كتبت: آية محمد
في أواخر القرن الـ18، وبالتحديد في منطقة تنقيب عن آثار وجدوا جثّة دكتور كارلوس مُلقاة في مدخل القبو المؤدّي إلى المقبرة، يظهر على وجهه آثار الذعر، وكأنّه سُلِبَت منه روحه رغمًا عنه.
...
في عام 2030 "مركز البحوث العلمية"
- شخص ما: يا دكتور حسان، يا دكتور حسان!
- دكتور حسان: في إيه يا زفت؟
- الشخص: في ضيف جه لدكتور ليث.
- حسان: وإيه المشكلة يا مروان، هو دكتور ليث ممنوع يستقبل حد؟
...
- ليث: عُقاب، كويس إنك وصلت في ميعادك.
- عُقاب: خير يا ليث، قلقتني عليك!
- ليث: سمعت عن المقبرة اللي اكتشفوها من أسبوع وخافوا يدخلوها؟
- عُقاب: مش دي اللي مات الدكتور كارلوس فيها من قرنين فاتوا؟
- ليث: أيوه دي فرصتنا الوحيدة علشان نظهر جهّازي العبقري للعالم!
- عقاب: تقصد إيه؟
- ليث: عقاب، أنت شخص ذكي جدًّا، وتقدر تحل لغز الجريمة لو عرفت ملابساتها.
- عقاب: أيوه، بس إيه علاقة دا بالجريمة بجهاز التنقّل عبر الزمن بتاعك؟
ليث: إحنا هنروح الأقصر في زمن الجريمة.
....
- شخص ما: يا دكتور حسان؟
- حسان: في إيه تاني يا زفت؟
- الشخص: دول كانوا بيتكلموا عن جريمة قتل، وجابو اسم واحد اسمه كارلوس.
- حسان: هما مين؟ ومين كارلوس دا؟
- الشخص: دكتور ليث قال "كارلوس دكتور في علوم البحث عن الآثار في القرن ال 18 مختلط النسب، ابن لأم ألمانيّة، وأب إنجليزي نزل مصر مع أوائل وصول الإنجليز لمصر، كان يملك عشيقتَين، هند راقصة مصرية الأصل، وفكتوريا هي فتاة إسبانيّة ذات جمال غجري يعود لأصولها الجرمانية، نزلت مصر قبل وفاة العالم بعام واحد. كان يعمل مع صديقَينِ أحدهما لفين، الصديق الذي ساعده ليصل إلى أن يكون أصغر أشهر عالم آثار بإنجلترا. والآخر ميجان، وهي صديقته ومساعدته التي طالما كانت معه دائمًا بكل أعماله بكل العالم. كما كان يعمل مع طاقم مكوّن من 11 رجلًا مصريًّا، قائدهم السيد عليوة النوبي الأصل".
......
- عقاب: ليث، إنت اتجننت، صح؟!
- ليث: إنت بتحب المغامرات، وبعدين احنا مش هنتدخل في مجرى الأحداث، الجرايم القديمة، احنا بس هنحل الألغاز وننقذ البشرية.
- عقاب: إنت عارف عواقب اللي بتقوله دا؟
- ليث: عارف كويس، بس تعالى نروح شقتي وأنا هشرحلك أحسن.
بعد ساعتين وقد وصلوا منزل ليث.
- ليث: واقف ليه على الباب؟ ادخل!
- عقاب: من مدّة طويلة جدًّا ماجيتش هنا.
- ليث: اتفضل!
في حجرة نوم مظلمة صغيرة أخذ ليث عقاب.
- عقاب: ايه الظلام دا؟
- ليث بعد أن أشعل الضوء: دا المكان اللي هنسافر منه.
- عقاب بصدمة: إزاي؟
- ليث: سيب ليا فرصة أشرح لك اللي هنعمله.
أولًا: كل حد فينا هيقعد على كرسي.
ثانيًا: أنا هضبط الجهاز على الزاوية المطلوبة زمانيًّا ومكانيًّا.
ثالثًا: هنمسك بالجهاز سوا وننتقل و .....
- عقاب مقاطعًا: إنت فكّرت في كل دا ومافكرتش إننا هنبوّظ حياة الناس اللي هتشوفنا في الماضي وهندمر كل حاجة.
- ليث: ما هو لو حضرتك تسيبني أكمل، هننتقل بالجسم الأثيري، ومحدش هيشوفنا خالص وبالتأكيد احنا هنتدخّل في حاجة.
