كتبت: إيمان حاكمهم
إغلاق مضيق هرمز: كيف يشعل قرار إيران أخطر أزمة طاقة في العالم؟
في خطوة تعتبر من أخطر التطورات الجيوسياسية في العقد الأخير، أعلنت إيران إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم. هذا القرار جاء وسط تصعيد عسكري وتوتر متصاعد بين طهران وواشنطن بعد الضربات الأمريكية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية، ويُنذر بإشعال أزمة اقتصادية وأمنية قد تمتد آثارها إلى مختلف أنحاء العالم.
ما هو مضيق هرمز ولماذا يُعد بالغ الأهمية؟
يقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عُمان، ويُعتبر الممر البحري الوحيد الذي يربط الخليج العربي بالمحيط الهندي. تمر عبره نسبة كبيرة من صادرات الطاقة العالمية، مما يجعله بمثابة شريان حيوي لاقتصاد العالم.
أرقام هامة:
يمر عبر المضيق يوميًا ما بين 17 إلى 20 مليون برميل من النفط، أي ما يعادل نحو ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا عالميًا.
كذلك تمر كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال (LNG) من قطر، التي تُعد من أكبر مصدري الغاز عالميًا.
لماذا أغلقت إيران المضيق؟
إيران لوّحت مرارًا باستخدام المضيق كورقة ضغط استراتيجية، والآن قررت تنفيذ تهديدها كرد مباشر على الهجمات العسكرية ضد منشآتها النووية. الهدف من الإغلاق هو:
الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها لوقف التصعيد.
إثارة أزمة عالمية تدفع المجتمع الدولي للتدخل.
إظهار قدرتها على الرد الحاسم في حال تهديد أمنها القومي.
التأثيرات العالمية المتوقعة:
1. أسعار النفط والغاز: قفزة فورية ومرتفعة
يتوقع خبراء الطاقة أن يؤدي إغلاق المضيق إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 150 دولارًا للبرميل خلال أيام، ما ينعكس على أسعار الوقود والكهرباء عالميًا.
كما سترتفع أسعار الغاز الطبيعي، خاصة في أوروبا وآسيا، التي تعتمد بشكل كبير على واردات الغاز من الخليج.
2. شلل في سلاسل الإمداد
حركة الشحن البحري من وإلى الخليج العربي ستتوقف أو تُعاد توجيهها، مما يعرقل تصدير النفط والبضائع من دول مثل السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، والبحرين.
تأثر كبير لأسواق مثل الصين والهند واليابان، التي تعتمد على النفط الخليجي.
3. توتر عسكري في الخليج
قد تُشعل الخطوة مواجهة مباشرة بين القوات الأمريكية والإيرانية، خصوصًا أن البحرية الأمريكية تنتشر في المنطقة لحماية الممر.
احتمال تدخل دولي لفتح المضيق بالقوة، ما يفتح الباب أمام حرب إقليمية واسعة.
4. تأثير مباشر على دول الخليج
ستتأثر صادرات هذه الدول بشكل مباشر، مما قد يضر باقتصاداتها.
اضطرابات في الأسواق المحلية وأسعار الوقود في بعض الدول المستوردة.
كيف يمكن للعالم أن يتعامل مع هذا الإغلاق؟
الدبلوماسية الدولية: الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، ودول كبرى مثل الصين وروسيا قد تسعى للتهدئة وإعادة فتح المضيق عبر الوساطات.
البدائل المحدودة: هناك بعض الأنابيب البديلة مثل خط أنابيب أبو ظبي – الفجيرة، وخط شرق السعودية إلى غربها (ينقل إلى البحر الأحمر)، لكنها لا تستطيع تعويض كل الكميات المارة عبر هرمز.
الرد العسكري: وهو الخيار الأخطر، إذ قد تلجأ الولايات المتحدة أو تحالف دولي لاستخدام القوة لفتح المضيق، مما يعني اندلاع حرب مفتوحة في المنطقة.
أزمة تمس كل بيت في العالم
إغلاق مضيق هرمز ليس مجرد صراع بين إيران وأمريكا، بل هو أزمة تمس الاقتصاد العالمي برمته. كل مواطن في أي دولة بالعالم سيشعر بتأثيرها، سواء في فاتورة الوقود، أسعار الغذاء، أو اضطرابات الأسواق.
والسؤال الكبير الذي يطرحه الجميع اليوم: هل يملك العالم رفاهية الصمت أمام اشتعال هذا الشريان الحيوي؟ أم أن الحل قادم من بوابة الدبلوماسية قبل أن تشتعل المنطقة أكثر؟