القائمة الرئيسية

الصفحات

نجيب محفوظ بين الواقع والفلسفة

كتبت: سارة حمدي

نجيب محفوظ بين الواقع والفلسفة

الاسم: نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا.


اسم "نجيب محفوظ" هو اسم مركب فقط تمنيًا من  الطبيب المشرف على ولادته وكانت عسيرة. 


كان والده "عبد العزيز إبراهيم" موظف حكومي، وكانت أمه ابنة الشيخ مصطفى قشيشة، وكان اسمها فاطمة مصطفى قشيشة، كان عنده 6 أشقاء، وهم أربع أخوة وأختين، كان نجيب محفوظ الأصغر سنًا بينهم، لذلك كان دائمًا ولد وحيد.


نجيب محفوظ روائي وكاتب مصري من أدباء وعظماء القرن 20.


وُلد في 11 ديسمبر عام 1911 في حي الجمالية في القاهرة بجمهورية مصر العربية، بدأ الكتابة في الثلاثينات وحتى عام 2004، التحق بجامعة القاهرة في عام 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع في إعداد رسالة الماجستير، وكانت عن جمال الفلسفة الإسلامية، ولكنه غير رأيه وكتب عن الأدب. 


نجيب محفوظ كان أكثر أديب عربي نُقِلَت أعماله إلى السينما والتلفزيون في القرن العشرين.


تزوج في وقت توقف فيه مؤقتًا عن الكتابة بعد ثورة 1952 من عطية الله إبراهيم، وظل خبر زواجه مخفيًا عن من حوله حوالي عشر سنوات، وكان يعلل عدم زواجه بانشغاله مع أمه وأخته الأرملة وأطفالها. 


عرف زواجه عند تشاجر أحد ابنتيه "أم كلثوم" مع زميلة في المدرسة، فعرف عندئذ بالأمر الشاعر صلاح جاهين من والد الطالبة ثم انتشر الخبر بعدها. 


كان نجيب ينشر قصصه القصيرة في مجلة اسمها الرسالة، ثم في عام 1939 انتشرت أول رواية له، وكانت تحت اسم "عبث الأقدار"، والتي كانت تتحدث عن مفهوم الواقعية التاريخية، ثم انتشرت رواية كفاح طيبة ورادوبيس منهيًا الثلاثية التاريخية في زمن الفراعنة. 


في عام 1945 بدأ خطه الروائي الواقعي وحافظ عليه في أغلبية مسيرته الأدبية برواية اسمها القاهرة الجديدة، ثم خان الخليلي وزقاق المدق. 


حاول تجربة واقعية نفسية في رواية اسمها الراب ولكنه عاد إلى واقعية اجتماعية مع روايات اسمها: بداية ونهاية - ثلاثية القاهرة


اتجه بعد ذلك إلى الرمزية في روايات مثل: الشحاذ وأولاد حارتنا، وكانت ردود الفعل نارية، والسبب في تحريض على اغتيال نجيب محفوظ


اتجه بعد ذلك إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفنتازيا مثل: الحرفيش، ليالي ألف ليلة.


أيضًا، كتابة البوح الصوفي والأحلام كما في الروايات سمّاها: أصداء السيرة الذاتية وأحلام فترة النقاهية، وكانا يتسمان بالتكثيف الشعري وتفجير اللغة والعلم.


تعتبر مؤلفات نجيب محفوظ بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، من ناحية أخرى تعتبر تدوينًا معاصرًا لهم الوجود الإنساني، كما تعكس رواية المثقفين على اختلاف ميولهم.


دخل نجيب محفوظ في حالة صمت أدبي، حيث توقف عن الكتابة الثلاثية وانتقل من خلال ذلك إلى الواقعيّة الاجتماعية ثم إلى الواقعيّة الرمزية ثم نشر روايته الجديدة وكانت أولاد حارتنا في جريدة الأهرام في عام 1959.


استسلم فيها لهواية استعمال الحكايات الكبرى من تاريخ الإنسانية في قراءة اللحظة السياسية وأيضًا الاجتماعية لما بعد الثورة.


أثارت رواية أولاد حارتنا ردود أفعال قوية جدًا، ليطرح هو سؤال على رجال الثورة عن الطريق الذي يرغبون في السير فيه (طريق الفتوّات أم طريق الحرافيش).