-عقاب وقد صُعِق: إنت فاهم معنى اللي بتقوله؟ هنرجع لأجسمنا إزّاي تاني؟
- ليث: ماتخفش أنا مرتّب كل حاجة.
-عقاب وقد بدى عليه القلق: لكن (صمَت، ثم تذكّر أنها ستكون مغامرة فريدة من نوعها) ...
- ليث: وصلت لفين، لكن إيه؟
- عقاب بلهفة: أنا موافق جدًّا، هنبدأ إمتى؟
- ليث: حالًا لو توافق.
- عقاب: موافق بس لفين وإمتى؟
- ليث: قبل الحادثة بأسبوع.
.....
- عقاب: تفتكر كدا محدش هيشوفنا؟
- ليث: عقاب، إنت نسيت إننا مش هنا تقريبًا؟ احنا هنشوف ونفهم ونحس كل حاجة، بس محدش هيحس بينا أو يشوفنا، استنى استنى مين دي؟
- شخص ما: كارل كارل عزيزي، افتح الباب.
- كارلوس: ميجان ما الخطب؟ تتحدثين بالعربية، ما خطبك؟
- ميجان: لفين ينتظرك بالأسفل، نحن هنا منذ وقت طويل. وعدت أن أتحدّث بالعربية، ما خطبك أنت تبدو ثمِلًا!
- كارلوس: تعلمين أنك جميلة يا ميجان؟
- ميجان: الليلة سنحتفل بعيد الفصح، لما شربت مبكرًا؟
- كارلوس: كنت مع حبيبتي هند وشربت حتى الثمالة.
- ميجان بصوت منخفض كي لا يسمعها كارلوس: اللعنة على تلك الراقصة لقد سحرت عقله.
- كارلوس: ماذا تقولين؟
- ميجان: لا أقول شيئًا، ولكن أين ڤكتوريا؟
- كارلوس: ربما هي مع لڤين أو ليليان لا أتذكّر.
- ميجان: سأطلب لك قهوة وشرائح ليمون، استلق قليلًا!
...
- عقاب: هي مين دي؟ ليث، إنت اللي كنت مهتم بالمعلومات عن دكتور كارلوس؟
- ليث: على ما أظن دي المساعدة بتاعته، بس شكلها مخلصة جدًّا.
- عقاب: مخلصة، اه إنت عبيط يا ابني؟
- ليث: ليه؟
- عقاب: دا أنا فكّرتها مراته، دي أكيد بتحبه.
- ليث: إزاي؟ مستحيل!
- عقاب: بص على لمستها له، بلاش شايف السلسلة اللي في رقبتها عليها حرف k بتعامله على إنه حبيبها تحت غطاء الصداقة.
- ليث: شكلك كدا بتخرّف، اسكت اسكت.
- عقاب: مين اللي جاي هناك دا؟
...
- الشخص القادم: ميجان أين تذهبين؟
- ميجان: ماذا تريد؟
- الشخص: أعلم أنكِ تحبِّين كارل، ولكننا سنتزوج أنا وأنتِ، هذا قرارنا؛ لذا احذري غضبي!
- ميجان: ليفن، أنت مجنون، لن أتزوجك، كنت ثمِلة وقُلت هذا بسبب غيرتي عندما علِمت ما وقع بين هند وكارل، وأنها ستنجب له طفلًا. أنا أحب كارل، ولن أتزوّج غيره.
....
- عقاب: اتفضل أهي اعترفت لوحدها عشان تبقى تصدّقني.
-ليث: أنا مش مصدق، دي اتجوزت لفين بعد موت كارل بأيام ورجعت بلدها.
- عقاب: واضح إنك تعرف كتير، ولازم تحكيلي كل اللي تعرفه.
- ليث: كل اللي أعرفه إنهم اتّهموا هند وعليوة والعمّال بإنهم قتلوا كارلوس وأعدموا هند وهي حامل، لكن بعد إعدامها هي وعليوة، وقبل إعدام المساعدين قالوا إنه مات بصدمة بعدما وقعت عليه لعنة التابوت الفرعوني، وتم دفع جزية مقابل موته بآلاف الدولارات.
- عقاب: هي فين فيكتوريا؟
- ليث: ماعرفش.
....
- كارلوس: لفين عزيزي!
