القائمة الرئيسية

الصفحات

أشهر وأقدم جوامع مصر القديمة

كتبت: نورهان زكريا

أشهر وأقدم جوامع مصر القديمة

كانت العمارة الإسلامية من أهم المجالات التي تفوَّق فيها المسلمون، حيث برع المعماريون في بناء جميع أنواع المِعمار، فخلَّفوا لنا الكثير من الأبنية المتنوعة مثل المساجد والكتاتيب والمنشآت الخاصة بالصوفية كالخانقاوات والزوايا والتكايا، والمنشآت الضريحية كالقِباب والمشاهد، ومنشآت الرعاية الاجتماعية مثل الحمامات والبيمارستانات والأسبِلة وأحواض الدواب، والمنشآت الحربية كالقلاع والحصون والأبراج والأسوار وأبواب المدن وسنعرض هنا أهم الجوامع وأكثرها شُهرة.


جامع عمرو بن العاص 


أُطلق عليه المسجد العتيق وتاج الجوامع ومسجد الفتح، ووصفه المؤرخ ابن دقماق بأنه إمام المساجد وقطب السماء ومطلع الأنوار اللوامع. وهو أول جامع أُقيم في مصر وإفريقيا ويُعد رابع جامع أُقيم في الإسلام ويقع في المنطقة المعروفة حاليًا باسم مصر القديمة.


أنشأ هذا الجامع القائد الفاتح عمرو بن العاص بعد إتمامه فتح مصر في عام 218هـ/ 624مـ. وكان في البداية دار لقيسبة بن كلثوم وتصدق به على المسلمين لبناء المسجد. 


كان الجامع وقت إنشائه يبلغ 50 ذراع طولًا و 30 ذراع عرضًا، أي بالقياس الحديث يوازي نحو 25 متر طولًا و 15 متر عرضًا، وقد غُطي سقفه بجريد النخيل وفُرِشت أرضيته بالحصى. ومع مرور الوقت ضاق الجامع بالمصلين لكثرة أعداد المسلمين من أهل مصر. وقد استأذن الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري في عام 53هـ / 672مـ. من الخليفة معاوية بن أبي سفيان في توسيع المسجد فأذن له، فزادت مساحته من الجهة الشمالية وجعلها مكشوفة دون إحداث تغيير في البناء القديم ولكن أهم ما أضافه إلى الجامع كان هو المآذن الأربع التي أُقيمت في الأركان الأربعة وكان لها سلالم خارج المسجد وأمر أيضًا بفرشه بالحُصير.


وعندما تولى عبد العزيز بن مروان ولاية مصر في عهد أخيه عبد الملك، شرع 79هـ / 698مـ. في توسيع المسجد من الناحيتين الشمالية والغربية فبدأ بهدم جدرانه وأعاد البناء مضيفًا إلى المساحة القديمة أربع أمثالها، وقام الوالي عبد الله بن مروان أيضًا بتعلية سقف الجامع في عام 89هـ / 707مـ.


كما تعد تجديدات الوالي قُرَّة بن شريك من أهم ما تم عمله في الجامع في ذلك الوقت؛ حيث هُدِم الجامع فأكمل هدمه وأعاد بناءه من جديد وزاد في مساحته من الجهة القبلية والجهة الشرقية، حيث ضم إليه دار عمرو بن العاص ودار ابنه عبد الله، وصنع للمسجد منبرًا ومحرابًا وفتح له أربعة أبواب في كل من الجهتين الشرقية والغربية وثلاثة في الواجهة الشمالية وبذلك أصبح للجامع أحد عشر بابًا وأصبحت أبعاده توازي 98 متراد طولًا و 58 متر عرضًا، وذلك حدث في عام 92هـ / 710مـ. 


لم يقتصر تجديد جامع عمرو بن العاص على العصر الأموي فقط، بل استمر ولاة مصر في التجديد والتوسيع في الجامع ومنهم في العصر العباسي الوالي صالح بن علي والوالي موسى بن عيسى والوالي عبد الله بن طاهر في عهد الخليفة المأمون. وفي عهد الفاطميين شهد الجامع تجديدًا من قِبل الخليفة الحاكم بأمر الله.


