القائمة الرئيسية

الصفحات

حياة العرب قبل الإسلام ودياناتهم

كتبت: نورهان زكريا

حياة العرب قبل الإسلام ودياناتهم

بلاد عرب شبه الجزيرة مترامية الأطراف تقع في الجنوب الغربي من آسيا، تحدها من الشمال بلاد الشام ومن الشرق خليج فارس ومن الجنوب المحيط الهندي ومن الغرب البحر الأحمر. تقع سهول الحجاز في الشمال ومن أهم مدنها "مكة المكرمة" مسقط رأس الرسول (ص) وسوف نتحدث في هذا المقال عن أحوال العرب قبل الإسلام ونتعرف على الحياة الدينية والاجتماعية ووضع المرأة قبل الإسلام.


الحياة الدينية


أولًا- عبادة الأصنام: كان أغلبية العرب يدينون بالدين الوثني وكان لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها، حتى قيل أنه كان يوجد حول الكعبة 360 صنم. وكان "هُبل" أعظمهم شأنًا وكان من العقيق الأحمر. ورأت قريش من ذلك أنها تنتفع من قدوم القبائل حتى إذا أتوا مكة وزاروا الحرم وجدوا معبوداتهم فألوها احترامهم وتقديسهم. وكانت من عادة العرب في الجاهلية أنه إذا أراد الرجل قضاء أمر لجأ إلى القداح فضربها، فإن خرج القدح بنعم مضى إلى غايته وإن خرج بلا عدل عن المُضي فيه. 


كانت "مناة" أقدم هذه الأصنام وهي إلهة قضاء الموت. و "اللات" بالطائف كانت عبارة عن صخرة مربعة أُقيم عليها بناء. ومن أهم الألهة "العُزى" وبلغوا من تعظيمهم لها أنهم كانوا يسمون أبنائهم عبد العُزى. 


ثانيًا- الديانة الزرادشتية: نسبة إلى "زرادشت" نبي الفرس القدماء وهي ديانة رمزية تقول أن العالم عبارة عن قوتين هما الخير والشر ويرمز لإله الخير بالنور وإله الشر بالظلمة. وأتباع هذه الديانة يعبدون النار لأنها تُصدر النور الذي هو أساس الخير.


ثالثًا- الديانة اليهودية: انتشرت هذه الديانة قبل ظهور الإسلام في اليمن وخيبر ووادي القرى وتيماء ويثرب، حيث أقامت بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع هربًا من اضطهاد الرومان، وكانوا يتاجرون في كل شيء ابتداءً من الذهب والقماش وانتهاءً بالتوراة.


رابعًا- الديانة المسيحية: انتشرت في قبائل تغلب وغسان وقضاعة في الشمال عن طريق سوريا وشبه جزيرة سيناء الآهلة بالأديرة والصوامع. وكان أهم مواطن النصرانية في بلاد العرب "نجران".


خامسًا- التحنف: ويُطلق على أصحابها الحنفاء أو التائبون الذين حاولوا الارتقاء من الوثينة إلى اعتقادات أرقى منها، وذلك لاختلاطهم باليهود والمسيحيين. ودعوا إلى دين التوحيد والتخلص من عادات الجاهلية كوأد البنات وشُرب الخمر ولعب الميسر. وكانوا يعتقدون في البعث بوجود إله واحد يحاسب ويُجازي الناس على أعمالهم من خير وشر.


الحياة الاجتماعية


كان العرب يعيشون في ظل نظام القبيلة المتخلف. وهو نظام يجعل من شيخ القبيلة حاكمًًا مطلقًا، وكانت قيمة المرء تتحدد بثرائه وأصله وعصبيته. 


وكانت قيم الشهامة والوفاء مجرد منح من شيخ القبيلة ولم تكن نظامًا اجتماعيًا مستقرًا، حيث كانت قائمة على التنقل والترحال وهذا أوجد صراعًا بين القبائل والصراع هجوم ودفاع، فالهجوم بهدف الحصول على المزيد من الرزق. والدفاع يقومون به للحفاظ على وجود القبيلة ولهذا أُعتبر قانون البادية قانون الغاب.


وضع المرأة قبل الإسلام


كان العرب يفضلون البنين عن البنات، حيث كانت البنات في منزلة أدنى، وكان عدد كبير من عرب الجاهلية يكرَههن. وكان الفقر أيضًا سببًا من أسباب وأد البنات. ويرجع ذلك إلى خوفهم مما قد تجلبه البنت في المستقبل من عار على الحياة الاجتماعية. وكان العربي لا يكتفي بزوجة واحدة إما بقصد إعالتها أو لغرض سياسي أو بقصد الإكثار من الذرية. 


ومع ذلك فقد حظيت بمكانة كبيرة، حيث نسب بعض الملوك أسماءهم إلى أُمهاتهم مثل "المنذر بن ماء السماء" ملك الحيرة وماء السماء لقب أُمه وتُدعى "مارية بنت عوف".


خلاصة القول أن الدنيا قبل ظهور سيدنا محمد (ص) قد تحولت إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف، ويغرس فيها الشر أعلامه ويتقدم فيها الظُلّام والطغاة. وفي هذا الجو المُظلم جاء ميلاد الرسول رحمة من الله تعالى للعالمين ونورًا وهداية للناس.

تعليقات