- لفين: عزيزي كارل أين أنت منذ أن تركتك مع هند بالأمس لم أرَك؟
- كارلوس: أنت تعلم أنّي أحب هند بشدة حين أنظر لعينيها أذهب إلى عالم آخر، أنا أشعر بأنّني ثمِل لمجرد رؤية عينَيها.
- لفين: وماذا عن فيكتوريا؟ ألم تكن محبوبتك؟ لِمَ تهجرها الآن؟
- كارلوس: لم أهجرها، هي مَن هجرت نفسها، وتفّهت شأنها، من عشقتها كانت فتاة غجرية العينين والطباع، أمّا تلك التي أحدّثها الآن، وأراها تقريبًا يوميًّا منذ عام امرأة من الطبقة المخملية التافهة، وأنا ليس لي أن أعشق امرأة ضعيفة، وإلا كنت عشقت ميجان، فهي تعشقني، وعلى قدر كبير من الشجاعة، لكنها ضعيفة لم تستطع أن تختطف قلبي وتأسره مجدّدًا.
- لفين، وقد ظهرت الصدمة علي وجهه: لا تمازحني بأمر يخص ميجان مجدّدًا.
- كارلوس: لا تحاول أن توهمني أنك مصدوم أو لا، تعرف مدى حب ميجان لي ... ما هذا الصوت؟
- لفين: ربما قطة!
- كارلوس: دعنا من هذا، سأذهب لحجرتي. إذا جاءَت هند، فأرسلها لي.
...
- عقاب: هي مين البنت القمر اللي كانت بتتجسس عليهم؟ استنّى هخمن، دي فيكتوريا، باين عليها بتحب كارلوس جدًّا، وحسّت بالحسرة من كلامه عنها.
- ليث: لا، فيكتوريا ماكنتش بتحب كارلوس، كدا أعتقد إنها أتفه من كدا، وأعتقد إنها فقدت جزء كبير من جمالها وسحرها لما نزلت مصر.
- عقاب: أنا مُصر إن هي فيكتوريا، بس خلينا نروح نعرف هي مين.
...
- الفتاة وهي تسقط: ميجان! أعتذر، لم أرَكِ.
- ميجان: عزيزتي فيكتوريا، ما بك؟ تبدين متألمة بشدّة!
- فيكتوريا: لا لا، أنا بخير، فقط كنت أريد أن أذهب إلى غرفة كارل لأضع له هدية العيد.
- صوت عالٍ من بعيد: أهلًا أهلًا، النجمة هند بنفسها!
- فيكتوريا وقد نظرت للخلف: يا لها من ساحرة سرقت مني حبيبي!
- ميجان بقلبها دون صوت مسموع: رغم تعاطفي معكِ إلا أنكِ سرقتِهِ من أخرى.
- فيكتوريا: سأذهب الآن.
- ميجان: أراكِ في المساء.
...
- عقاب: بعد كدا صدّقني!
- ليث: إنت عرفت إزاي؟
- عقاب: بص في رقبتها ورقبة ميجان، استنى، وهند كمان، الثلاثة لابسين سلاسل عليها حرف k، ومعاهم ساعة كمان مثبتينها في فستانهم عليها حرف k، يعني كارلوس أكيد كان كل واحدة يحبها يجيب لها حاجة عليها رمزه، وخلّاني أقول إن رغم اختلاف كل واحدة عن التانية في التصميم، إلا إنه اختار لمسة توصل لمدى أهمية ونوع شخصية البنت.
- ليث في صمت بداخله: ليتني كعقاب أستطيع أن أحلل الأمور بسهولة، كم له من حظٍّ كبيرٍ من اسمه!
- عقاب: في إيه؟ ساكت ليه؟
- ليث: إنت ذكي جدًّا.
- عقاب: أنا أحلل الأمور فقط، لكن إنت الذكي، وكمان قوي، إنت صنعت المعجزة اللي بنعيشها دلوقتي. استنى، هند بتتخانق مع كارلوس!
...
- هند: يعني مش هنتجوز كارل؟ أنا ابني يلزمه أب.
- كارلوس: لا تنسي أنه ابني، وأرغب في أن يأتي سريعًا لأضمه، لكن أنتِ تعلمين أن زواجنا صعب بهذه الظروف.
