القائمة الرئيسية

الصفحات

قصر صاحب الضياء "الجزء الأول"

 كتب: أحمد إبراهيم عز

قصر صاحب الضياء

في أحد الأجزاء المترامية على أطراف الأرض، في مكان قد تكون أغفلته العين البشرية، وُجِد هُنا قصر، ولكنه لم يكن له شبيه، إنه بمثابة محطة ولكنها ليست بالمحطة الجيّدة التي تتمنى يومًا أن تتواجد بها، إنها محطة ذهاب بلا عودة، إنها محطة الجحيم من الخارج.


إذا تمكنت من رؤيته معي، قصر مهيب يقشعر بدنك إذا رأيته، تشعر بالعظمة والرهبة معًا، قصر محاط بأوراق الشجر المنتاثرة التي عفا عليها الزمن، يقف على أبوابه أشخاص يرتدون زيّ موحد، إنه زيّ عُمال القطار ببذتهم الرمادية وغطاء الرأس الأسود، ولكن مع الاختلاف، إنهم شاحبوا الوجوه كأنهم الموتى وقد بعثوا لحماية هذا المكان. 


هَلُم معي يا صديقي، انظر ماذا ترى، لا لا إنك لم تفقد بصرك إنها فعلًا مظلمة، القصر هنا مظلم معظم أوقاته، لا يشع ضوئه إلا في حالة اجتماع السادة، لا يحتوي هذا القصر سوى على منضدة كبيرة سوداء اللون تثير في روحك البائسة الصمت والخوف، لا تسألني كيف أعلم كل هذه المعلومات فلن أجيب، فلم يسمح لي بالجواب بعد. 


بدون سابق إنذار أضاء المكان ليكشف عن ذاته، إنه خاوِ إلا من منضدة تحتضن سبع كراسي كما قال من اصطحبني إلى هنا، وهنا بدأت أذني في سماع صوت بوق يعلن عن قدوم شيء ما، ومن خلفي ظهر صوته مرة أخرى....


يالك من محظوظ، فالآن من الواضح أنه ميعاد اجتماع السادة، اختبئ في مكان وانظر واستمع بتمعن. 


اختبأت بصحبة هذا الغريب، وهنا ظهر من العدم 6 أشخاص لكل منهم شكل يختلف عن الآخر، الكرسي الأول يحتوي على شخص بدين تكاد أمعائه تخرج من مكانها من كثرة بدانته، يرتدي بذَّة بيضاء أمامه شيء يأكله، يا إلٰهى، إنه قلب! قلب بشري ينظر له بنهم شديد. 


الكرسي الثاني تجلس عليه امرأة غاية في الجمال ترتدي ملابس تكاد لا تغطي شيء من جسدها، تقوم بعدة أشياء تثير من حولها. 


الكرسي الثالث يجلس عليه شخص وسيم غاية في الجمال يرسم على وجهه ضحكة بها نوع من السخرية، يرتدي زوج من النظارات الشمسية، ولكن هل ما أراه صحيح؟... إنهم مصنوعتيّن من أعين بشرية زرقاء اللون.


الكرسي الرابع يجلس عليه طفل بوجه مشوه مرسوم على وجهه علامات النفور، يمسك بيده هرة يتلذذ بتعذيبها. 


على الكرسي الخامس يجلس شاب نحيف على وجهه ابتسامة بلهاء يغلب عليه النعاس، شاحب الوجه. 


أما عن الكرسي السادس تجلس عليه امرأة تغطي جسدها كاملًا بكافة أشكال الذهب، حتى أنها قامت بطلاء جسدها بالذهب نفسه.


ولكن ماذا عن الكرسي السابع، إنه فارغ، وهنا تحدث صاحب الوجه الوسيم: نحن أبناء حامل الضياء، نحن من نسله، يمكن أن أُعَدْ أنا أول أبنائه، فأنا الغرور الذي بسببه طرد أبانا من النعيم. 


لترد المرأة اللعوب: وأنا الشهوة ابنته التي أغوت العديد والعديد من جنس آدم.


وهنا ينظر الطفل لهم بغضب ويقول: وأنا الابن الأقوى، أنا السيد القادم أنا الغضب أنا من يتحكم في الكل ويمكنني التحكم بكم يا إخوتي.


ليرد البدين: كفى، لما هذا الاجتماع؟ 


لترد المرأة المغطاة بالذهب وينظرة مليئة بالاشمزاز: ما شأنك أيها البدين، سوف تنال وجبتك الآن أيها الشره.

 

ليرد البدين بدون مبالاة: حسنا يا صاحبة الجشع لما الاجتماع؟، ليرد صوت من خلفي... 


لبدأ اللعبة السنوية، لعبة موسم الحصاد، وعندما ألقيت نظرة وجدت خلفي شخص محروق الوجه بملابس شبه ممزقة، وعلى وجهه نظرة نارية، ويقول مرحبًا بك في محطة الجحيم، هؤلاء إخوتي الخطايا. الجوع والغضب والغرور والجشع والشهوة، وهذا الخامل، إنه الكسل، أما عنّي فأنا الأهم أنا الحسد إنني السبب في قتل هابيل لأخيه، ستكون أنت الإشارة لقدومنا. 



يا أفندم الجثة ملهاش معالم خالص مفيش جنبها غير كارت مرسوم عليه 7 بالدم ومكتوب نحن قادمون، دي المكالمة إللي جات ليّ من الطب الشرعي، أنا من؟... أنا عبد القادر ضابط في مباحث قسم القاهرة، يا ترى ما هذه الجثة؟ ومذا وراءها، وما هو رقم 7، غدًا ستجيبنا الأيام...


قصر صاحب الضياء الجزء الثاني..."الشهوة"

تعليقات