القائمة الرئيسية

الصفحات

دكتور مصطفى محمود...رحلة من اللا شيء إلى كل شيء

 بقلم: آلاء محمود 

دكتور مصطفى محمود...رحلة من اللا شيء إلى كل شيء


الاسم: مصطفى محمود كمال حسين آل محفوظ.


فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، من مواليد المنوفية، وُلد في يوم 27 ديسمبر من عام 1921، توفي سنة 2009 في يوم 31 أكتوبر، عن عُمر يُناهز 87 عامًا، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور، تزوج سنة 1961 وانتهى هذا الزواج بالطلاق سنة 1973 ورُزق بولدان هما "أمل، أدهم"، وتزوج للمرة الثانية، أيضًا انتهى هذا الزواج بالطلاق سنة 1987.


درس الطب وتخرج منه سنة 1953 وكان تخصصه في الأمراض الصدرية، وبعد فترة من مُمارسته للطب، تركه وتفرّغ للكتابة والبحث مُنذ عام 1960، حيث ألّف 89 كتابًا، منها الكُتب العلمية، الدينية، الاجتماعية والسياسية، إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، حيث تميّز أسلوبه بالجاذبية مع العُمق والبساطة.


في سنة 1947، نُشرت أولىَ قصصه، وهي "القطة الصغيرة" في مجلة الرسالة، وكان يكتب مقالاته في جريدة "روز اليوسف" عندما كان طالبًا، ثم عمل مُحررًا في جريدة "النداء" ونُشِرت أولى أعماله في مجلة "آخر ساعة"، وانضم إلى مجلة التحرير في سنة 1952، وكَتَب عموده "اعترافات عشاق" في روز اليوسف، والذي جُمع في كتاب سنة 1969، وفي ذات الوقت كان يكتب عمود "اعترفوا لي" في مجلة "صباح الخير".


إليكم عناوين جميع أعمال الكاتب الراحل الدكتور "مصطفى محمود":


1- لغز الموت.


2- الأحلام.


3- أينشتاين والنسبية.


4- لغز الحياة.


5- القرآن محاولة لفهم عصري.


6- رحلتي من الشك إلى الإيمان.


7- الله.


8- التوراة.


9- الماركسية والإسلام.


10- محمد.


11- السر الأعظم.


12- من أسرار القرآن.


13- العدم والوجود.


14- لماذا رفضت الماركسية.


15- عصر القرود.


16- القرآن كائن حي.


17- أكذوبة اليسار الإسلامي.


18- سقوط اليسار.


19- أناشيد الإثم والبراءة.


20- من أمريكا إلى الشاطئ الآخر.


21- الإسلام ما هو؟.


22- حقيقة البهائية.


23- أيها السادة اخلعوا الأقنعة.


24- وبدأ العد التنازلي.


25- السؤال الحائر.


26- قراءة المستقبل.


27- ألعاب السيرك السياسي.


28- الإسلام السياسي والمعركة القادمة.


29- رأيت الله.


30- المؤامرة الكبرى.


31- الإسلام في خندق.


32- الطريق إلى جهنم.


33- الغد المشتعل.


34- عظماء الدنيا وعظماء الآخرة.


35- على حافة الانتحار.


36- إسرائيل البداية والنهاية.


37- علم نفس قرآني جديد.


38- كلمة السر.


39- ماذا وراء بوابة الموت.


40- الشفاعة.


41- على خط النار.


42- إسرائيل النازية ولغة المحرقة.


43- تأملات في دنيا الله.


44- على حافة الزلزال.


45- الله والإنسان.


46- إبليس.


 47- في الحب والحياة.


48- يوميات نص الليل.


49- الروح والجسد.


50- حوار مع صديقي المُلحد.


51- نار تحت الرماد.


52- هل هو عصر الجنون؟.


53- الشيطان يحكم.


54- عالم الأسرار.


55- سواح في دنيا الله.

 

56- أكل عيش.


57- عنبر 7.


58- شلة الأنس.


59- رائحة الدم.


60- الطوفان.


61- نقطة الغليان.


62- المسيخ الدجال.


63- الذين ضحكوا حتى البكاء.


64- المستحيل.


65- الأفيون.


66- العنكبوت.


67- الخروج من التابوت.


68- رجل تحت الصفر.


69- الإسكندر الأكبر.


70- الزلزال.


71- الإنسان والظل.


72- الشيطان يسكن بيتنا.


73- مسرحية الزعيم أو غوما.


74- جهنم الصغرى.


75- زيارة للجنة والنار.


76- الغابة.


77- مغامرة في الصحراء.

 

78- حكايات مسافر.


79- الطريق إلى الكعبة.


80- اعترفوا لي.


81-، 55 مشكلة حب.


82- اعترافات عشاق.


مصطفى محمود بدأ حياته متفوقًا في الدراسة، وفي منزل والده أنشأ معملًا صغيرًا كان يصنع فيه الصابون والمُبيدات الحشرية حتى يقتل الحشرات ويقوم بتشريحها، حين التحق بكلية الطب، اشتهر بالمشرحجي نظرًا لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى طارحًا تساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.


في عام 1979 أنشأ مسجد له في القاهرة والذي عُرف بمسجد مصطفى محمود والاسم الصحيح للمسجد هو "محمود" حيث سُمي على اسم والده، ويتبع لهذا المسجد ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود والكثير من الناس يقصدها نظرًا لسمعتها الطبية وشكل قوافل للرحمة من سِتة عشر طبيبًا، وتضم المراكز أربعة مراصد فلكية ومتحفًا للجيولوجيا يقوم عليه أساتذة متخصصون، حيث يضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية والفراشات المُحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.


