آخر الأخبار

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

تأليف: نادر الحكيم

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"


الفصل الأول: البداية الملعونة

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

كانت قرية "الريحان" تعيش في ظلال الغموض والخوف منذ مئات السنين. تحيط بها غابة كثيفة تُدعى "غابة الظلال"، وهي مكان مليء بالأسرار والمخلوقات التي يتجنبها البشر. لم يكن أحد يجرؤ على دخول الغابة بعد غروب الشمس، حيث تُروى قصص مرعبة عن أولئك الذين ضاعوا في ظلالها ولم يعودوا أبدًا. يوسف، الشاب الوسيم الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، كان مختلفًا عن أهل قريته. كان شغوفًا بالغامض والمجهول، ودائمًا ما كان ينجذب نحو الغابة وكأنها تناديه.


في إحدى الليالي المظلمة، وبعدما خلد الجميع إلى النوم، قرر يوسف أن يتبع هذا النداء الغامض. حمل مصباحًا زيتيًا واندفع نحو الغابة، متجاهلًا التحذيرات التي سمعها طوال حياته. وبينما كان يتوغل في الظلام، شعر بنسمة باردة تمر على وجهه، تشبه برودة الموت. لكن هذه النسمة لم تكن مجرد هواء عابر؛ كانت تحمل معها رائحة زهور غريبة، كأنها زهور تنمو في قبور قديمة. عندما التفت حوله، رأى ظلالًا تتحرك بين الأشجار، وكأنها تراقبه.


الفصل الثاني: اللقاء المشؤوم

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

بينما كان يتوغل في أعماق الغابة، توقف فجأة أمام شجرة قديمة ضخمة. كانت تلك الشجرة معروفة بين أهل القرية بأنها ملعونة، ويقال إنها مدخل لعالم آخر، عالم لا يمكن للإنسان أن يفهمه. جلس يوسف تحت الشجرة، متجاهلًا قصص الرعب التي سمعها عنها. وبينما كان يتأمل الظلام المحيط به، سمع صوت همسات غامضة. كانت الهمسات تشبه صوت أنفاس باردة، وكأن أحدهم يراقبه من بين الأشجار.


فجأة، ظهرت أمامه امرأة غريبة الجمال. كانت ترتدي ثوبًا أسودًا، وشعرها الطويل الأسود كان يتمايل مع الريح. عيناها كانتا مثل حفرتين مظلمتين لا قاع لهما، تنبعث منهما ظلمة مميتة. عرفت نفسها بأنها "ليلى"، وأخبرته بصوت يشبه الرياح العاصفة أنها جنية، وأنها كانت تنتظره منذ زمن طويل. لكنها لم تكن جنية عادية؛ كانت مخلوقًا من عالم الظلام، عالم يغذيه الألم والخوف.


الفصل الثالث: بداية الرعب

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

منذ تلك الليلة، لم يعد يوسف نفسه. كانت ليلى تظهر له في كل ليلة، تتحدث إليه بأصوات أشبه بهمسات الموتى. بدأت تأخذ منه طاقته وحياته ببطء. كانت تغذي نفسها من خوفه، تستمد قوتها من رؤيته يتلاشى. بدأ يوسف يعاني من كوابيس مروعة، يرى فيها أشباحًا تسحب روحه نحو أعماق لا متناهية من الظلام. كان يستيقظ ليجد نفسه يتعرق باردًا، يشعر وكأن أنفاس الموتى تحيط به.

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

كلما زاد ارتباطه بليلى، ازداد ضعفه. بدأت تظهر عليه علامات المرض، جسده أصبح هزيلًا، وعينيه غاصتا في محجرهما، وكأنه يعيش على حافة الموت. كان يسمع أصواتًا غريبة في الليل، أصوات خافتة ولكنها مليئة بالكراهية، تهمس له بأنه لن ينجو.


الفصل الرابع: اكتشاف الحقيقة المرعبة

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

بدأت ليلى تكشف ليوسف المزيد عن طبيعتها الحقيقية. أخبرته أنها ليست جنية عادية؛ بل هي روح ملعونة، مخلوق يتغذى على أرواح البشر. كانت قد لُعنت قبل آلاف السنين، وحُكم عليها بالعيش في هذا الظلام الأبدي. كانت تروي له قصصًا عن ضحاياها السابقين، وعن كيف أنها امتصت حياتهم، تاركة وراءها جثثًا بلا روح.


