آخر الأخبار

بين الحقيقة والمسرحية: هل حرب إسرائيل وإيران مجرد لعبة؟

بقلم : إيمان حاكمهم 

بين الحقيقة والمسرحية: هل حرب إسرائيل وإيران مجرد لعبة؟

في عالم السياسة الشرق أوسطية، لا تخلو العناوين من التوترات المستمرة بين إسرائيل وإيران. تصريحات نارية، ضربات جوية، تحركات عسكرية، وتهديدات متبادلة، كل ذلك يُشعل تساؤلات بين المتابعين: هل ما يحدث هو تمهيد لحرب حقيقية؟ أم مجرد لعبة سياسية بإخراجٍ محكم؟


تاريخ طويل من العداء... ولكن!


منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، تحول الموقف الإيراني من إسرائيل من الحياد إلى العداء الصريح، رافقته سياسة دعم فصائل مسلحة مثل "حزب الله" و"حماس"، مما زاد من التصعيد بين الطرفين. بالمقابل، اعتمدت إسرائيل استراتيجية "الخطوط الحمراء"، خاصة في سوريا ولبنان، حيث تستهدف كل ما تعتبره تهديدًا إيرانيًا.


لكن ورغم كل ذلك، لم تنفجر الأمور إلى حرب شاملة حتى الآن. لماذا؟


حرب باردة على الطريقة الشرق أوسطية؟


ما بين التصعيد الكلامي والضربات المحدودة، يدور صراع معقد يُشبه في كثير من جوانبه "الحرب الباردة"؛ حيث تستخدم الدول أدواتها دون مواجهة مباشرة، بهدف استنزاف الخصم وإعادة تشكيل موازين القوى دون خسائر كارثية.


إسرائيل تضرب بصمت، وإيران ترد من خلال وكلائها، والكل يعرف حدود اللعبة.


أبعاد اللعبة: من يربح؟ ومن يخسر؟


إيران تستخدم التوتر مع إسرائيل كوسيلة لتعزيز وحدة الداخل وتبرير تدخلها في دول المنطقة.


إسرائيل بدورها تستخدم التهديد الإيراني لكسب دعم غربي، وتبرير التوسع في قدراتها العسكرية والتكنولوجية.


لكن في النهاية، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، وملايين البشر رهينة لهذه اللعبة السياسية والعسكرية.


ماذا لو تحولت اللعبة إلى واقع؟


في حال انزلقت الأمور إلى مواجهة مفتوحة، فإن النتائج ستكون كارثية على الجميع. إيران قد تستخدم قوتها عبر أذرعها في لبنان، العراق، وسوريا، بينما سترد إسرائيل بقوة هائلة. وسيكون المدنيون في كلا الطرفين، وفي دول الجوار، هم الخاسر الأكبر.


خاتمة: لعبة أم واقع مؤجل؟


قد تكون الحرب حتى الآن مجرد لعبة شطرنج بين طهران وتل أبيب، لكن كل حركة غير محسوبة قد تقلب الرقعة على رؤوس الجميع. فالمسألة ليست في إذا ما كانت الحرب قادمة، بل متى وكيف... وهل ما زال هناك وقت لتجنّبها؟

العهد نيوز - al3hd news
العهد نيوز - al3hd news
تعليقات