لكن في نهاية عصر الفاطميين احترق جامع عمرو بن العاص أثناء الحريق التي تعرضت إليه مدينة الفسطاط بأمر من الوزير شاور ولم يبق من أعمدته شيئًا قائم. وعندما تولى صلاح الدين الأيوبي الحكم، أمر بتجديده وتعميره، وكانت أهم تجديدات العصر المملوكي هو عصر الظاهر بيبرس عام 666هـ/ 1268مـ، . ومن بعده الناصر محمد بن قلاوون بعد الزلازل الذي حدث عام 702هـ/ 1302 مـ.


وفي العصر العثماني قام الأمير مراد بك بهدم الجامع وإعادة بناءه ولكنه غير اتجاه العقود التي تحمل السقف فأصبحت عمودية على جدار القبلة وليست موازية له كما كان في السابق وقد أدى ذلك إلى حدوث خلل كبير في عمارة الجامع ولم يبقي من آثاره إلا مئذنتين وبعض الجدران القليلة. وقد أهتم محمد علي باشا بتجديد الجامع وأعاد فيه صلاة الجمعة.


وفي 1882م سقطت ظلتاه الشرقية والغربية فقامت وزراة الأوقاف بإصلاحه وتم مؤخرًا الانتهاء من أعمال ترميم وتوسيع الجامع من قِبل المجلس الأعلى للآثار.



جامع أحمد بن طولون


يقع جامع أحمد بن طولون قرب حيّ السيدة عائشة بمدينة القاهرة فوق منطقة مرتفعة كانت تُعرف باسم جبل يَشكُر. يُعتبر جامع أحمد بن طولون أكبر جوامع مصر على الإطلاق من حيث المساحة، حيثُ تبلغ مساحته حوالي 6 أفدنة ونصف، كذلك هو أقدم الجوامع الباقية على حالها في مصر حتى الآن، كما أنه ثالث الجوامع التي بُنيت في مصر من الناحية التاريخية، حيث يعود تاريخ إنشاءه ما بين عامي 636 - 656هـ. 


تذكر الروايات أن أحمد بن طولون احتار في تكاليف البناء وقد عَثر على كنز، وترتبط هذه الرواية بما يفيد أن أحمد بن طولون قال لأتباعه أنه يريد أن يبني مسجدًا لا يحترق إذا احترقت القطائع ولا يغرق إذا غرقت، فاقترح عليه بعض المعماريين أن يبنيه من الطوب الأحمر لأنه غير قابل للاحتراق. ولكن كان يوجد تشابه شديد بين الجامع الكبير في سامراء من حيثُ العناصر المعمارية الزخرفية ويتضح من ذلك أنه كان يرغب في تقليد جامع سامراء في كل شيء.


يتميز هذا الجامع عن الجوامع التي سبقته باستخدام الدعامات المبنية بدلًا من الأعمدة المنحوتة. ويوجد بالجامع لوحة من الحجر تضم نصًا مكتوبًا بالخط الكوفي يتضمن اسم أحمد بن طولون وتاريخ الإنشاء، كما يضم هذا النص عبارة "مما أفاء الله عليه" وهي تُفيد عثوره على كنز.


مر الجامع بالعديد من التطورات، كلها كانت عبارة عن تجديد وزخرفة دون إضافة أية مساحات جديدة. ومن أهم التجديدات هي التي تمت في عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وقد سُجلت هذه التجديدات في لوحة على أحد الأبواب الداخلية للجامع. وفي العصر المملوكي قام السلطان حسام الدين لاجين بتجديد الجامع بشكل كبير في عام 696 هجرية، وتروي كتب التاريخ أن لاجين اختبأ في هذا الجامع أثناء الفتنة التي أعقبت قتل السلطان الأشرف خليل بن قلاوون وقد نذر إن تولي السلطنة سوف يجدد الجامع وقد تحقق له ما أراد وقام بوفاء نذره. 