- هند: هصدقك، بس لو كنت بتكذب هقتلك بإيدي يا كارلوس، هقتلك، سامعني؟
- كارلوس باستهزاء؛ فهو يعشق هند: أيتها المجنونة، ويصبح صغيرك يتيمًا؟! (ثم اقترب منها بضع خطوات وضمّها إليه وعانقها مع قبلة ساحرة أنستها كل ما كانت تقوله)، إني أحبك ولن أترككِ أنتِ وصغيرنا أبدًا.
كانت ميجان تتجسّس عليهما، وسمعت تهديد هند لكارلوس.
...
- عقاب: هي ميجان اللي قالت إن هند قتلت كارلوس؟
- ليث: آه، هي واضح إن التهديد دا دافعها.
- عقاب: بس هند مستحيل تقتله.
- ليث: ليه يعني؟
- عقاب: من خبرتي كضابط مخابرات سابقًا، اتعلمنا إزاي نخلّي الست تحبنا ومنحبهاش، واتعلمت كمان أعرف إمتى هي واقعة في حب حد ولا لا. وهند اتحولت من أنثى نمر مستعدّة تقتل عشان ابنها، لقطة رقيقة بتتمسح في ثوب حبيبها لمجرد إنه حضنها وباسها.
- ليث: يعني إنت مُستبعد هند؟
- عقاب: جدًّا، بس خلينا نشوف هيحصل إيه!
...
في المساء:
هند سقطت من على السلّم الساقط عليه بضع قطرات الزيت، والتي أسقطتها كانت فيكتوريا، مما أغضب كارلوس، وجعله ينفرها، خاصةً بعد أن تأكّد أنها كانت متعمدة، وترغب في قتل طفله هو وهند، ولو استطاعت لقتلت هند. ولكن ذهب إلى حجرتها لينهي علاقته بها.
- كارلوس: فيكتوريا، أنا أرغب أن ترحلي، لم يعُد لي رغبة فيكِ، لم يعُد لي شغف لأقترب منكِ.
- فيكتوريا: كارل، أنا أعتذر، أقسم أني أحبك، أحبك بشدّة، لا تتركني، سأتقبل وجود هند، لكن لا تتركني! (ركعت فيكتوريا أمامه باكية متأمّلة أن يعود إليها ذلك المهووس بها، وتتذكّر أول لقاء عندما صفعته على وجهه لأنه قبّلها بالإكراه فور دخولها من باب المحجر بالهند).
- كارلوس: ليس لي شغف بامرأة بائسة ضعيفة جدًّا مثلك.
فيكتوريا تتذكّر كل ذكرياتها الجميلة معه، وتتذكّر حديثه لليفن منذ أيام وكلماته القاتلة الآن، لتجمع قوتها وهو يعطيها ظهره وتحضر سكين الفاكهة الحادة وتهاجمه لتأتي الطعنة بذراعه بالقرب من قلبه فتكون ردّة فعله صادمة لها ولعقاب وليث؛ فقد عانقها بشدّة.
- كارلوس معانقًا فيكتوريا: ماذا فعلتِ يا مجنونة؟
- فيكتوريا: أنا أحبك بشدّة، وأقسم، إذا حاولت أنت أن تبتعد مجدّدًا سأقتلك.
- كارلوس مستنشقًا رائحة شعرها مقبّلًا إياها برقبتها ليسحرها، فهو يعلم أنها تصبح كقطة بريّة عندما يكون معها بهذه الرومانسية: أتعرفين كم أعشق رائحة عطرك؟
- فيكتوريا وهي تقترب من جرح كارلوس تستنشق رائحة دمه: ربما أحبك لأني أحب رائحة دمك فقط (تدفعه بعيدًا بشدّة بقوة مِئة رجل ليسقط على الفراش) لا تنتظر مني سوى القتل إن حاولت إهانتي مجدّدًا، والليلة يا عزيزي لن أكون تلك الضعيفة التي تبات بفراشك متى شاءت، أنا لست هند أو ميجان ذبيحتك.
....
- ليث: هو الرجل دا مجنون؟
- عقاب: أنا معجب بالراجل دا والله، دا لو كان أستاذي في المخابرات كان زماني موقّع نص بنات البلد في حبّي.
....
- ميجان: صباح الخير يا كارل، يا للهول، ما الذي حدث ليدك؟
- كارلوس: لقد كانت قطة برّيّة، جرحت ذراعي ورحلت، وتركتني أنزف.
- فيكتوريا: لا تلعب مع القطط، وإلا فتحمّل جروحك!
- كارلوس: لكنّي أحب القطط.
