القائمة الرئيسية

الصفحات

الشخصية "Personality" في علم النفس والعوامل المؤثرة عليها

كتبت: ولاء عبد الهادي

الشخصية "Personality" في علم النفس والعوامل المؤثرة عليها    ‏

مصطلح الشخصية مشتق من الكلمة اللاتينية Persona والتي تشير إلى القناع الذي كان يرتديه الممثل في الدراما اليونانية القديمة.    


 الشخصية في علم النفس


تعدّدت الآراء حول مفهوم الشخصية، حيث:


- يُنظر لها على أنها خصائص الفرد الأكثر جذبًا للانتباه، فنصِف الفرد بأن شخصيته خجولة أو منبسطة أو عصبية بمعنى أن هذه الصفة المميزة له.


- وقد وصف كارل روجرز "carl rogers" الشخصية بمصطلحات مثل "الذات"، وقد عرَّفها على أنها المحصلة العامة للسلوك، طاقة كامنة والسلوك الفعلي للفرد كما تُحدّدها عوامل بيئية ووراثية، حيث تنمو وتتكامل من خلال التفاعل الوظيفي بين ما يُعرف بالطبع، المزاج، العقل والبناء الجسمي.


العوامل المؤثّرة في تكوين الشخصية


1- العوامل الحيوية: فالتوازن في إفرازات الغدد يجعل الفرد سليمًا ونشطًا حيث يؤثّر تأثيرًا حسنًا إيجابيًا على سلوك الفرد عامةً. والعكس حيث أن اضطراب الغدد يؤدّي إلى اضطرابات نفسية وسلوك مرضي، مثل نقص إفراز الغدة النخامية بسبب تأخّر النمو بصفة عامة، ونقص إفراز الغدة الدرقية بسبب القصاع (القزامة المصحوبة بالضعف العقلي) فيظهر تأثير التكوين الجسمي على تكوّن أو تشكّل الشخصية، وعمومًا فإن أي خلل أو عجز جسمي قد يؤثّر علي الفرد -الأطفال خصوصًا- اجتماعيًّا ونفسيًّا، فيشعر بالنقص والانطواء وفقدان الثقة في النفس والحقد والعدوان.


2- الوراثة: وهي تمثّل العوامل الداخلية المؤثّرة على شخصية الفرد، والتي تكون مسؤولة عن تناقل جينات الآباء والأجداد إلى الأحفاد. كما تلعب دورًا هامًّا في التكوين الجسمي الذي يؤثّر على الفرد نفسيًّا، كما تؤثّر الوراثة على النمو بشكل عام، لذلك فإن الوراثة تحدّد الأساس الحيوي للشخصية.


3- البيئة: وهي تمثّل العوامل المادية والاجتماعية والثقافية التي تُسهم في تشكيل الشخصية. فكل موقف أو تجربة يتعرّض له الفرد من الصغر تكون له خبرات، والتي تُسهم في تشكيل شخصية الفرد، فالتنشئة في بيئة صحية متوازنة تساعد على تربية أطفال أصِحاء جسديًّا ونفسيًّا، وخلق أفراد لهم دور إيجابي في المجتمع، على العكس، فإن تربية طفل في بيئة متعصّبة وعدوانية ومتسلطة لن تخلق فردًا سويًّا.


4- النضج: وهي عملية النمو الطبيعي للفرد، وهي تغيرات منتظمة في سلوك الفرد، بصرف النظر عن أي تدريب أو خبرة أو عوامل وراثية.


5- التعلُّم: وهو النشاط العقلي الذي يطبّق فيه الفرد نوعًا من خبراته الجديدة، وهو عملية ملازمة لعملية نمو الشخصية.


6- الثقافة: وهي تمثّل معتقدات وقِيَم الفرد وتقاليده ولغته، والدور الذي يقوم به الفرد. وتؤثّر الثقافة في تنشئة الأطفال من خلال التفاعل الاجتماعي مع المؤسّسات الثقافية، والتي تلعب دورًا هامًّا في تشكيل شخصية الأطفال.


7- الأسرة: الجماعة الأولى للطفل، حيث تلعب علاقة الطفل بوالديه وإخوته دورًا هامًّا في تشكيل شخصيته وأسلوب حياته. 


8- المدرسة: المؤسّسة الرسمية التي تقوم بتربية الأطفال في ظروف مناسبة ماديًّا ونفسيًّا. ومن أهم أركان هذا التفاعل هو علاقة التلميذ بمعلمه، وعلاقته بزملائه.


9- جماعة الرِفاق: تساعد الصحبة في النمو الجسمي عن طريق النشاط الرياضي، والنمو العقلي عن طريق ممارسة الهوايات، والنمو الاجتماعي عن طريق تكوين الصداقات، والنمو الانفعالي في مواقف لا تتاح لغيرها من الجماعات.


10- دور العبادة: وتتمحور دورها في تقديس وثبات وإيجابية المعايير السلوكية التي تعلّمها للأفراد.



تكامل الشخصية: ويُقصد بها انتظام مكوناتها وظيفيًّا وديناميًّا في بناء متكامل ومتوازن متّسق مع العلاقات بين هذه الأجزاء، وتكامل الشخصية شرط ضروري للصحة النفسية والتوافق النفسي.


وفي النهاية، بناء شخصية سوية ومنسجمة ومتوازنة من أولويات أي أسرة وأي مجتمع، فطفل اليوم هو قائد المستقبل.


المصدر: كتاب الصحة النفسية لـد/ إبراهيم عيسى،

د/ أسماء محمود سباق


تدقيق: شيماء عبد الشافي

تعليقات