كتب: محمد حامد
تعريف مرض الاكتئاب
يُعتبر الاكتئاب اضطرابًا مزاجيًّا يُؤدّي إلى الشّعور الدّائم بالحزن والتّعاسة وفقدان الاهتمام بالحياة، وهو يُؤثّر على المشاعر والأفكار وعلى الطّريقة التي يتصرّف بها الفرد.
كما يُسبّب العديد من المشاكل النّفسيّة والجسديّة، فيصبح من الصّعب على الشّخص أن يقوم بالأنشطة التي اعتاد على القيام بها، والشّعور باليأس وأنّ الحياة لا تستحقّ أن تُعاش.
والاكتئاب ليس مجرّد نوبةٍ عابرةٍ؛ بل هو حالةٌ تتطلّب وقتًا للعلاج.
أسباب الاكتئاب
هناك عددٌ من الأسباب المُؤدّية للإصابة بالاكتئاب، ومنها:
الوراثة: حيث تزداد احتماليّة الإصابة بالاكتئاب في حال كان هناك تاريخ مرضيّ عائليّ للإصابة بهذا المرض، ويعمل الباحثون حاليًا على إيجاد الجينات التي قد تكون مُسبّبةً للاكتئاب.
الهرمونات: قد يُسبّب اضطراب الهرمونات تغيراتٍ قد تُسبّب الاكتئاب، وخاصّةً عند النّساء في فترة الحمل أو ما بعد الولادة مثلًا.
كيمياء الدّماغ: تُشير الدّراسات الحديثة إلى أنّ الخلل في النّاقلات العصبيّة التي تلعب دوراً في التّأثير على المزاج قد تكون سببًا للاكتئاب.
الأسباب البيولوجيّة: يُعاني الأفراد المُصابون بالاكتئاب من تغيّراتٍ في الدّماغ، حيث إنّ دراستها من الممكن أن تُساعد العلماء على معرفة وتحديد الأسباب المُؤدّية إلى الاكتئاب.
أشكال الاكتئاب
صنّف العلماء الاكتئاب على هيئة أشكال مختلفة، وهي:
الاكتئاب البسيط: يُعاني الشّخص من أعراض الاكتئاب الشّديد ولكن بحدّة أقل لفترة زمنيّة طويلة، ولكن أقصر من فترات الاكتئاب الجزئيّ.
الاكتئاب الجزئي: وهو اكتئاب يستمرّ لفترة طويلة قد تصل إلى سنتين أو أكثر، ولكن الأعراض أخفّ حدّة من الاكتئاب الشّديد.
الاكتئاب الشّديد: وهو الاكتئاب الذي يتعارض مع قدرة الشّخص على العمل أو الدّراسة، ويُسبّب مُشكلات في النّوم، ومُشكلات في الشّهية والأكل، والقدرة على الاستمتاع بالحياة، ويمكن أن يحدث هذا النّوع مرّةً واحدةً فقط في حياة الشخص، أو يتكرّر لأكثر من مرّة.
أعراض الاكتئاب
للاكتئاب العديد من الأعراض والإشارات التي تدّل عليه، والتي يُشترَط أن يعاني منها الشّخص كل يوم لمدة أسبوعين على الأقل ليُشخَّص أنه يُعاني من الاكتئاب، ومن هذه الأعراض:
التغيّرات الواضحة في مزاج الشّخص وعدم تصرّفه على طبيعته.
فقدان الاهتمام بمُمارسة الهوايات والأنشطة التي كان يُحبّها.
انخفاض الطّاقة والشّعور بالتّعب والبطء في الحركة والتّفكير والتحدّث.
سيطرة المزاج الحزين أو القلق، والشّعور بالفراغ.
الشّعور بالذّنب، والعجز، وتدنّي تقدير الذّات.
صعوبة في التّفكير والتّركيز واتّخاذ القرارات، وكثرة النّسيان.
التّفكير في الموت أو مُحاولة الانتحار.
التّشاؤم والشّعور باليأس.
فقدان الشهيّة وانخفاض الوزن أو العكس؛ فيزداد الوزن وتزداد الرّغبة في تناول الطّعام.
اضطرابات النّوم كالأرق، أو النّوم الزّائد عن اللّزوم.
الصّداع واضطرابات الجهاز الهضميّ.
علاج الاكتئاب
هناك عدّة طرق لعلاج الاكتئاب أو المُساهمة في تفعيل العلاجات التقليديّة، ومن هذه الطّرق:
العلاج السلوكيّ المعرفيّ: يهدف العلاج السلوكيّ المعرفيّ إلى تغيير الأفكار والسلوكيّات التي تُساهم في الاكتئاب. العلاج يُحدّد كيفيّة تأثير علاقات المريض بمزاجه.
