كتبت: ولاء عبد الهادي
للوصول إلى حالة الاستقرار والتوازن لدى الطفل؛ يجب إشباع حاجاته وخصوصًا حاجاته النفسية "الانفعالية". لذلك يجب الاهتمام بمرحلة النمو الأولى التي تتلخص في الخمس سنوات الأولى من حياة الطفل، حيث أن تربية شخصية سليمة ومتزنة نفسيًا، من أهم الأمور الأساسية التي يجب مراعاتها عند تربية الأطفال.
تعريف الحاجة: هي الاحتياج او عوز شيء ما، حيث يدفع، الشعور بالحاجة، الكائن الحي للحصول عليها. ويمكن أن تكون حاجة فسيولوجية، مثل الحاجة إلى الماء أو الطعام أو النوم ....، أو حاجة نفسية، مثل الحاجة للحُب، أو للاستقرار أو لأسلوب حياة أفضل.
أنواع الحاجات النفسية "الانفعالية" للطفل وطرق تلبيتها
1- الحاجة إلى الحُب والعطف: ويقصد بالحب هنا قبول الطفل ورضا المحيطين به و الاعتزاز به، حيث يشعر بأنه محبوب ومرغوب فيه. ويجب الاهتمام بهذه الحاجة، حيث تمثل دور كبير في نشأة الشخصية وتُشَكِل مفهوم الذات عند الطفل.
2- الحاجة إلى الانتماء: وهي من أهم الحاجات التي يحتاج إليها الطفل في السنوات الأولى من حياته، وهي شعور الطفل بانتمائه إلى جماعة معينة، مثل الأسرة أو الأصدقاء، وتعتبر الأسرة هي أول جماعة ينتمي إليها الطفل. ولكن يوجد بعض من الآباء والأمهات يبثون في أطفالهم اتجاهات سلبية مثل نبذ الآخرين وعدم التودد لأحد إلا في حدود ضيقة جدًا. ومن المُلفِت للنظر أن بعض السلوكيات غير المرغوب فيها مثل العدوان والعنف تأتي أحيانًا من شعور الطفل أنه غير مرغوب فيه من قبل أسرته بسبب إهماله وعدم السهر على راحته وعدم الاعتناء به.
3- الحاجة إلى اللعب: من أهم أدوار اللعب في حياة الطفل، هو التنفيس الانفعالي ورفع الروح المعنوية. ويكون اللعب في حياة الطفل بدون غاية أو تخطيط مسبق، ولإشباع تلك الحاجة يجب إتاحة وقت فراغ ومكان مناسب للعب الطفل، ومن المهم مشاركة الطفل في اللعب إذا كان من الوالدين أو الأصدقاء، حيث أن مثل تلك اللحظات هي التي تقوي الترابط بين الطفل والأشخاص المحيطين به.
4- الحاجة إلى الأمن والطمأنينة: ويقصد بالأمن هنا هو شعور الشخص بقيمته وثقته في نفسه، وهذا يكون من خلال حصول الطفل على نسبة كافية من المحبة والتشجيع والتقدير من الأهل والمعلمين أو من الأشخاص الذين يملكون مكانة خاصة عند الطفل. كما يجب أن يتأكد الطفل أن المجتمع الذي ينتمي إليه قادر على حمايته ومساعدته في المستقبل.
5- الحاجة إلى الحرية والسلطة الضابطة: الطفل كائن إيجابي بطبيعته، إلا إذا قاده المجتمع إلى السلبية. والحرية للطفل تتمثل في تركه للاعتماد على نفسه وإتاحة الفرصة له للاختيار. ويجب التأكيد على أن حرية الخطأ أمر مشروع أثناء نمو الأطفال. أما بالنسبة إلى السلطة الضابطة فتكون موجهة من الأب والأم إلى الطفل في هدوء إذا ما جنح الطفل نحو فعل خاطئ أو خطر.
6- الحاجة إلى تأكيد الذات: ويتم إشباع تلك الحاجة من خلال شعور الطفل باحترام ذاته وتقديره والاعتزاز به بداية من الأهل والأصدقاء والمعلمين. والطفل الذي ينال الاستحسان والتقدير عند إنجاز عمل بنّاء يكوّن اتجاهات إيجابية نحو التعلم والإنجاز.
كما أكد كثير من المتخصصين في المجال النفسي على أهمية دور الأسرة في نشأة الطفل في إشباع حاجاته، ومن أهم الحاجات الأساسية التي يحتاجها الأطفال في الأسرة، هي الاستقرار.
المصادر:
- أ.د/ محمود أبو المجد حسن، أستاذ الصحة النفسية المساعد بكلية التربية بقنا.
- د/ أسماء سباق، مدرس الصحة النفسية بكلية التربية بقنا.