تسببت الرواية في وقف نشرها وأيضًا التوجيه بعدم نشرها كاملة رغم صدورها في 1967 عن دار نشر تسمىٰ الآداب اللبنانية.


كانت ردود الفعل القوية ردًا على التفسيرات المباشرة للرموز الدينية المتواجدة في الرواية وشخصياتها مثل: الجبلاوي، أدهم، إدريس، وشكل موت الجبلاوي، كانت بها صدمة عقائدية لكثير من الأطراف الدينية.


كانت رواية أولاد حارتنا جزء من أربع روايات تسببت في ترشح نجيب محفوظ لجائزة نوبل للأدب، وكانت السبب المباشر في التحريض على اغتياله.


برغم محاولة اغتياله، إلّا أنه لم يتخل بعدها تمامًا عن واقعيته الرمزية، فكتب ملحمة الحرافيش في عام 1977 بعد عشر سنوات من أولاد حارتنا، لكنه رفض نشرها حرصًا على وعد قطعه للسيد كمال أبو المجد مندوب الرئيس عبد الناصر بعدم نشرها داخل مصر.


نال نجيب محفوظ الكثير من المناصب مثل:


- سكرتير برلمانية في وزارة الأوقاف من عام 1938 لعام 1945.


- مدير مؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى عام 1954.


- مدير بمكتب وزير الإرشاد.


- مدير الرقابة على المصنفات الفنية لمؤسسة دعم السينما.


- مستشار للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون.


- كان آخر منصب حكومي شغله هو رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما من عام 1966 لعام 1971.


تقاعد نجيب بعدها؛ ليصبح أحد كتّاب مؤسسة الأهرام.


بالرغم من بداية كتابة نجيب محفوظ في وقت مبكر، إلا أنه لم يلق اهتمامًا حتى قرب نهاية الخمسينات، ظل متجاهلًا من قِبل النقاد ما يقارب خمسة عشر عامًا، قبل أن يبدأ الاهتمام النقدي بأعماله بالظهور والتزايد.


بالرغم من ذلك، كتب سيد قطب عنه بمجلة الرسالة في عام 1944، وكان سيد قطب أول ناقد يتحدث عن رواية القاهرة الجديدة، واختلف مع صلاح الدين ذهني بسبب رواية كفاح طيبة.


أيضًا، كتب عنه محمد الجوادي في ظلال السياسية "نجيب محفوظ الروائي بين المثالية والواقعية"، وكانت دراسة أديبة نقدية تحليلية.


كتبت عنه أيضًا جريدة الحياة كان في وفاته الثامنة "من هو نجيب محفوظ". 


كان قد عُرِف عنه نفوره الشديد من السفر إلى الخارج لدرجة أنه لم يحضر لاستلام "جائزة نوبل" وأوفد ابنته لاستلامها عام 1988.


لكنه سافر ضمن وفد الكتّاب المصريين إلى كل من اليمن - يوغوسلافيا، في مطلع الستينات، ومرة أخرى سافر لإجراء عملية جراحية في القلب، وذلك في عام 1989.


لنجمع الآن كتابات الأديب العظيم نجيب محفوظ


كتب 55 كتاب، 35 رواية، 223 قصة، 19 مجموعة، 7 مسرحيات، 26 نص سينمائيّ. 


كان من هواياته العزف على آلة القانون وفن كتابة النوتة والاطلاع على العلوم الموسيقية بشكل عام، وأيضًا لعب الدومينو والشطرنج والطاولة. 


عندما بدأ نشر روايته "أولاد حارتنا" في 21 سبتمبر 1950 مسلسلة في جريدة الأهرام، وتوقف النشر في 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب عدة اعتراضات من هيئات دينية على "تطاوله على الذات الإلهية"، ولكن الرواية لم تنشر كاملة في مصر في تلك الفترة، واقتضى ذلك الأمر ثمان سنين أخرى حتى تظهر كاملة في مطبعة دار الآداب اللبنانية، حيث تمت طباعتها في بيروت عام 1967، وأعيد نشر تلك الرواية في مصر عام 2006 عن طريق دار نشر الشروق. 