كان للراحل الدكتور "مصطفى محمود" برنامج تليفزيوني شهير كان يُقدمه باسم "العلم والإيمان"، حيث كان هذا البرنامج يهدف إلى تناول العلم على الأُسس الإيمانية، حيث امتد البرنامج إلى 28 عامًا قدم خلالها 400 حلقة، وكان الهدف الرئيسي للبرنامج هو المزج بين عجائب وغرائب هذا الكون وبين الإيمان بوجود الله وقدرته على تغيير الأشياء والتأمل في قُدرته، وقد تناول الدكتور "مصطفى محمود" العديد من المواضيع التي تجعل الإنسان يقف مُتحيرًا أمام هذه الغرائب والعجائب التي تحدَّث عنها.



وقد كتب الدكتور "مصطفى محمود" بعد فشل زواجه الثاني مقالًا شهيرًا يستشهد هو به دائمًا، حيث يُلخص فيه رؤيته للحياة فقال "قررت بعد الفشل الثاني أن أُعطي نفسي لرسالتي وهدفي كداعية إسلامي ومؤلف وكاتب وأديب ومفكر وقد اقتنعت تمامًا بأن هذا قدري ورضيت به ومُنذ هذا الحين وأنا أعيش في جناح صغير بمسجدي بالمركز الإسلامي وأغرق وحدتي في العمل وتعودت أن أعطي ظهري لكل حقد أو حسد ولا أضيع وقتي في الاشتباك مع هذه الأشياء وأفضل أن أتجنبها وأتجنب أصحابها حتى لا أبدد طاقتي في ما لا جدوى وراءه، انتصاراتي على نفسي هي أهم انتصارات في حياتي وكانت دائمًا بفضل الله وبالقوة التي أمدني بها وبالبصيرة والنور الذي نور به طريقي".



في أوائل القرن السابق كان يتناول عددًا من الشخصيات الفكرية مسألة الإلحاد، ففي تلك الفترة ظهر مقال "لماذا أنا مُلحد" لإسماعيل أدهم، وأيضًا في هذه الفترة أصدر طه حسين كِتابه "في الشعر الجاهلي" وخاض نجيب محفوظ تجارب المُعاناة الدينية والظمأ الروحي، قد كان وقتها الدكتور "مصطفى محمود" بعيدًا عن الأضواء، ولكن لم يكُن بعيدًا عن الموجة السائدة في وقته، تلك الموجة التي أدت به إلى أن يدخل في مُراهنة عُمره التي لا تزال تُثير الجدل حتى الآن.


حيث قضى الدكتور "مصطفى محمود" ثلاثون عامًا من المُعاناة والشك والنفي والإثبات، ثلاثون عامًا من البحث عن الله، قرأ وقتها عن البوذية والإبراهيمية والزرداشية، ومارس وقتها تصوّف الهندوس القائم على وحدة الوجود، حيث أن الخالق هو المخلوق والرب هو الكون، ولكن الثابت في فترة شكه هو أنه لم يُلحد، فهو لم ينفي وجود الله بشكل مُطلق ولكنه كان عاجزًا عن إدراكه أو التعرف على التصوّر الصحيح لله، فلا شك أن هذه التجربة جعلت منه مُفكرًا دينيًا خلاقًا.


لم يكن الدكتور "مصطفى محمود" هو أول من خاض هذه التجربة، فقد فعلها قبله حُجة الإسلام "أبو حامد الغزالي" تلك المحنة الروحية التي يمر بها كل مُفكر باحث عن الحقيقة، إن كان الغزالي ظل في مِحنته 6 أشهر، فإن مصطفى محمود ظل ثلاثون عامًا أنهاها بأروع كُتبه وأعمقها كتاب "حوار مع صديقي المُلحد، رحلتي من الشك إلى الإيمان، التوراة، لُغز الموت، لّغز الحياة" وغيرها من الكُتب شديدة العُمق في هذه المنطقة.


 تعرض الدكتور "مصطفى محمود" لأزمات فكرية في حياته، حيث كان أولها عندما أحيل للمُحاكمة بسبب كتابه (الله والإنسان) وطلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بنفسه تقديمه للمُحاكمة بُناءً على طلب الأزهر، حيث اعتبرها قضية كُفر، إلا أن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب، وبعد ذلك بلَّغه الرئيس الراحل السادات أنه مُعجب بالكتاب وقرر طبعه مرة أُخرى.


أيضًا أزمته الشهيرة "كتاب الشفاعة" أي شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في إخراج العُصاة من المسلمين من النار وإدخالهم الجنة، عندما قال أن الشفاعة الحقيقية غير التي يُروج لها علماء الحديث، وأن الشفاعة بمفوهما المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعدم العمل والاجتهاد أو أنها تعني تغيير لحكم الله في هؤلاء المُذنبون، وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه، وقتها هاجمته ألسنة حادة وصدر 14 كتابًا للرد عليه وأتهموه بأنه مُجرد طبيب لا علاقة له بالعلم الديني، وقد حُول إلى مهرتق خارج عن القطيع، حيث حاول أن ينتصر لفكره ويصمد أمام التيار الذي يريد رأسه، إلا أنه هُزم في النهاية، ولم يتعامل مع هذا الموضوع بشكل حيادي إلا فضيلة الدكتور "نصر فريد" عندما قال أن الدكتور مصطفى محمود رجل علم وفضل، ومشهود له بالفصاحة والفهم وسعة الاطلاع والغيرة على الإسلام، وله الكثير من المواقف التي أشهر قلمه فيها للدفاع عن الإسلام والمسلمين، وتعد هذه المِحنة من أشد المِحن التي أدت به إلى أن يعتزل الكتابة إلا قليلًا وينقطع عن الناس حتى أصابته جلطة.


في عام 2003 أصبح يعيش وحيدًا مُنعزلًا عن الجميع.

تعليقات