العلاج النفسيّ الديناميكيّ: يُساعد العلاج النفسيّ الديناميكيّ النّاس على فهم كيفيّة تأثُّر سلوكها ومزاجها من القضايا التي لم تُحَلّ ومشاعر اللاوعي.
بعض المرضى يحتاجون بضعة أشهر من العلاج، في حين يحتاج البعض الآخر إلى فترة أطول.
العلاج بالأدوية: يتم استخدام مُضادّات الاكتئاب التي لها تأثيرٌ على مُستويات المواد الكيميائيّة في الدّماغ، وهناك أنواع مختلفة من هذه الأدوية التي تُصرَف تحت إشراف طبيب مُختصّ يحُدّدها، ويُقيّم مدى فعاليتها، وكيفيّة أخذ الجرعات.
ممارسة الرّياضة: تُشير البحوث إلى أنّ النّشاط البدنيّ المُعتدل أربع أو خمس مرّات أسبوعيًّا لمدّة نصف ساعة تقريبًا يُمكن أن يُساعد في تحسين المزاج، ورفع الثّقة بالنّفس، وتخفيف الضّغوطات، وتحسين النّوم، وزيادة الطّاقة.
العلاج بالضوء: وهو علاجٌ واعدٌ من أجل الحزن والاكتئاب؛ حيث يجلس الشّخص أمام مُربعٍ من الضّوء الخاص الذي يُوفّر إمّا الضّوء السّاطع أو القاتم، ويُمكن استخدام العلاج بالضّوء بالاشتراك مع علاجات أخرى بعد استشارة الطّبيب المُختصّ.
العلاج بتربية الحيوانات الأليفة: إنّ تربية حيوان أليف ليست بديلًا عن العلاج ولكنّه من المُمكن أن يُخفّف من أعراض الاكتئاب الخفيف أو المُعتدل؛ لأنّ الحيوانات تُخفّف من الشّعور بالوحدة، وتُوفّر الحب غير المشروط، وقد وَجَدت الدّراسات الحديثة أنّ تربية الحيوانات الأليفة يُمكن أن تَحدّ من مشاكل النّوم، وتُحسّن من الحالة الصحيّة العامّة.
دعم الشّخص المُصاب بالاكتئاب
لمساعدة شخصٍ ما في التخلّص من الاكتئاب يجب على الشّخص الذي يريد المساعدة أن يفهم ما هو الاكتئاب، ويفهم مُسبّباته وتأثيراته، وكيف يمكن التّعامل معه كي يكون قادرًا على مُساعدة شخص مُكتئب، وعلى الشّخص أيضًا أن يتحلّى بالصّبر على المُصاب، وأن يفهم بأن العلاج قد يأخذ وقتًا، كما عليه أن يهتم بنفسه وتخصيص وقت لنفسه لمُمارسة الهوايات والتجّديد الروحيّ؛ كي لا يُصاب بالإحباط جرّاء التّعامل مع المُصاب بالاكتئاب.
وهناك عدّة أمور يُمكن القيام بها وتقديمها للشّخص المُصاب بالاكتئاب، ومن هذه الأمور:
تشجيعه على الالتزام بالعلاج، والحفاظ على تعليمات الطّبيب، وتذكيره بأوقات الدّواء.
الاستماع له وإظهار الاهتمام به والرّغبة في فهم مشاعره، وتجنّب فعل ذلك لإعطاء المشورة أو لإصداء الأحكام عليه.
تقديم التّعزيز الإيجابيّ له وتذكيره بصفاته الإيجابيّة، وكم هو مُهمّ وله مكانته الخاصّة؛ وذلك لأنّ الشّخص المُكتئب يميل للحكم على نفسه بقسوة وتأنيب نفسه باستمرار.
تقديم المُساعدة له، وأخذ بعض المهام والقيام بها عنه إن أمكن ذلك.
مُساعدته على الالتزام بروتين يوميّ مُحدّد، مما يجعله يشعر بالسّيطرة على حياته بشكلٍ أكبر، والعمل على خلق بيئة خالية من التوتّر قدر المُستطاع له.
تشجيعه على المُشاركة في الممارسات الدينيّة والروحانيّة، سواءً الفرديّة أو مع مجموعة.
وضع خطط معه ومُشاركته في مُمارسة نشاطات أو هوايات كان يُحبّها سابقًا دون إجباره عليها.
مُساعدته في إيجاد أو اختيار مجموعات الدّعم المُناسبة لمساعدته على تخطّي الاكتئاب.
المصادر:
كتاب الطب النفسي المعاصر
كتاب الخدمة الاجتماعية النفسية
كتاب الدليل الإحصائي الأمريكي الخامس