القائمة الرئيسية

الصفحات

كتبت/ شيماء عبد الشافي

 في تقلُّباتِ الحياة نمضي، نسقط فننهض لنكمل المسير. نتّخذ من نهج آبائنا سراجًا لنير به الدرب الطويل.

نهتم ونُصغِي علَّنا نُسعدهم، علّنا ننال رضاهم ولطفهم ورحمتهم، علَّنا نلامس رفقًا في معاملتهم.. تخال أنّهم مقياس كل شيء، كل فعلٍ واختيار.

كنت أظنُّ قديمًا أن جميع الآباء متشابهون في حِدَّة الطباع، والخوف على أبنائهم، والتربية القاسية التي تصنع جدارًا فولاذيًّا سميكًا بين الآباء والأبناء، لا يستطيعون أن يظهروه ولا يستطيعون له نقبًا. 

وعندما كبرت اكتشفت أنّ للقاعدة شواذًّا، فكنتُ أرى آباءً ليّنين مع أبنائهم؛ فأُدهَش وأقول: سبحان الله، هدانا الله وإياهم.

 خاصةً إذا شاهدتُ أُمًّا طيبة مع أبنائها، وتحديدًا في الصعيد؛ فجميع الأمهات كزوجة أبي سندريلا إلا مَن رحم ربي، وكلُّ هذا بحجة التربية، وتعويد الأبناء على الجديّة والاحترام، وتحمُّل المسؤولية.

 كل هذا اتّخذناه مُسلّمات، واعتدنا عليه ورضخنا، ولكن في وقتٍ قريب سمعتُ شيخًا في إذاعة القرآن الكريم وهو يذكُر موقفًا في خطبة الجمعة لأعرابيٍّ دَهِشَ من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، من تقبيله لحفيديه الحسن والحسين، فقال: أتُقبِّلون الصِّبيان؟! فنحن ما نُقبِّلُهُم.

 فقال حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-: "وما أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك!".

فعجِبتُ، أنزع الله الرحمة من قلوب معظم آباء وأُمّهات الصعيد، أم تربّوا على قتل الرحمة في قلوبهم؟! نعم، لا نُعَذَّب، ولكن لا نلمس تلك الرحمة التي جاء بها الإسلام. ويلوموننا لِمَ نبحثُ عن الاحتواء والاهتمام قبل الحُبِّ والاختيار، في كل خطوات الحياة!


تعليقات