بينما كانت تحكي له، كان يوسف يشعر بأن روحها المظلمة تتسرب إلى داخله. كانت تزرع في قلبه رعبًا لا يوصف، رعبًا كان يجعله يشعر بأنه يختنق. كانت ليلى تأخذه إلى أماكن في الغابة لا يمكن أن يتخيلها، أماكن مليئة بالصرخات والأنين، أماكن تشعر فيها بأن الجدران نفسها تنبض بالحياة الملعونة.


الفصل الخامس: الغوص في الجحيم

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

في إحدى الليالي، أخذت ليلى يوسف إلى مكان عميق في الغابة، مكان لم يكن يعرف عنه أحد. كان هناك بئر قديم، يقال إنه بوابة للجحيم نفسه. أجبرته ليلى على النظر إلى داخل البئر، وعندما فعل ذلك، رأى ما لا يمكن وصفه. رأى أرواحًا معذبة، تحاول الصعود من الظلام، وجوه مشوهة بألم لا يمكن تصوره، تلتف حولها سلاسل من نار. كان يسمع صرخاتهم تتردد في رأسه، تشق طريقها إلى قلبه.

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

لم يستطع يوسف أن يتحمل ما رأى، ولكنه كان عاجزًا عن الهرب. كانت ليلى تمسك به بقوة لم يعرفها من قبل، وكأنها تحاول سحبه إلى داخل البئر. كان يشعر بأن الحياة تتسرب منه شيئًا فشيئًا، وكأن روحه كانت تُبتلع من قبل الظلام.


الفصل السادس: التحذير الأخير

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

بدأت تظهر تحذيرات على الجدران في منزل يوسف، تحذيرات مكتوبة بالدم. كانت الحروف تتشكل من تلقاء نفسها، كلمات لا يمكن قراءتها بسهولة، ولكنها كانت مليئة بالكراهية والخوف. في إحدى الليالي، استيقظ يوسف ليجد رسالة مكتوبة على الحائط: "أنت التالي". كانت الرسالة مليئة برموز غريبة وأشكال تشبه العيون التي تراقبه.


في تلك الليلة، سمع صوتًا قادمًا من الغابة، صوتًا لم يكن بشريًا. كان الصوت يناديه باسمه، بصوت أشبه بصوت ليلى، ولكنه كان مليئًا بالكراهية. كان يعلم أن هناك شيئًا خطيرًا ينتظره إذا اقترب من الشجرة القديمة.


الفصل السابع: الطقوس الملعونة

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

شعر يوسف أنه لم يعد يملك الوقت. كان يعلم أن ليلى تحضر شيئًا مرعبًا له، شيئًا لن يستطيع الهروب منه. بدأ يشعر بأن الموت يقترب منه، ولكن ليس الموت العادي، بل موت مملوء بالعذاب والندم.


ذات ليلة، وبينما كان جالسًا في غرفته، ظهرت ليلى أمامه بصورة أكثر رعبًا من أي وقت مضى. كانت ملامحها قد تحولت، وجهها مشوه وكأنه تمزق، وعيناها أصبحتا فجوتين مظلمتين. بدأت تقرأ طلاسم بلغة غريبة، كلمات كانت تجعل الهواء في الغرفة يثقل، وتجعل قلب يوسف يتوقف عن النبض.


الفصل الثامن: النزول إلى الجحيم

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

في ليلة مليئة بالعواصف والرعد، أخذت ليلى يوسف مرة أخرى إلى البئر القديم. أجبرته على النزول إلى أعماقه، كانت تقول له بأن هذه هي النهاية، وأنه لن يعود أبدًا. بينما كان ينزل إلى الأسفل، بدأت الجدران تقترب منه، وكأنها تحاول سحقه. كان يسمع أصواتًا تنبعث من كل مكان، أصواتًا تهمس له بأن روحه ستظل هنا إلى الأبد.


عندما وصل إلى القاع، وجد نفسه محاطًا بالظلام. لم يكن هناك ضوء، ولم يكن يستطيع أن يرى شيئًا، ولكنه كان يشعر بوجود ليلى بجانبه. كانت تضحك ضحكة شريرة، ضحكة تشبه صوت الصرخات التي سمعها من قبل. شعرت يداها تلتفان حول عنقه، وشعر بأن الهواء يختفي من رئتيه.


الفصل التاسع: النهاية المظلمة

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

في اللحظات الأخيرة، وبينما كانت ليلى تحاول خنقه، تذكر يوسف كل ما حدث له منذ لقائه بها. تذكر كيف كانت تأخذ حياته ببطء، كيف كانت تزرع فيه الرعب. شعر بأنه إذا استمر في الاستسلام لها، فإن روحه ستظل عالقة في هذا الجحيم إلى الأبد.