ثم في أكتوبر عام 1995 طُعِن نجيب محفوظ في عنقه بيد شابين قد قررا اغتيال نجيب محفوظ، وذلك لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب تلك الرواية المثيرة للجدل. 


طيبعته الهادئة كان لها أثر كبير في عدم نشر تلك الرواية من قِبَل مطبعة مصرية لسنوات عديدة، حيث كان ارتبط بوعده مع حسن صبري الخولي بعدم نشر تلك الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة من الجامع الأزهر. 


لكنه لم يَمُتْ من تلك المحاولة، ولكن أعصابه على الطرف الأيمن العلوي من الرقبة تضررت بشدة بسبب الطعنة، وأيضًا تأثر عمله تأثيرًا سلبيًا لأنه لم يكن قادرًا على الكتابة أكثر من بضع دقائق يوميًا فقط. 


تم إعدام الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال رغم أنه علق قائلًا "أنه لم يكن حاقدًا على من حاول قتله وتمنى لو أنهما لم يعدما". 


خلال الإقامة الطويلة في المستشفى زاره محمد الغزالي وكان من الذين طالبوا بمنع نشر تلك الرواية، وأيضًا عبد المنعم أبو الفتوح وهو القيادي السابق في حركة الإخوان المسلمين، وتلك الزيارة تسببت في هجوم شديد من جانب بعض المتشددين على أبو الفتوح. 


بدأ نجيب محفوظ الكتابة، وكانت كتابة المقالات الفلسفية في مجلّات وصحف مختلفة في الفترة بين 1930 و 1939، وفي عام 1947 بدأ كتابة السيناريوهات لأفلام السينما واستمر حتى عام 1960.


في فترة لاحقة كان يكتب زاوية أسبوعية في جريدة الأهرام بعنوان "وجهة نظر" حول مواضيع سياسية واجتماعية. 


استمر حتى عام 1980 وتوقف عام 1994 بسبب حادث الطعن، واستأنف الزاوية على شكل حوارات أسبوعية يجريها مع الكاتب محمد سلماوي، واستمرت حتى قبيل وفاته عام 2006.


ترجم عدة كتب مثل مصر القديمة 1932، وكان ترجمة كتاب Ancient Egypt للمؤلف الإنجليزى جيمس بيكي. 


بدأ نجيب محفوظ كتابة السيناريو عندما قابل المخرج صلاح أبو سيف والذي عرض عليه الاشتغال بالكتابة وعلمه ذلك.

 

كان قد قدَّم أول سيناريو له لفيلم مغامرات عنتر وعبلة، والذي كان قد تأخر إصداره حتى عام 1948، ثم فيلم المنتقم والذي كان قد صدر قبل فيلمه الأول. 


كان يشاركه المخرج أحيانًا في الكتابة، وتوقف حين كلَّفه وزير الثقافة ثروت عكاشة بالعمل في منصب مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية. 


ولا نستطيع أن ننسى مقولة نجيب محفوظ عن أفلامه "من حسن حظي أن جميع الأفلام التي أخذت من كتبي أحرزت نجاحًا كبيرًا وقد استجبت لها رغم كل ما قيل عنها". 


يعتبر الفنان نور الشريف أكثر من شارك في الأفلام والمسلسلات المقتبسة من روايات نجيب محفوظ، إذ أنه شارك في أكثر من 10 أفلام ومسلسلات. 


أيضًا الفنانة شادية أكثر ممثلة شاركت في افلامه.

 

أما عن كتّاب السيناريو كان أكثرهم ممدوح الليثي بسبعة أفلام، ثم مصطفى محرم بستة أفلام، وهناك بعض المخرجين مثل حسن الإمام وحسام الدين مصطفى. 


هناك بعض النقّاد يروّن أن الأفلام المقتبسة أكثر نضجًا من تلك الروايات التي كتبها نجيب محفوظ بنفسه. 


وهنا لعبت السينما دورًا هامًا في تحقيق شهرة لأعماله في مصر والوطن العربي. 


 لم يتم الاقتباس من الأدب الروائي فى السينما المصرية إلا في بداية الخمسنيات، ولم يبدأ الاقتباس من روايات نجيب محفوظ إلا في أول الستينات، رغم أنه قد كتب في ذلك الوقت 11 رواية.


