كتبت: صفاء حامد
ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي حرب غزة والسبل الكفيلة بإصلاح العلاقات المجمدة منذ فترة طويلة بين القوتين الإقليميتين، خلال محادثات في أنقرة في أول زيارة رئاسية من نوعها منذ 12 عامًا.
انهارت العلاقات بين أنقرة والقاهرة في عام 2013 بعد ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس محمد مرسي، الذي كان يُعتبر حليفًا لتركيا.
بدأت العلاقات بين البلدين في التحسن في عام 2020 عندما أطلقت أنقرة حملة دبلوماسية لتخفيف التوترات مع منافسيها الإقليميين، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر.
وفي العام الماضي، أعادت أنقرة والقاهرة تعيين سفراء متبادلين، وقالت تركيا إنها ستزود القاهرة بطائرات مسلحة بدون طيار. وسافر أردوغان إلى القاهرة في فبراير في أول زيارة له إلى مصر منذ عام 2012.
كان أردوغان قد التقى السيسي في مطار أنقرة يوم الأربعاء، ثم سافر الاثنان في نفس السيارة إلى القصر الرئاسي لإجراء محادثات استمرت نحو ساعتين.
وقال أردوغان: "بعقلية الفوز المتبادل، سنواصل علاقاتنا المتعددة الأبعاد"، مضيفًا أن أنقرة تريد على وجه الخصوص تعميق العلاقات مع مصر في مجال الغاز الطبيعي والطاقة النووية.
وقّع وزراء من البلدين 18 مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الطاقة والدفاع والسياحة والصحة والزراعة والمالية والثقافة والتعليم والنقل.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، أكد أردوغان أن تركيا ومصر ترغبان في تعزيز التجارة السنوية بمقدار يتراوح بين 5 مليارات و15 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة.
وأضاف أن أنقرة والقاهرة تتقاسمان "موقفًا مشتركًا" بشأن القضية الفلسطينية، في حين قال السيسي أنهما يدعوان إلى وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء العنف في الضفة الغربية.
أرسلت تركيا، التي أدانت إسرائيل بسبب حربها ضد نشطاء حركة حماس في غزة، آلاف الأطنان من المساعدات إلى مصر للفلسطينيين، وأشادت بالجهود الإنسانية التي تبذلها القاهرة ودورها كمفاوض في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار وصفقة الإفراج عن الأسرى.
وقال السيسي أنهما ناقشا أيضًا الوضع في ليبيا، حيث يختلف البلدان منذ فترة طويلة بشأن هذا الموضوع ويدعمان فصائل متعارضة في صراع لم يُحل.
وأضاف الرئيس السيسي: "نؤكد على أهمية طي صفحة الأزمة القائمة عبر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن مع خروج القوات الأجنبية غير الشرعية والمرتزقة من البلاد، وإنهاء وجود الميليشيات المسلحة لإنهاء الانقسام".