- فيكتوريا: لديَّ بعض العمل، سأرحل الآن.
-كارلوس: عزيزتي ميجان، لِمَ تبدين حزينة؟ إنه جرح صغير.
- ميجان (ترغب في أن تُخفي مدى قلقها، على الرغم من رغبتها الجامحة في أن تكشف عن جرحه وتداويه، كم ترغب أن تعانقه وتقبّل ذلك الجرح الذي يظهر بيده، لكنه ينزف بقلبها): ماذا حدث بينك أنت ولفين؟ إنه غاضب ولم يحضر للإفطار كي لا يراك.
- كارلوس (متجاهلًا ما شعر من شعور ميجان): لم أفعل شيئًا (لكنّه تذكّر ذاك الخلاف الذي حدث، وتهديد لفين له بالقتل، الذي سمعته هند وهدّدته بأن يبتعد عن زوجها المستقبلي ليصبح التهديد الثالث لهذا الأسبوع).
بعد مرور بضع ساعات ...
- ميجان: يا لها من صدفة، جميعنا مواليد اليوم الثاني، أنت من مواليد الثاني من ديسمبر (برج القوس) وأنا الثاني من يوليو (برج السرطان)، وفيكتوريا الثاني من أبريل (برج الحمل)، وهند الثاني من فبراير (برج الدلو)، وليفين الثاني من مارس (برج الحوت).
- كارلوس: نعم، لم ألحظ هذا من قبل. (صمت قليلًا، ثم باغتها قائلًا): ميجان، لِمَ ستتزوجين لفين وأنتِ ما زلتِ تعشقينني؟ أعلم أنك تأتين لحجرتي لتريني، بقينا أصدقاء فقط لتستطيعي أن تشمّي رائحتي فقط.
- ميجان (وقد خارت كل قوها وضعفت): أنا أحبك بشدّة، ولكن ماذا أفعل! تمنّيت أن أموت مِئات المرات بعد تركك لي، ولكنّي فضّلت أن أبقى جوارك.
- كارلوس (اقترب بشدّة من ميجان التي كانت عكس هند ذات الشعر الأسود القاتم والعينَين البنّيتَين وعكس فيكتوريا نارية الطباع ذات الشعر الأحمر والعينَين الخضراوتَين ووجه الطفل البريء الذي تختبئ وراءه أنثى شرسة، لكن ميجان كانت أنثى تذكر كم كانت تحب فرد شعرها الأصفر، والتباهي بعينَيها الزرقاوَتَين، ولكن الآن هي تلمّ ذلك الشعر بمشبك شعر أهداه إياها في عيد مولدها العام الماضي، فيسحب المشبك ثم يقبّلها كرجل بربري): اشتقت لأرتوي من تلك الشفاة الساحرة.
- ميجان رغم حبّها له، وشعورها بالسحر لمجرد لمساته وذوبان كل الجليد بمجرد تقبيله لشفتيها، إلا أنّها صفعته: أجننت؟ أنا سأتزوج لفين، ألا تتذكّر!
- كارلوس: لن تفعلي، أنتِ إحدى نسائي، ولن يمسَّكِ رجلٌ غيري.
- ميجان بصدمة، فقد أصبح كارل الرومانسي رجلًا بربريًّا: ماذا تقول؟
اقترب كارلوس مجدّدًا في محاولة تقبيلها مرة أخرى ليُرجع لها عقلها، لكنها باغتته؛ فقد أمسكت السكين.
- ميجان: إياك أن تقترب، وإلا قتلتك، أنا سأتزوج لفين أيها البربري، وإن تعرّضت لي سأقتلك.
ترحل ميجان لتتفاجأ بلفين خلف الباب، لقد أنصت لكل ما حدث، فيضمّها ويقبّلها على جبينها.
- لفين: لا تخافي يا عزيزتي، لن يؤذيكِ، أعلم أنكِ ما زلتِ تحبّينه، لكن أنا أحبك، سأحميكِ من بربريته.
...
- عقاب: أنا عرفت إيه اللي حصل، فاضل سؤال قُلت لي كان في دليل جنب كارلوس، صح؟
- ليث: آه، فعلًا.
- عقاب: إيه هو؟
- ليث: لقوه ماسك ساعة ومكتوب جنبه ٢/٢، ودا كان دليل إدانة ضد هند، بس قالوا إنها لعنة التابوت.
- عقاب: القضية قضية قتل، وأنا عرفت القاتل.
