آخر الأخبار

التربية الجنسية للأطفال: حماية ومفتاح الأمان بلا إحراج

بقلم: إيمان حاكمهم

التربية الجنسية للأطفال: حماية ومفتاح الأمان بلا إحراج

في مجتمعاتنا العربية، ما زال الحديث عن التربية الجنسية للأطفال يحيط به كثير من التوجس والحرج، رغم أن الواقع يُثبت يومًا بعد يوم أن الجهل هو الخطر الحقيقي، وليس المعرفة. فالتربية الجنسية ليست دعوة للانفتاح السلبي، بل وسيلة وقائية لحماية الأطفال، وتعليمهم كيف يفهمون أجسادهم، ويحمون أنفسهم من أي انتهاك.


 ما هي التربية الجنسية للأطفال؟


هي ببساطة تربية توعوية تساعد الطفل على فهم جسده، وتعليمه الفرق بين اللمس الآمن واللمس غير الآمن، وتحديد المساحات الشخصية، وتعزيز ثقته بنفسه لقول "لا" عند الضرورة. وتختلف محتويات هذه التربية حسب المرحلة العمرية، فلكل عمر مستوى من المعلومات المناسبة له.


من عمر 3 إلى 6 سنوات:


تعليم أسماء الأعضاء الجسدية بأسلوب علمي وغير محرج.


التأكيد على أن هناك أجزاء خاصة لا يحق لأحد لمسها.


استخدام القصص والرسوم التوضيحية للتعليم بطريقة غير مخيفة.


 من 7 إلى 12 سنة:


شرح مبسط للتغيرات الجسدية المتوقعة.


الحديث عن مشاعر الحرج أو الفضول بأنها طبيعية، مع توجيهها بشكل سليم.


تعريف الطفل بمن يثق به في حال تعرضه لموقف مقلق.


 في سن المراهقة:


التحدث بصراحة وهدوء عن البلوغ، والعلاقات، والخصوصية.


الرد على الأسئلة دون تهكم أو توبيخ.


ربط التربية الجنسية بالقيم، والاحترام، والمسؤولية.


لماذا يخاف الأهل من هذا الحديث؟


يخشى كثير من الآباء أن الحديث عن هذه المواضيع "يُفسد الطفل"، لكن العكس هو الصحيح. السكوت يفتح المجال للمعلومة الخاطئة من الشارع أو الإنترنت. بينما الحوار الواعي بين الأهل وأبنائهم يجعل الطفل محصنًا نفسيًا وجسديًا، ويشعره بالأمان.



التربية الجنسية = وقاية من التحرش


في ظل ارتفاع معدلات حوادث التحرش بالأطفال حول العالم، أصبح تعليم الطفل كيف يحمي نفسه أمرًا لا يحتمل التأجيل. والأمان يبدأ من البيت، ومن الحديث البسيط الصادق مع الطفل بلغته، لا بلغة المحاضرات.


 كيف نبدأ؟


خصّص وقتًا هادئًا للحديث.


استخدم الكتب أو الفيديوهات المناسبة للعمر.


استمع أكثر مما تتحدث.


كرّر الرسائل البسيطة دائمًا: جسدك ملكك، من حقك تقول "لأ"، واحكي لو حصل شيء.


التربية الجنسية ليست خجلًا ولا فضيحة، بل حماية ووعي وثقة. أن تكون مرجع ابنك الأول في هذا الموضوع، خير من أن يبحث عن المعلومة في مكان قد يضره أكثر مما ينفعه.

العهد نيوز - al3hd news
العهد نيوز - al3hd news
تعليقات