مراجعة: رانيا مسعد
لقرون عدّة صمت الرجل، فظنهُ الآخرون لا يبالي، وكان لا يشكو، فاعتقدوا أنه لا يشعر. كما ضجت الكتب والدراسات على مدار الأعوام السابقة بصرخات النساء وشكواهن، وعتابهن للرجل، وقسوته، ووصفن معاناتهن، وحياتهن الجافة المهينة معه. أما الرجال فلم يُسمَع صراخهم أبدًا.
بعضهم، رجالٌ مميزون، ذوي شخصيات رائعة، يختلفون بها عن غيرهم من الرجال، طيبو القلب، همهم الوحيد إسعاد من حولهم، وإن كان على حساب راحتهم الشخصية، وسعادتهم. أزواج رائعون، لكنهم مظلومون، وذوي حظٍ قليل؛ فعلى الرغم من كل ما يبذلونه؛ إلا أنهم يعانون من وحدة قاتلة، وتعاسة مبطنَّة، مغلفة بسعادة وهمية، هشة مع شريكة نَكِدة، متسلطة، قد تنظر إلى الواحد منهم على أنه خزانة نقودها المتنقلة، فيعيش التعاسة، ويموت بالحسرة في كل لحظة.
لعل هذا الرجل موَّظف مطحون، يعمل ليل نهار لكي يلبي طلبات أسرته، أو لكي يرتبط ويبدأ حياته الزوجية، ليستكمل دورانه في الساقية أيضًا. يشعر بانعدام الأمان، والأمل في ظِل ظروف اقتصادية طاحنة، تمنعه حتى من مجرد التفكير في الزواج. قد يمر به العمر دون أن يدري، فلا يقدر على فتح بيت، أو تحمل مسئولية أسرة، وقد يرفض الرجل فكرة الزواج من الأصل، لتجارب سيئة في حياته، أو لأسبابٍ أخرى، فيمر به العمر، ويشيخ وحيدًا بلا رفيق، أو ابن، أو سند.
كل ذلك استفزني لأبحث داخل شخصية الرجل، ومفاتيح التعامل معه، ومشكلاته وكيفية حلها.
ضم الفصل الأول الفروق بين الرجل والمرأة، ومفاتيح شخصيته، وأسباب صمته في كثير من الأحيان، كذلك مفهوم علم نفس الرجل، وأهميته، وضرورة الاختلاف بين الرجل والمرأة.
كما تناول الفصل الثاني بعض المشكلات التي تواجه الرجل، مثل البطالة، والفراغ الفكري والعاطفي، وضعف الانتماء المجتمعي، والانحراف، وغلاء السكن وتكاليف الزواج.
وقد تم تخصيص الفصل الثالث للمشكلات النفسية والجنسية لدى الرجل، كالاكتئاب، والضغوط، وقلق المستقبل.
وتناول الفصل الرابع أحد القضايا الحديثة الهامة والتي بدأت في الانتشار وهي عزوف الرجال عن الزواج، وأسباب ذلك، وآثاره، وعلاجه.
أما الفصل الخامس والأخير فتناول قضية الطلاق العاطفي عند الرجال، أسبابها، ونتائجها، وعلاجها، والوقاية منها.
في النهاية، لا يسعني سوى القول بأن الرجل مثله مثل المرأة يستحق كثيرًا من الاحترام والتقدير والاهتمام والفهم، وعلينا أن نتقبل اختلافه.