الذين يفكرون بالانتحار يُلَمِحون لشخص ما سواء صديق أو قريب بأنه يفكر في إنهاء حياته.


هل يمكن منع الانتحار؟


لا يمكن منع الانتحار بشكل مؤكد، لكن يمكن في كثير من الأحيان الحد من المخاطر من خلال التدخل في الوقت المناسب، حيث تشير الأبحاث إلى أن أفضل طريقة لمنع الانتحار هي معرفة عوامل الخطر، والتنبُه إلى علامات الاكتئاب والاضطرابات العقلية الأخرى، والاعتراف بعلامات التحذير للانتحار، والتدخل قبل أن يتمكن الشخص من إنهاء حياته. والأمر يتطلب التقارب بين الأسرة والفرد، والمتابعة الجيدة منهم له، واكتشاف أي تغيير فيه.


الجوانب الدينية لدى الشباب من العوامل الهامة.


كيف أمنع الأفكار الانتحارية من الاستحواذ على عقلي؟


1- خطة أمان: هناك شيء قد يحمي الفرد من هجمات الأفكار الانتحارية الشديدة وهو وجود أشخاص موثوق بهم حوله، لذلك يجب على الشخص الذي تراوده مثل هذه الأفكار أن يضع قائمة بالأشخاص الذي يجب أن يتصل بهم فورًا في حال سيطرت عليه فكرة الانتحار، مثل رقم الطبيب أو المعالج النفسي أو بعض الأصدقاء والأقارب الموثوق بهم؛ فالحديث معهم حول ما يشعر به سيساهم في تهدئة هذه الأفكار كثيرًا والخروج من منطقة الخطر.


2- تحدَث عما تشعر به: كتمان الأفكار الانتحارية بداخل الشخص سيساعد على اشتعالها؛ لذلك من الأفضل أن يوجد بعض الأشخاص الموثوق بهم مثل الأصدقاء والمعارف والذي يستطيع هذا الشخص التحدث معهم يوميًا عن الأفكار التي تراوده، ويُفَضل أن يكون الحديث وجهًا لوجه. فالشعور بوجود أن هناك من يسمعنا ويفهمنا ويدعمنا في المواقف الصعبة سيساعد في مقاومة الأفكار الانتحارية.


3- اجعل المنزل آمنًا: قد يتسرع البعض وينفذون الأفكار الانتحارية في لحظة غضب أو إحباط شديدة جدًا، وحتى يحمي الشخص نفسه يجب أن يكون المنزل آمنًا من جميع الأدوات التي قد يؤذي بها نفسه مثل السكاكين أو شفرات الحلاقة أو الحبوب أو الأسلحة النارية. وإذا كان لدى الفرد بعض الأدوية التي يخاف أن يتناولها بغرض الانتحار فمن الممكن أن يحفظها عند شخص آخر، بشرط أن يعطيها له عند الحاجة فقط.


4- وعد بعدم التنفيذ: إذا سيطرت على الفرد بعض الأفكار الانتحارية فعليه أن يَعِد نفسه بعدم تنفيذ هذه الأفكار في الحال، مهما كان يشعر بالألم والإحباط، وأن يقول لنفسه إنه سينتظر 24 ساعة مثلًا، فالأفكار تتغير من وقت لآخر، وقد يجد نفسه في خلال هذه المدة قد غير رأيه تمامًا.


5- ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة تحسن الحالة النفسية، والتي بدورها تقلل من الأفكار الانتحارية. من الأفضل ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميًا حتى يتغلب الفرد على هذه الأفكار، ولكن من الممكن البدء بعشر دقائق فقط في اليوم حتى تصل المدة إلى نصف ساعة يوميًا.


6- تذكر أهدافك القديمة: الاكتئاب غالبًا ما يكون مصاحبًا للأفكار الانتحارية والذي يجعل الشخص فاقدًا للأمل في كل شيء حتى في أهدافه وأحلامه. لكن ما يساعد هذا الشخص على التخلص من الأفكار الانتحارية، هو أن يجبر نفسه على إزالة الغبار عن أحلامه وأهدافه القديمة ويبدأ في تحقيقها مهما كانت بسيطة وسواء أكانت السفر أو قراءة كتاب معيّن أو حتى امتلاك حيوان أليف، فمشاهدة الأهداف وهي تتحقق سيساعد على رؤية الحياة بشكل مختلف.


7- تجنب بعض الأشياء: منها الوحدة – المخدرات والكحول – الأفكار السلبية – أي شيء يستدعي الحزن والذكريات السلبية.

تعليقات