...
في مركز البحوث عام 2030
- فتاة: لو سمحت، هو دكتور ليث فين؟
- الساعي: مجاش النهاردة. هو حضرتك مين؟
- الفتاة: أنا جود خطيبته، كنت حابّه أعمل له مفجأة. بس متشكّرة ليك!
...
عودة إلى حياة كارلوس
كارلوس وصل إلى موقع التنقيب الذي يعمل به منذ سنوات.
- كارلوس: عليوة عليوة، أين أنت يا رجل؟
- عليوة: أيوه يا كارلوس أفندي؟
- كارلوس: أحضر المصباح!
…
- عقاب: عم عليوة شكله غلبان أوى.
- ليث: فعلًا، هو اتظلم.
- عقاب: أنت مصدق نفسك؟
- ليث: في إيه؟
-عقاب: الرجل دا وراه سر.
- ليث: ما ظنّش!
…
- عليوة: كارلس أفندي، أوعى تنزل بالليل!
- كارلوس: لماذا يا عليوة؟
- عليوة: اللي بينزل المقبرة دي بالليل، تحل عليه لعنة الأجداد.
- كارلوس باستهزاء: وما هذه اللعنة؟
- عليوة وقد انقلب لونه وتغيّرت نظراته وأصبحت حادّة، لكن هذا مألوف على الجميع، فهو يُدعى ابن الإله حورس وأمير الذئاب: سترى نفسك بكل مكان، وستقتلك أبشع صورك.
- كارلوس: إذن، سآتي غدًا مساءً لأرى ما تقول.
- عليوة: كارلوس أفندي، بكرا القمر كامل، والإله آمون هو الحاكم وأوزوريس سينتظر لقاءك إذا حضرت.
ضحك كارلوس في سخرية، ثم نزل إلى المقبرة بغروره المُعتاد.
بعد مرور عدّة ساعات، عاد كارلوس إلى الفندق مع الكثير من الذكريات، ورغم أنها الواحدة ظهرًا، إلا أنه طلب زجاجة من النبيذ الفاخر إلى حجرته.
جلس كارلوس بالحجرة وأخرج من جيبه ساعة -تشبه كل الساعات التي رأيناها مع كلٍّ من ميجان وفيكتوريا وهند وليفن- نظر إليها وحدّق بشدّة وبدأ بالحديث بصوتٍ عالٍ مع نفسه، وكأنّه يرغب بأن يتحرّر من ذاته.
- كارلوس: كنتُ طفلًا صغيرًا بعمر الثالثة ليأخذني السيد والسيدة كاڤين، عم وزوجة عم لفين، لتظهر في حياتي تلك اللعنة المدعوّة لفين، ليبحث خلف كل جدار وينبش كل القبور، ليعرف أن أمي هي كرس عشيقة السيد كاڤين، وأني ابنهما غير الشرعي، بعد ميلادي، وُضعت أمام دار الأيتام، وكانا يحلمان بأن يتزوّجا رغمًا عن إرادة عائلة جبرائل العريقة؛ لأن جدّي أحبّني وأرادني أن أرث.
فأخبر الجميع أن والدَيَّ تزوَّجا، وأنه حضر الزفاف، ولكنهم أخفوا هذا عن الجميع (لقد كان جدّي خائفًا أن تضيّع آخر فرصة لأبي، فبعد وضعني أمام دار الأيتام، أبي وأمي فقدا الكثير في حادث سير، ماتت أمي، وفقد أبي من رجولته ما يسمح له أن يكون أبًا، ولأنه الابن الأكبر والوريث الأكبر، كان يجب أن يكون أبًا. وهنا بدأت المعركة مع لڤين، حتى أنِّي تنازلت له عن حبيبتي ميجان، وبحثت في كل امرأة أخرى عنها، ولم يكفِهِ هذا. إلى أن جاءت مصر، كان يغار بشدّة من كل شيء، حتى أنّه حاول أن يتعلّم الكتابة بالعربية مثلي، لكنه فشل، لا يعرف كتّابًا بالعربية ممّن أعرفهم سوى عليوة ابن حورس. هههههه يا لها من مزحة، يظن بصدق أنّه أسطورة وابن ملك، لا لا، بل إله فرعوني.
…
- ميجان: كيف يشرب صباحًا، لماذا يصل للثمالة بهذا الشكل؟ والآن يريد الذهاب إلى المقبرة!