وهنا نذكر مقابلة تلفزيونية أجريت مع نجيب محفوظ قال فيها: "ظللت مدة طويلة أكتب سيناريوهات، لكن السينما لا تنتج لي أي عمل لرواياتي الأصلية مع أنها كانت موجودة". 


كان الممثل والمنتج فريد شوقي أول من التفت إلى رواياته، حين اشترى حقوق رواية بداية و نهاية، بعد ذلك حولت معظم رواياته إلى أفلام. 


لم يكن يتدخل في سيناريوهات تلك الأفلام المقتبسة، كان يرى من الصعب عليه اعتباره كاتب النص الأصلي وأن يتخلص من أثره الأدبي، مما قد يضر بالفيلم نفسه. 


تأخر الاعتماد على قصصه في الأفلام، ولم تحول أول قصة إلا عام 1972 في جزء من فيلم صور ممنوعة للمخرج مدكور ثابت، وكانت قصة الصورة التي ظهرت في مجموعة خمارة القط الأسود.

 

أما في فترة الثمانينات معظم الأفلام المقتبسة كانت مأخوذة عن قصصه القصيرة. 


حصل الأديب والكاتب نجيب محفوظ على عدة جوائز مثل:


 - جائزة قوت القلوب الدمرداشية "رادوبيس" عام 1943. 


- جائزة وزارة المعارف "كفاح طيبة" عام 1944.


- جائزة مجمع اللغة العربية "خان الخليلي" عام 1946. 


- جائزة الدولة في الأدب "بين القصرين"، عام 1957. 


- وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، عام1962.


- جائزة الدولة التقديرية للآداب، عام 1968.


- وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، عام 1972.


- جائزة نوبل للآداب، عام 1988. 


- قلادة النيل العظمى، عام 1988.  


- حصل على الوسام الرئاسي، وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عام 1989. 


- جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1999.


- حصل على العضوية الفخرية للأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، عام 2002. 


- أخيرًا جائزة كفافيس، عام 2004 .


توفي نجيب محفوظ عن عمر ناهز 95 عامًا في صباح 29 أغسطس عام 2006 بسبب قرحة نازفة بعد عشرين يومًا من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة في محافظة الجيزة بمشكلات صحية في الرئة والكليتين، وكان قد دخل المستشفى قبلها في يوليو من العام نفسه بسبب إصابته بجرح غائر في رأسه إثر سقوطه في الشارع. 


كُرِم نجيب محفوظ في عدة مناسبات، وتم إطلاق اسمه على ميدان سفنكس الشهير الذي يقع في حي المهندسين بمحافظة الجيزة عام 2001.


أيضًا ميدان وشارع نجيب محفوظ المتفرع من كورنيش النيل في منطقة العجوزة، ثم أطلق اسمه على أحد الشوارع في مدينة نصر، وحي المعادي. 


قامت الهيئة القومية للبريد بإصدار طابع له في عيد ميلاده بالذكري المئوية عام 2010.


أطلقت مؤسسة الأهرام اسمه أحد أكبر قاعتها. 


أطلق اسمه على العديد من المدارس بمصر. 


توجد جائزة أدبية باسمه، تم انشاءها بواسطة قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1996، وتمنح كل عام يقام فيه في 11 ديسمبر، وهذا اليوم هو يوم مولد نجيب محفوظ


ثم قام المجلس الأعلى للثقافة المصري في عام 1994 بإنشاء "جائزة الروائي العالمي نجيب محفوظ للرواية العربية"، توفقت عام 1999 ثم عادت مرة أخرى عام 2017.


أيضًا، تصدر دورية سنوية باسمه من قبل المجلس الأعلى للثقافة. 


 قامت جامعة القاهرة بإفراد جائزة خاصة باسم "جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي والفكري" كجائزة مستقلة بذاتها في الذكرى الـ106 لميلاده، وأيضًا قررت إطلاق اسمه على دورة عيد العلم لعام 2017.


كان قد قرر محافظ الجيزة في عام 2002 إنشاء تمثال له، مصنوع من البرونز بارتفاع 3 أمتار، يجسده وهو يحمل جرائد يسير بها في الشارع متكئًا على عصاه.


