بقلم : إيمان حاكمهم
في عالم تسيطر عليه نظريات المؤامرة والتكنولوجيا السرية، يبرز مشروع هارب (HAARP) كواحد من أكثر البرامج الأمريكية إثارة للجدل. يُزعم أن هذا المشروع العسكري، الذي بدأه الجيش الأمريكي بالتعاون مع الجامعات، كان يهدف إلى دراسة طبقات الجو العليا وتطوير تقنيات اتصالات متطورة. لكن الكثيرين يتساءلون هل تجاوزت أهدافه الحدود العلمية ليتحول إلى سلاح سري قادر على التحكم في الطبيعة والتسبب في كوارث مثل الزلازل والأعاصير؟
ما هو مشروع هارب؟
مشروع HAARP (برنامج البحث الشمالي للشفق النشط عالي التردد) هو مبادرة علمية بدأت في التسعينيات في ألاسكا، بزعم دراسة طبقة الأيونوسفير (إحدى طبقات الغلاف الجوي) لتحسين الاتصالات اللاسلكية ورصد الصواريخ. لكن تقارير وتسريبات كثيرة أشارت إلى أن المشروع قد يكون جزءً من أبحاث سرية لتطوير أسلحة جيوفيزيائية قادرة على تعديل الطقس أو حتى إثارة الزلازل.
العلاقة المزعومة بين هارب والكوارث الطبيعية
1. التحكم في الطقس: اتهمت دول ومنظمات المشروع بالتسبب في أعاصير وفيضانات، مستندة إلى أن تقنية تسخين الأيونوسفير يمكن أن تغير مسارات الرياح وتؤثر على الضغط الجوي.
2. إثارة الزلازل: يشير بعض الباحثين إلى أن موجات الترددات المنخفضةالتي يبثها هارب قد تتفاعل مع الصفائح التكتونية، مما يتسبب في هزات أرضية، مثل زلزال هايتي 2010 الذي أثيرت حوله شكوك كثيرة.
3. تشتيت الإشارات والتلاعب بالعقول: هناك نظريات أخرى تتحدث عن استخدام المشروع لتوجيه موجات كهرومغناطيسية تؤثر على الحالة النفسية للإنسان، أو تعطيل الاتصالات في مناطق معينة.
هل هناك أدلة علمية؟
رغم أن الجيش الأمريكي ينفي هذه الادعاءات ويؤكد أن المشروع كان لأغراض بحثية سلمية، فإن غياب الشفافية وإغلاق المنشأة رسميًا في 2014 (قبل نقلها لجامعة ألاسكا) زاد من الشكوك. بعض العلماء يعترفون بأن تأثيرات الترددات العالية على الغلاف الجوي غير مفهومة بالكامل مما يترك مجالًا للتكهنات.
بين الحقائق العلمية ونظريات المؤامرة، يبقى مشروع هارب لغزًا يثير القلق. السؤال الأكبر: إذا كانت هذه التقنيات موجودة حقًا، فمن يضمن أنها لن تُستخدم يومًا كأسلحة دمار شامل؟ في عصر تتلاعب فيه القوى العظمى بأسرار الطبيعة، ربما تكون الكوارث البيئية القادمة هي الفصل الأخير في هذه القصة.
الطبيعة أقوى من أي تكنولوجيا، ولكن هل يمكن أن تصبح ضحية للتجارب البشرية؟