تتميز مئذنة الجامع بأنها مكونة من مربع له سلم داخلي وينتهي هذا البدن من أعلى بجزء أسطواني له سلم خارجي يحيط به حتى ينتهي من أعلى بجوسق مغطى بقبة صغيرة مضلعة. وشكل هذه المئذنة يشبه جامع سامراء. كما تتميز واجهات الجامع بوجود نوع من الشُرفات التي تتخذ شكلًا يشبه عرائس متجاورة وهذا الشكل لم يُعرف في العمارة الإسلامية من قبل. 


جامع الأزهر 


يقع هذا الجامع في الميدان الذي يحمل اسمه بوسط القاهرة القديمة. وهو أهم مسجد في مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام، كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي بسبب دوره الكبير في التعليم كجامع وجامعة استقبلت الطلاب من جميع بقاع الأرض. 


يعود تاريخ بناء الجامع الأزهر إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 359هـ، 970مـ. شرع في تأسيس القاهرة وقام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله. وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجدًا جامعًا للمدينة حديثة النشأة كجامع عمرو في الفسطاط وجامع بن طولون في القطائع. كذلك أعد وقتها ليكون معهدًا تعليميًا لتعليم المذهب الشيعي ونشره، فبدأ في بناؤه في جمادي الأول 359هـ/970م. وأتم بناءه وأُقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ/972م، وعُرف بجامع القاهرة وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنًا بفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد (ص). بينما يرى الآخرون أن هذا الأسلوب يتبع أسلوب الفاطميين في استخدام صيغ التفضيل وذلك يرجع إلى تسمية جوامعهم بالأقمر والأفخر.


يرجع أول تجديد للجامع الأزهر على يد الخليفة الفاطمي الثالث الحاكم بأمر الله في عام 400 هـ، ولم يبقى من هذا التجديد سوى بابًا خشبيًا محفوظ حاليًا بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة. كذلك أمر الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله، بعمل محراب من الخشب محفوظ أيضًا في متحف الفن الإسلامي. وينسب إلى عصر الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله إجراء أول تغيير في تخطيط الجامع عن طريق إضافة أربعة بائكات تحيط بالحصن من جهاته الأربع، كما أضاف قبة عُرفت باسم قبة الحافظ ومازالت بها بعض الزخارف. 


يروي التاريخ أن صلاح الدين الأيوبي نقل صلاة الجمعة إلى جامع الحاكم بأمر الله حتى لا يكون مركزًا لنشر الشيعة وبقي على هذا الحال حتى أعاد الظاهر بيبرس الصلاة إليه. 


وقد أُنشأت مدرسة على الواجهة الرئيسية للجامع تُعرف باسم المدرسة الطبيرسية التي أنشأها الأمير علاء الدين طيبرس نقيب الجيوش عام 709هـ/1309مـ. كما بُنيت مدرسة أخرى على الجانب الأيسر، عُرفت باسم المدرسة الأقبغاوية والتي أنشأها الأمير المملوكي أقبغا عبد الواحد وذلك عام 844هـ/1440مـ. وبنى الأمير جوهر القنقبائي أيضًا المدرسة الجوهرية وتوجد في الجانب الشمالي وبنى بها قبة دفن فيها. وتعود كثرة المدارس المملوكية إلى رغبة أمراء المماليك إلى زيادة أعداد الدارسين بالأزهر


لم تنتهي تجديدات الأزهر عند العصر المملوكي، بل تعد زيادة الأمير عبد الرحمن كتخدا أكبر الإضافات التي تمت بالأزهر منذُ إنشائه، حيثُ أضاف إليه مساحة كبيرة وأضاف محرابًا جديدًا وأنشأ بابًا من جهة الجنوب عُرف بباب الصعايدة وأيضًا مدفناً له. كذلك من إضافات العصر العثماني رواق الشراقوة والذي أنشاءه الوالي إبراهيم بك حوالي عام 1210هـ/1705مـ. وقد أمر الخديوي إسماعيل بهدم باب الصعايدة والمكتب الذي كان بداخله وإعادة بناؤهما، كذلك أمر الخديوي توفيق بتجديد الرواق الذي انشأه عبد الرحمن كتخدا. 


