آخر الأخبار

استيقظ .. الحياة ليست عادلة

كتبت: ولاء عبد الهادي

استيقظ .. الحياة ليست عادلة

أصبحنا نعيش في عالم لا يوجد به عدل أو مساواة رغم أننا نصف أنفسنا بالتقدم والعلم والحرية... إلخ.


الظلم من أبشع المشاعر التي يمكن لشخص الشعور بها، تختلف أنواع الظلم ولكن الشعور واحد. وكلما تطورنا وتقدمنا -كما نعتقد- زاد معدل الظلم وزادت أشكاله حتى أصبح الشخص يختنق من مرارة الظلم الذي يراه أمامه.


وهنا يثير فضولي سؤال: هل يوجد مكان في العالم لا يوجد به أي شكل من أشكال الظلم؟ 


أنا شخصيًا لم أجد ذلك المكان بعد ولا أعلم هل له وجود أم لا!


وقد أصبح الأمر في الفترة الأخيرة منتشرًا وبقسوة، وبما أننا نتحدث عن الظلم فلا ظلم أقسى وأبشع من الظلم الذي يتعرض له أهل فلسطين وخصوصًا أهل غزة. ذلك الكم من الظلم والمعاناة وعدم الإنسانية غير المبررة تجعلك تحتقر نفسك وتحتقر مشاكلك وكل ما يمكن أن نطلق عليه همومًا وظلمًا.


كيف نعيش في عالم يحدث به كل هذا؟ نحن نعيش على نفس الأرض تحت نفس السماء، لا يفصل بيننا سوى حدود وهمية وورقة إذن.


أسأل نفسي كثيرًا: إنهم بشر مثلنا وكان من الممكن أن نكون نحن مكانهم، الاختلاف الوحيد بيننا هو أننا ولدنا في موقع جغرافي مختلف.


ما يحدث في غزة فضح ضعفنا وقلة حيلتنا، فضح خيانتنا لأهلنا في فلسطين وتخلينا عنهم حتى في أبسط الأشياء، وهو تذكرهم والدعاء لهم ونشر ما يحدث لهم. كل ما بات يهمنا هو خوفنا من فقدان صفحة على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي أو الانشغال عن أعمالنا بأسباب أخرى ليس لها أي أهمية.


أستعجب كثيرًا من تحمل أهل غزة وصبرهم. أنا في بلدي وفي بيتي كل ما أتعرض له هو مشاهدة ما يحدث عبر الأخبار وأشعر بقلة الحيلة، أشعر بالضيق والاختناق فما بالنا بهم وهم يعيشون ذلك كل يوم، كل لحظة ولأجل غير معلوم. لا يوجد مكان آمن ولا وقت آمن، أطفال ونساء وشباب وشيوخ، عائلات كاملة تدمرت وانتهت. ولا يوجد مسمى واحد من المسميات الموجودة في العالم يستطيع فعل شيء لهم! اللعنة على هكذا عالم وهكذا تقدم.


الإسلام، العرب، حقوق الإنسان، حقوق الطفل، منظمة الصحة العالمية، منظمة العفو الدولية، الاتحاد الدولي، محكمة العدل الدولية والبشر؛ كل هذه المسميات لم يستطيعوا إنقاذ طفل واحد، لم يستطيعوا إدخال لقمة عيش واحدة أو حتى شربة ماء واحدة. كل ما استطاعوا فعله هو التصريح بأنهم يدينون ما يحدث وأن هذا فعل غير مقبول وشكرًا.


يحضرني قول نزار قباني في قصيدته "بلقيس" التي كان يرثي بها زوجته "بلقيس الراوي" قائلًا:


هل موت بلقيسٍ هو النصر الوحيد بكل العرب؟؟

الأنبياء الكاذبون .. يقرفصون .. ويركبون على الشعوب ولا رسالة ..

لو أنهم حملوا إلينا.. من فلسطين الحزينة .. نجمةً .. أو برتقالة..

لو أنهم حملوا إلينا من شواطئ غزةٍ حجرًا صغيرًا أو محارة ..

لو أنهم من ربع قرنٍ حرروا .. زيتونةً .. أو أرجعوا ليمونةً ومحوا عن التاريخ عاره

لشكرت من قتلوك .. يا بلقيس .. لكنهم تركوا فلسطينًا ليغتالوا غزالة!!


لقد خذلنا فلسطين، نحن المسلمون في كل مكان، ونحن العرب الأشقاء، نحن من اعتدنا المشاهدة.


كل ما يحدث في غزة من ظلم ومجازر كشف لنا الواقع أننا وبكل ما نحن فيه مجتمعين كمسلمين وعرب لا نستطيع إطعام طفل واحد. أصبح الوضع واضحًا الآن كيف يرانا الغرب وما هي مكانتنا في هذا العالم.


بعد كل المشاهد التي نراها كل يوم، تشعر وكأن فرحك خيانة لهم، وراحتك خيانة وسقف بيتك خيانة وتخجل من أن تفرح حتى لا تخون حزنهم، فتكاد من فرط عجزك تعتذر لهم على بقائك على قيد الحياة.

العهد نيوز - al3hd news
العهد نيوز - al3hd news
تعليقات