القائمة الرئيسية

الصفحات

الغضب وإدارة المشاعر سيكولوجيًا ودينيًا

كتبت: حبيبة كامل

الغضب وإدارة المشاعر سيكولوجيًا ودينيًا

الغضب سيكولوجيًّا هو انفعال يحدث نتيجة الشعور بالخطر أو الخوف، والضغوطات النفسية والجسدية، ونتيجة الشعور بالغضب، ويُحدث تزايدًا لمعدّل ضربات القلب.


كيفية التعامل مع المشاعر العاطفية


هناك العديد من المهارات التي تساعد على التعامل مع المشاعر العاطفية كالغضب والحزن وغيره من المشاعر، منها مهارة تقليل الحساسية.


أولًا: خطوات القيام بمهارة تقليل الحساسية


1- الاستعداد: هو تجهيز خطة مُسبقة للتعامل مع المواقف التي تحتوي على مشاعر قوية وغير مُحتمله، وتتم مراجعتها قبل الموقف.


2- التحكّم: هو القيام بالأنشطة التي تجعلك تشعر بالقدرة على التحكّم والشعور بالكفاءة، كالقيام بإعادة تصنيع أشياء قديمة.


3- النوم: النوم عدد ساعات كافٍ ومعين، والالتزام بمواعيد النوم يعطي الشعور بالراحة والقدرة على التحكّم.


4- الطعام: عدم تناول الطعام بكمية قليلة جدًّا أو كبيرة جدًّا، الابتعاد عن الطعام غير الصحي لأنه يزيد من المشاعر السلبية، يمكنك ملاحظة شخص يشعر بالحزن فيأكل كثيرًا أو لا يأكل إطلاقًا.


قال الله تعالى ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾.


5- الرياضة: ممارسة الرياضة بشكل منتظم يوميًّا.


6- المكيفات: الابتعاد عن تناول (الكافيين - المهدئات - الكحوليات - المخدرات - الأدوية غير الموصوفة).


قال تعالى: ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾.


7- ‏العناية بجسدك: زيارة الطبيب عند الحاجة، تناول الأدوية الموصوفة بانتظام.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قُم ونَم وصُم وأفطِر، فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينِك عليك حقًّا".


ثانيًا: مهارة القيام بالأنشطة اللطيفة


هناك بعض الأنشطة التي تساعد على التقليل من حدّة المشاعر التي نشعر بها، على سبيل المثال، شخص ما يشعر بالحزن ولا يستطيع تحمُّل هذا الشعور يمكنه القيام بنشاط يعلم أنه سيجعله أفضل كممارسة الرياضة المُفضّلة أو الذهاب لسينما، الخروج للعشاء.


ثالثًا: مهارة افعل العكس


في أغلب المواقف عندما نشعر بشعور ما، فنحن نتعامل معه بالطريقة غير المناسبة، قد تكون هذه الطريقة هي القيام بما تتطلّبه هذه المشاعر، أو تجاهل هذه المشاعر.


المشاعر تأتي بدوافع معينة تجعلنا نقوم بتصرّف معين. أمثلة على ذلك:


 1- الخوف يدفعنا للهروب.


 ‏2- الغضب يدفعنا للهجوم.


 ‏3- الحب يدفعنا لقضاء وقت أكثر مع الشخص الذي نحبه.


فعندما تشعر بالغضب افعل العكس، أي لا تهجم، ولكن تجنّب الشخص بطريقة لطيفة ومناسبة أو اطلب منه بلطف استكمال الحديث في وقت لاحق.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت) رواه الإمام أحمد.


عندما تكون حزينًا لا تنسحب أو تنعزل، ولكن قُم بالعكس، وكُن متواجدًا مع الآخرين، وقُم بالمزيد من الأنشطة السارَّة التي تساعدك على التغلُّب على هذه المشاعر.


رابعًا: مهارة تغيير كيمياء الجسم.


يمكنك أن تلاحظ أنك عند الغضب تتنفس بسرعة كبيرة، أو قد تشعر بأن الجو حار، والحقيقة أن جسدك قد ارتفعت حرارته، فمن مهارات تغيُّر كيمياء الجسد:


1- التبريد: اغسل وجهك أو استحِم بماء بارد.


2- تمارين رياضية سريعة.


3- التنفّس بانتظام.


قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع".


كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خُلق من نار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضَّأ".


خامسًا: مهارة مراجعة الحقائق


العديد من المشاعر قد تكون مبنية على أفكار وخبرات سابقة أو مبنية على سوء فهم أو مبنية على رؤيتنا الخاصة للحدث، وليست الحقيقة، فللتقليل من شعور ما يجب مراجعة الحقائق.


كيفية مراجعة الحقائق


نقوم بوضع هذه الأسئلة داخل عقلنا: 


1- ما الموقف الذي أحدث هذا الشعور؟


2- ما أفكاري وتفسيري لهذا الموقف؟


3- هل هناك تهديد؟


4- هل تتّفق درجة المشاعر مع الموقف؟ وما الرأي المناسب؟


5- ما الشعور الذي أرغب في تغييره؟


على سبيل المثال:


الحدث هو: قامت صديقتي بجعلي أنتظر في الشارع لمدة ساعة، ولا تجيب على الهاتف.


شعوري في هذا الوقت هو: الغضب. 


أفكاري لهذا الموقف: صديقتي مهملة، ولا تمتلك أي حسّ بالمسؤولية.


هل يوجد تهديد؟ نعم، فأنا أقف في الشارع لمدة ساعة، وقد تزيد.


هل تتفق درجة المشاعر مع الموقف؟ نعم.


ما الرأي الحكيم؟ سأنتظر لعلَّ هناك سبب قوي لتأخُّرها، ولكن لأن وقوفي أكثر من ذلك لا يصحّ، فسأنتظر ربع ساعة أخرى، وإذا لم تأتِ سأسبقها لمكان ذهابنا.


بعد أن وضعت عذر لصديقتي ستهدأ مشاعر الغضب لديَّ حتى أعرف منها سبب التأخُّر.


قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾.

تعليقات