جامع الحاكم بأمر الله 


يقع هذا الجامع في أقصى شمال شارع المعز لدين الله وكان مُلاصقًا لسور القاهرة من الداخل، تقع الواجهة الرئيسية للجامع على شارع المُعز لدين الله. وقد شرع الخليفة الفاطمي العزيز بالله في إنشاء الجامع في عام 380هـ/990مـ. وأتم بناءه ابنه الحاكم بأمر الله سنة 403هـ/1013مـ. وسُمي باسمه. وهو ثاني الجوامع الفاطمية التي أُنشأت بالقاهرة وكان الجامع موجود خارج أسوار القاهرة القديمة إلى أن جاء بدر الجمالي فأدخله في حدود المدينة وأقام سورها الشمالي. ويوجد بالجامع لوح من الحجر يحمل تاريخ تأسيس الجامع. ويشبه جامع الحاكم في تخطيطه وعناصره المعمارية والزخرفية، جامع أحمد بن طولون، حيث اعتمد السقف على دعامات مبنية من الطوب. 


جامع السلطان حسن 


مسجد السلطان الناصر حسن ومدرسته هو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة. يوصف بأنه دُرة العمارة الإسلامية بالشرق، وقال عنه العالم الفرنسي جاستون فييت "هذا الجامع هو الوحيد بين جوامع القاهرة الذي يجمع بين قوة البناء وعظمته ورقة الزخرفة وجمالها، وأثره قوي في نفوسنا؛ إذ أن له خصائصه التي لا يشترك معه فيها غيره". ويعد أكثر آثار القاهرة الإسلامية تناسقًا وانسجامًا، ويمثل مرحلة نضوج العمارة المملوكية


أنشأه السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون خلال الفترة من 757هـ/1356م. إلى 764هـ/1363م، خلال حقبة حكم المماليك البحرية لمصر.


يتكون البناء من مسجد ومدرسة للمذاهب الأربعة (الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة)، وكان يْدَرَّس بها أيضًا علوم تفسير القرآن، الحديث النبوي، القراءات السبع، بالإضافة إلى مُكتِبين لتحفيظ الأيتام القرآن وتعليمهم الخط. ويقع المسجد حاليًا بميدان صلاح الدين (ميدان الرميلة) بحي الخليفة التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة، وبجواره عدة مساجد أثرية تتمثل في مسجد الرفاعي، مسجد المحمودية، مسجد قاني باي الرماح، مسجد جوهر اللالا. 


يوجد داخل المسجد قبة ضريحية تقع خلف المحراب وهي لابنه الشهابي أحمد، وقد احتفل السلطان حسن بافتتاح مدرسته قبل إجراء باقي الأعمال التكميلية وصلى بها الجمعة. وقد اكتشف نص على جدارن المدرسة الحنفية يحمل اسم المهندس المشرف على البناء وهو محمد بن بيليك المُحسني ومن المرجح أن يكون هذا الرجل خطاطًا. 


جامع محمد علي 


أُطلق عليه مسجد الألبستر أو مسجد المرمر، وهو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة. أنشأه محمد علي باشا ما بين الفترة من 1830م إلى 1848م، على الطراز العثماني، على غرار جامع السلطان أحمد بإسطنبول. ويدعى أحيانًا بمسجد المرمر أو الألبستر لكثرة استخدام هذا النوع من الرخام في تكسية جدرانه. 


يقع هذا الجامع بقلعة الجبل بالقاهرة. يرجع سبب بناء هذا المسجد إلى حاجة محمد علي باشا ليكون مدفنًا له، فعهد إلى المهندس المعماري التركي يوسف بوشناق ليضع تصميمًا له فوقع اختياره على جامع السلطان أحمد بالأستانة.


وقد استمر بناء هذا الجامع حوالي 18 عام على أنقاض المباني المملوكية، حيثُ أمر بهدمها وكان أشهرها قصر الأبلق الذي يرجع إلى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون. 