- لفين: لا تقلقي، سأذهب معه إلى هناك.
- ميجان: انتبه!
…
- كارلوس: ماذا تفعل أيها الحقير؟
- لفين: أنت ثمِل، عليك البقاء هنا؛ فالمقبرة مُعتمة جدًّا، وليلة اليوم رغم أنها مُقمرة، فالقمر اليوم مُختفٍ خلف الغيوم.
- كارلوس: سأذهب، ولا شأن لك.
- لفين: إذن، أنت المسؤول، خُذ خاتمك هذا!
…
بعد عدد من الساعات، وصل كارلوس إلى المقبرة ليأخذ مصباحًا وينزل للأسفل. حاول عليوة أن يمنعه لكنه لم يقدر عليه؛ فكارلوس في ثملِه يكون رجلًا شرسًا، لا يعرف الرحمة. ونزل بالفعل إلى المقبرة، وبدأت الغيوم بالانقشاع عن القمر، وبدأ صراخ كارلوس، لكن لم ينزل أحد لإنقاذه.
…
- ليث: عقاب لازم ننقذه، يلّا!
- عقاب: استهدى بالله كده، ننقذ واحد مات من قرون! تعالى ننزل نشوف مين تحت، وحصل إيه!
نزلا ...
- ليث بصدمة: إيه دا؟ دي ساعة لفين مش كارلوس، ومكتوب بالعربي ٣/٢ مش ٢/٢.
- عقاب بفخر: قولت لك إن لفين القاتل.
- ليث: لكن إزّاي؟ والأهم ليه؟
- عقاب: تحب أحكيلك؟ ولا أقول لك، تعالى نروح نشوفه، ارجع لحظات بعد صرخات كارلوس مباشرةً!
…
- لڤين: صوته انقطع، سأنزل إلى المقبرة مجدّدًا لأرى إن كان قد مات.
ينزل لفين وأمام جثة كارلوس يعترف بكل شيء، بلذّة المنتقم الذي وصل لانتصاره.
- لڤين: وأخيرًا تخلّصت منك، الآن سأخبرك لِمَ فعلت هذا وكيف. منذ سنوات وأنت يا ابن الزنا، الابن غير الشرعي لعائلة جبرائل، سرقت بيتي، إرثي، وعائلتي. طوال الوقت كنت تظن أنك البطل، أول أثر وجدته أنت، أنا من دللتك عليه، ومع هذا نسبت كل الفضل لك. أنا لم أحب ميجان، لكن كان عليَّ أن أسرقها منك وأنتزعتها؛ فهي ابنة عائلة ثريّة، ولن أسمح لك بأن تأخذ مالها هي أيضًا كما سلبتني مالي. هههههه بالطبع سأخبرك كيف قتلتك، لقد أخذت من الطبيبة جيني دواءً يصيبك بالهلوسة، لن يظهر بالفحص المبدئي ذاك الدواء. كثرته تقتل؛ فوضعته بالنبيذ وأنت شربته كله. ووضعت سمًّا على الخاتم. كم أنت رقيق يا كارل اليتيم المسكين.
-كارلوس في لحظاته الأخيرة: لن تنجوا بفعلتك يا لفين.
استجمع قواه وحاول أن يجتذب لفين للأرض، لكن لفين ركله ورحل، وهنا سقطت الساعة. اعتمد كارلوس على أن الضبّاط سيكونون مصريين، وأنّه لا أحد يعرف العربية؛ فحفر اسم لفين وتاريخ مولده بالعربية، كما حفر رمز برجه، "برج الحوت" واضعًا الساعة؛ ليُثبت أن لفين قاتله.
في الصبح الباكر جاء لفين مع ميجان ليروا كارلوس، لكن ميجان مرضت قليلًا، لذلك نزل لفين وحده ليصعق بما فعله كارلوس؛ فلفين تعلّم العربية، لكنه أخفى ذلك. نزل شاب من العاملين معهم، وبعد أن رأى الدليل، خرج يصرخ، فلم يكن بوسع لفين سوى تبديل الأدلّة، وتذكّر بسرعة أن هند تاريخ مولدها ٢/٢ فأصلح رقم ٣ ليصبح ٢، وبدّل ساعته بساعة كارلوس، ومحى اسم لفين، واضعًا بدلًا منه اسم هند لتُعدمَ هند ظلمًا رغم حملها بجنينٍ لا ذنبَ له.