 في البداية قررت اللجنة المشرفة وضع التمثال أمام بيته على النيل، ولكنها تراجعت عن الفكرة لصالح فكرة إقامته في الكيت كات، إلا أن بعض الجماعات الدينية رفضت وضع ذلك التمثال متعللين بأن الميدان يطل على مسجد وجمعية شرعية، مما قد أثار حالة من الجدل والاستهجان في الأوساط الثقافية، وقُرِر وضعه في ميدان سفنكس. 


في عام 2006 كان قد أصدر وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني قرار وزاري بتخصيص جزء من تكية محمد أبو الدهب بالأزهر وذلك لإنشاء متحف وقاعة باسمه، وسيضم المتحف مقتنيات له، ومكتبة تضم مؤلفاته، بالإضافة إلى قاعات عرض أيضًا. 


 إلا أن هذا المشروع تعرض للعطل لأكثر من 10 أعوام بسبب مشاكل وبسبب اعتراض وزارة الآثار على بعض أعمال التجهيز وذلك لأنها لا تتناسب مع مبنى أثري قديم، وقد يؤثر عليه. 


أيضًا، في عام 2015 قام وزير الثقافة حلمي النمنم بزيارة أعمال تجهيز المتحف بنفسه، وصرح بأنه سيتم عمل افتتاح جزئي فقط للمتحف خلال شهر ديسمبر. 



جاءت ذكرى وفاة الأديب مليئة بالغضب الذي سيطر على قطاعات واسعة من المثقفين في مصر، كان الغضب العارم جاء إثر قيام إحدى دور النشر بالإعلان عن "تنقيح ومراجعة" أعمال الأديب نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب؛ وهذا أدى إلى إثارة حالة من الجدل.


كانت بداية موجة الغضب أنه قد أعلنت "دار ديوان للنشر"، أنها قد نجحت في الحصول على حقوق نشر أعمال الأديب الراحل نجيب محفوظ لمدة 15 عام، وأيضًا أنها تنوي "إعادة إحياء تراث نجيب محفوظ"، وتقديم أعماله بأحدث تقنيات النشر الورقي والرقمي والصوتي".


كان ذلك إعلان اعتبره المثقفون رغبة من دار النشر في التدخل بأعمال أديب نوبل، والذي كان قد تعرض في حياته لتدخلات رقابية، وكان أشهرها، منع نشر روايته الشهيرة "أولاد حارتنا"، كانت قد صدرت لأول مرة في بيروت عام 1962، وتم منعها في مصر حتى خرجت بعدها إلى النور عام 2006.


كان قد أشار الروائي المنزلاوي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى موقف سابق شبيه لهذا أيضًا، حين قامت بذلك إحدى دور النشر المعروفة التي كانت تمتلك حق نشر روايات الأديب، بنشر رواية "عبث الأقدار" بعنوان جديد لها هو "عجائب الأقدار". 


تابع أيضًا، الروائي المصري حديته قائلًا: عندما أثير اللغط حول هذا التصرف غير المقبول، والذي يصل إلى حد السطو والتزييف.. كانت قد علقت دار النشر بعذر أقبح من الذنب، حيث قالت إنها طبعة مبسطة للأطفال فقط، ومن ثم غيرت عنوانها ليلائم من وجهة النظر الطبعة.


أشار المنزلاوي أيضًا إلى أن أعمال الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، "ترقم بالأسطر خوفًا من التحريف أو الحذف".


تابع حديثه قائلًا: نجيب محفوظ حالة مصرية، لابد من المحافظة عليها بكل ما فيها، ويبقى النقد والمراجعة حلَّا لتلك الإشكالية، أما التبديل والعبث فلا يجوز وهكذا رد عليهم. 


بعد عدة مناقشات شديدة وعديدة بينهم والكثير من التدخل، أخيرًا استطردت: "تم الاستقرار بشكل نهائي، وتم تشكيل اللجنة، والحصول على جميع الموافقات من جميع الأعضاء، وأيضًا ستكون للجنة الصلاحية للتحديد طريقة عملها والمدة اللازمة للانتهاء".

تعليقات