كتبت: هدير عسكر
تلعب حُقَن الحديد دورًا حاسمًا في معالجة نقص الحديد أثناء الحمل، وهو حالة شائعة قد تؤثِّر على صحة الأم والجنين. ومع ذلك، فإن استخدامها يتطلَّب إدراكًا دقيقًا لمواعيد استخدامها والآثار الجانبية الناتجة عن زيادة مستويات الحديد في الجسم. في هذا المقال، سنستعرض أهمية حقن الحديد أثناء الحمل، وفترة استخدامها، والمخاطر المُحتملة من زيادته.
أهمية الحديد خلال الحمل
الحديد معدن أساسي ضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء ونقل الأكسجين إلى خلايا الجسم. وخلال الحمل، تحتاج المرأة إلى كميات أكبر من الحديد لدعم زيادة حجم الدم وتلبية احتياجات الجنين. فنقص الحديد يمكن أن يؤدِّي إلى فقر الدم، مما قد يسبّب التعب، وضعف التركيز، والدوار، وقد يؤثّر سلبًا على صحة الجنين، مما يؤدّي إلى ولادة مُبكّرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
متى يتم استخدام حُقَن الحديد أثناء الحمل
تُستخدم حُقَن الحديد في حالات محدَّدة:
1. فقر الدم الحاد: عندما يكون نقص الحديد شديدًا، ولا يمكن تعويضه بالكميات الكافية من المُكمِّلات الفموية.
2. عدم تحمُّل المكملات الفموية: بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية قوية عند تناول مُكمِّلات الحديد الفموية، مثل الغثيان أو الإمساك.
3. زيادة احتياجات الحديد: في حالات الحمل المتعدّدة أو الحمل المتأخِّر، حيث يكون هناك طلب كبير على الحديد.
أعراض نقص الحديد أثناء الحمل
الإرهاق وفقدان الشهية وبرودة اليدين وزيادة معدَّل ضربات القلب
فترة استخدام حُقَن الحديد
عادةً ما تُعطى حقن الحديد خلال الحمل بناءً على تشخيص طبي مُحدَّد وحالة المرأة الصحية بمعدَّل 30 مجم في اليوم:
1. الثلث الثاني من الحمل "أي الشهر الرابع والخامس والسادس من الحمل": قد يبدأ الأطباء في التفكير في استخدام حُقَن الحديد إذا كان هناك دليل على نقص حاد في الحديد في هذا الوقت.
2. الثلث الثالث من الحمل "أي الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل": يكون هذا الوقت الأكثر شيوعًا لإعطاء حُقَن الحديد، خاصةً إذا استمرَّت مستويات الحديد في الانخفاض رغم استخدام المُكمِّلات الفموية.
يُفضَّل عدم تناول حبوب الحديد للحامل في الأشهر الأولى بسبب الحالة الطبيعية للحمل في هذه الفترة من غثيان وقيئ وزيادة تقلُّبات الجهاز الهضمي؛ حيث إنّه من الآثار الجانبية للعلاج الفموي، الغثيان والإمساك.
أنواع حُقَن الحديد
تتوفَّر عدّة أنواع من حُقَن الحديد، تشمل:
1. حديد السكروز: يُعطى عادةً عن طريق الوريد ويُعتبر من الأنواع الأقل تسبُّبًا في تفاعلات الحساسية.
2. حديد الجلوكوز: يسمح بجرعات أعلى في فترة زمنية قصيرة، ولكن قد يتطلَّب وقتًا أطول للتحضير.
3. حديد الفيروموكسيد: يُعطى أيضًا عبر الوريد، ويمتاز بفعاليته في علاج الحالات الشديدة.
المخاطر الناتجة عن زيادة مستويات الحديد عن 45 مجم في اليوم
زيادة مستويات الحديد في الجسم قد تؤدِّي إلى عدَّة أخطار صحية:
1. التسمُّم بالحديد: يُعتبر التسمُّم بالحديد حالة طبية طارئة تحدث عندما تتجاوز مستويات الحديد في الجسم الحد المسموح به، مما قد يؤدِّي إلى تلف الأعضاء مثل الكبد والقلب.
2. تأثيرات سامة على الأنسجة: يمكن أن يتسبَّب الحديد الزائد في تكوين جزيئات حرة تؤدِّي إلى أكسدة الخلايا وتلف الأنسجة.
3. مشاكل في الجهاز الهضمي: تشمل الغثيان، والقيء، وآلام البطن، وقد تتفاقم هذه الأعراض إذا كان هناك إفراط في تناول المكملات.
4. مضاعفات قلبية: قد تؤدِّي الزيادة المُزمنة في الحديد إلى مشاكل في القلب، مثل ضعف عضلة القلب أو عدم انتظام ضربات القلب والضغط.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدِّي الإفراط في تناوُل الحديد إلى زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل أو الإجهاد التأكسُدي، وهو خلل في الجسم قد يزيد من خطر تسمُّم الحمل والإجهاض.
العلاج
لتقليل أخطار زيادة مستويات الحديد، يجب اتباع النصائح التالية:
1. تحديد الجرعة المناسبة: يجب على الأطباء ضبط جرعة حُقَن الحديد بناءً على نتائج الفحوصات الدموية للحفاظ على مستويات الحديد في النطاق الطبيعي.
2. مراقبة مستويات الحديد: إجراء اختبارات دورية لمراقبة مستويات الحديد، والتأكُّد من عدم تجاوزها الحدود المُوصَى بها.
3. متابعة أي أعراض غير طبيعية بعد الحقن، والتفاعل السريع مع أي مشاكل صحية قد تظهر.
الوقاية والتوصيات
1. تقييم الحاجة إلى الحقن: يجب أن يتم استخدام حُقَن الحديد بناءً على تقييم طبِّي دقيق وليس بشكل روتيني.
2. التغذية المتوازنة: تناوُل غذاء غني بالحديد يمكن أن يساعد في الوقاية من نقص الحديد وتقليل الحاجة للحقن
.
3. التثقيف والتوعية: توعية النساء الحوامل حول أهمية الحديد وأعراض نقصه وآثاره يمكن أن يساعد في تجنُّب الإفراط في العلاج.
الخلاصة
حُقَن الحديد تمثِّل وسيلة فعّالة لعلاج نقص الحديد أثناء الحمل، ولكن يجب استخدامها بحذر. يتطلَّب الأمر موازنة دقيقة بين الفوائد والمخاطر، مع مراقبة دقيقة لمستويات الحديد في الجسم لتفادي المشاكل الصحية الناتجة عن زيادته. التعاون بين الأم والطبيب ضروري لضمان علاج آمن وفعَّال يدعم صحة الأم والجنين على حدٍّ سواء.
تدقيق: شيماء عبد الشافي