تبلغ مساحة المسجد5000م . كُسيت جدران المسجد من أعلى الكسوة الرخامية من الداخل ببياض حلي بنقوش ملونة ومذهبة تمثل عقودًا وزهورًا يتوسطها هلال، وكتب في أضلاع القبة بالتناوب: "بسم الله، ما شاء الله، تبارك الله". ولم تقتبس زخارف المسجد من مسجد السلطان أحمد الذي اقتبس منه التصميم، ولكن اقتبست من الزخارف التي راجت في تركيا في القرن الثامن عشر الميلادي. وفي الركن الغربي القبلي يقع قبر محمد علي باشا، ووضعت عليه تركيبة رخامية حولها مقصورة نحاسية مذهبة جمعت بين الزخارف التركية والعربية والمصرية، وثبت على جدارها القبلي لوحة رخامية مكتوبة باللغة التركية تضمنت مدح لمحمد علي باشا ومدة حكمه وتاريخ وفاته.  


ويتوسط الرواق الغربي بالصحن برج من النحاس المثقوب والمحلى بالنقوش والزجاج الملون بارتفاع ثلاثة أمتار، بداخله ساعة دقاقة أهديت إلى محمد علي باشا من ملك فرنسا لويس فيليب سنة 1262هـ/1845م. وقد أهدى محمد علي باشا ملك فرنسا في المقابل مسلة رمسيس الكائنة في ميدان كونكورد حاليًا بباريس.


كانت أكبر عناية نالت المسجد في عهد الملك فؤاد الأول، وذلك بسبب الخلل الجسيم الذي حدث فيه حيث تآكلت بعض الجدران الحاملة للقبة الكبيرة فأصدر الملك فؤاد أوامره بتشكيل لجنة من كبار المهندسين المصريين والأجانب لفحص المسجد ووضع مشروع إصلاحه وكان ذلك في 29 ديسمبر 1931م، وانتهت نتائج فحص اللجنة إلى ضرورة إزالة القبة الكبيرة وما حولها من أنصاف القباب والقباب الصغيرة، وإعادة بنائها بعد عمل شدة مكونة من هيكل من الصلب المجمع يُكون في مجموعه عدة أبراج مستقلة وعقودًا تشيد بنسب معينة لتحمل القباب والعقود، وبلغ وزن الشدة المعدنية 650 طن وتكلفت مبلغ 16110 جنيه مصري، ولما أنتُهي من صُنعها ضرب أول معوَّل في القبة الكبيرة وما حولها من قباب صغيرة وأنصاف قباب في 11 فبراير 1935م. 


أيضًا حدثت إضافة للمسجد في عهد الملك فاروق الأول، فقد رأى الملك أن المنبر القديم يبعد كثيرًا عن المحراب فأمر بعمل منبر رخامي يتفق مع رونق المسجد، فنفذ المنبر من رخام الألبستر وطعم بالرخام الأحمر، وصنع له باب نحاسي مفرغ بزخارف متقنة، وكتب على جانبيه اسم الملك ومن الجوانب الأخرى لعناية الملك فاروق بالمسجد ترميمه لبرج الساعة وإصلاحه للساعة التي بداخله والتي ظلت معطلة زمنًا كبير. كما أمر بإعداد مشروع لتكسية باقي الوجهات برخام الألبستر، وجعل الساحتين أمام وجهتي المسجد القبلية والبحرية حرمًا له، وتجميل ما حوله. وفي عام 2012مـ. قامت وزارة الآثار المصرية بترميم سجاد المسجد الأثري. كما شرعت في عام 2014مـ. بإنهاء مشروع ترميم برج الساعة. وفي عام 2017مـ. بدأت حملة لإعادة المسجد إلى رونقه القديم، اشتملت على تنظيف التكسيات الرخامية بصحن المسجد، وإزالة الأتربة من على الزخارف الموجودة بفسقية المسجد لإظهر ألوانها ودراسة الزخارف، وإزالة المستحدث منها لإعادة تطبيقه طبقًا للأساليب العلمية الحديثة.

تعليقات