كتبت: صفاء حامد
رفضت مصر بشدة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الأخيرة التي "سعى فيها إلى استغلال اسم مصر لصرف انتباه الرأي العام الإسرائيلي وإعاقة وقف إطلاق النار ومفاوضات تبادل الأسرى" وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس، الثلاثاء إن تصريحات نتنياهو محاولة لعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وزعم نتنياهو أن حماس تحصل على الأسلحة عبر الحدود بين مصر وغزة، منتقدًا الوضع الأمني على طول الحدود، كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية. وأكدت الخارجية المصرية "رفضها القاطع لكل الادعاءات التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون في هذا الشأن".
وحمَلَت مصر الحكومة الإسرائيلية مسؤولية عواقب مثل هذه التصريحات التي قالت إنها تؤدي إلى تفاقم التوترات وتسعى إلى تبرير السياسات الإسرائيلية العدوانية والتحريضية التي ساهمت في مزيد من التصعيد في المنطقة. وفي الوقت نفسه، أكدت مصر حرصها على "الاستمرار في القيام بدورها التاريخي في قيادة عملية السلام في المنطقة بما يحافظ على السلام والأمن الإقليميين ويحقق الاستقرار لكافة شعوب المنطقة"، بحسب البيان.
وقال نتنياهو في ادعاءاته: "إن دخول الأسلحة ووسائل صنع الأسلحة ووسائل حفر الأنفاق لم يحدث فقط في عهد الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي، بل أيضًا في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك وآخرين"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأشار أيضًا إلى أن لإسرائيل أربعة أهداف للحرب: "تدمير حماس، وإعادة جميع رهائننا، وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل، وإعادة سكان الحدود الشمالية بسلام".
وأكد أن "ثلاثة من أهداف هذه الحرب تمر عبر مكان واحد، وهو ممر فيلادلفيا الذي يعتبر بمثابة خط أنابيب الأكسجين للحركة وتسهيل عملية التسلح لحماس".
وزعم نتنياهو أن هذا هو السبب الدقيق وراء ضرورة "سيطرة إسرائيل عليه" قائلًا: "يجب أن نجعل حقيقة وجودنا هناك دائمة".
ويأتي ذلك رغم أن مصر أكدت أكثر من مرة رفضها لأي تواجد إسرائيلي في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر والجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي كأحد ثوابت أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وكانت آخر التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية بدر عبد العاطي يوم الاثنين عندما جدد رفض مصر القاطع لسيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، مشيرًا إلى أن مثل هذه السيطرة غير مقبولة.
علاوة على ذلك، دحضت مصر مرارًا وتكرارًا المزاعم الإسرائيلية بأن مصر هي مصدر الأسلحة "المهربة إلى غزة عبر الأنفاق" على طول الحدود بين مصر وغزة والتي يبلغ طولها 14 كيلومترًا.
وفي أوائل أغسطس، نفى مصدر مصري رفيع المستوى مزاعم تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية حول اكتشاف الجيش الإسرائيلي "أنفاقًا تشغيلية" بين مصر وقطاع غزة. وأضاف المصدر أن "إسرائيل تشير إلى الأنفاق المغلقة في غزة لنشر ادعاءات مضللة لأغراض سياسية".
وأوضح المصدر أن "إسرائيل تتغاضى عن عمليات تهريب الأسلحة من إسرائيل إلى الضفة الغربية كذريعة للاستيلاء على الأراضي وتنفيذ المزيد من عمليات القتل والإبادة ضد الفلسطينيين".
وفي وقت سابق، رفض رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان بشكل شامل الادعاءات الإسرائيلية "التي لا أساس لها من الصحة والكاذبة" بشأن نفس المسألة.
وأكد رشوان أن مصر تحتفظ بسيادتها الكاملة على أراضيها، وتبذل جهودًا كبيرة لضمان الاستقرار في سيناء وتأمين الحدود بين مصر وغزة. وأضاف أن "مصر نفسها عانت كثيرًا من هذه الأنفاق خلال المواجهات الشرسة مع الجماعات الإرهابية في سيناء بعد الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين في يونيو 2013 وحتى عام 2020".
وأضاف رشوان أن "مصر واجهت تحديات كبيرة تمثلت في الأنفاق المستخدمة في تهريب المقاتلين والأسلحة خلال المواجهات المكثفة مع الجماعات الإرهابية في سيناء خلال الفترة من يونيو 2013 إلى 2020" وأشار إلى أن هذه المواجهات أسفرت عن "سقوط أكثر من 3 آلاف شهيد مصري من الجيش والشرطة والمدنيين وأكثر من 13 ألف جريح".