بقيت قوة صغيرة في داخله، قوة أراد أن يستخدمها للهرب. بدأ يصرخ بصوت عالٍ، يحاول أن يقاوم يدي ليلى. كان يعلم أنه إذا استطاع النجاة من هذه اللحظة، فإنه سيبقى على قيد الحياة. ولكن، كانت ليلى أقوى منه، وكان يشعر بأن حياته تنزلق بعيدًا.


في اللحظة الأخيرة، قبل أن يفقد الوعي تمامًا، تلاشت ليلى فجأة، واختفى الظلام حوله. وجد نفسه وحيدًا في القاع، محاطًا بالصمت.


الفصل العاشر: العودة الأبدية

قصة: لعنة الظلال "حكاية الجنية العاشقة"

تم إنقاذ يوسف من البئر في صباح اليوم التالي من قبل سكان القرية الذين كانوا يبحثون عنه. لكن عندما عاد إلى القرية، لم يكن هو نفسه. كان يهمس دائمًا بأسماء غريبة، ويتحدث عن عوالم مظلمة وأرواح ضائعة. عينيه كانت مليئة بالهلع، وكأنها قد رأت أشياءً لا يستطيع العقل البشري تحملها.


أهل القرية كانوا يعلمون أن يوسف قد عاد من مكان لا يجب أن يعود منه أحد. كانوا ينظرون إليه برعب وخوف، وكأنهم يتوقعون أن يحدث شيء مرعب في أي لحظة. والدته، التي كانت تبكي بدموع من الألم، حاولت الاقتراب منه، لكنها شعرت بأنه لم يعد ابنها الذي تعرفه.


بدأ يوسف يقضي وقته في الحديث مع نفسه، كان يهمس بصوت منخفض، وكأن ليلى ما زالت بجانبه. كان يروي لأهل القرية قصصًا عن العالم السفلي، عن الوحوش التي تعيش في الظلام، وعن أرواح المعذبين الذين لا يمكنهم الهروب من قبضة الموت. كلما حاول أحدهم إقناعه بأن هذه مجرد أوهام، كان يبتسم ابتسامة مرعبة ويقول: "سترون، ستأتي ليلى من أجلكم أيضًا."


في كل ليلة، كان يوسف يعود إلى الشجرة القديمة، ويجلس تحتها متأملًا الظلام المحيط به. كان يسمع صوت ليلى تناديه، ولكنها لم تعد تظهر له كما في السابق. كانت همساتها تخترق الظلام، تخبره أنها لم تنتهِ منه بعد، وأنه سيكون لها في النهاية. كان يوسف يعلم أنه لا يستطيع الهرب من مصيره، وأنه مهما حاول، فإن ليلى ستأتي لتأخذه معها.


في الليلة الأخيرة، اختفى يوسف بشكل غامض من القرية. بحث عنه أهل القرية في كل مكان، لكنهم لم يجدوا له أثرًا. البعض قال إنه قد اختفى في الظلام، وآخرون قالوا إن ليلى قد أخذته معها إلى العالم السفلي. لكن الحقيقة كانت أبشع من كل التوقعات.


بعد أيام من اختفائه، بدأت تظهر آثار أقدام غريبة حول الشجرة القديمة، وكأن مخلوقًا قد خرج من الأرض. كان أهل القرية يسمعون في الليالي العاصفة أصواتًا غريبة تأتي من الغابة، صرخات وأصوات ضحك مرعبة، وكأن الغابة نفسها قد أصبحت ملعونة.


لم يعد أحد يجرؤ على الاقتراب من الشجرة القديمة بعد ذلك. كانت الأساطير تحكي أن روح يوسف قد انضمت إلى عالم ليلى، وأنه أصبح واحدًا من الأرواح الضائعة التي تجوب الغابة ليلًا، تبحث عن أرواح جديدة لتغذي بها لعنته الأبدية.


وهكذا، أصبحت قرية "الريحان" مكانًا يتجنب الناس الحديث عنه، مكانًا يحكمه الظلام والخوف. كان الجميع يعلمون أن الشجرة القديمة في غابة الظلال ليست مجرد شجرة، بل بوابة إلى عالم لا يجب أن يدخله البشر أبدًا.

العهد نيوز - al3hd news
العهد نيوز - al3hd news
تعليقات