القائمة الرئيسية

الصفحات

السلوكُ السويّ وغير السويّ عندَ الطفل

كتبت: ولاء عبد الهادي

السلوكُ السويّ وغير السويّ عندَ الطفل

تعريف السلوك: هو ناتج ما يصدر عن الشخص في العلن أو الخفاء، ويكون إمّا بسبب احتكاكه مع المجتمع المحيط به، أو بسبب خبراته التي اكتسبها من السلوكيات الإيجابية أو السلبية، والتي تخضع لمعايير المجتمع، والعادات والتقاليد في بيئته.


 السلوك السوي وغير السوي عند الطفل


لا يمكن تحديد تعريف السلوك السوي وغير السوي بشكل مُحدّد؛ حيث يعتقد علماء النفس أن تقييم أو تحديد السلوك يخضع إلى معطيات كثيرة، منها معايير المجتمع في التفرقة بين السلوك السويّ والسلوك غير السويّ، ومعايير الدين والزمان والمكان، فيُعتبر الفرق بينهم فرقًا نسبيًّا.


لذلك، تُوجد سمات ربما تحدّد السلوك السويّ، منها 


- العلاقة الصحيّة مع الذات: وتتمثّل في فهم الذّات، وتقبّل الذّات، وتطوير الذّات؛ حيث يجب فهم وتقبّل الذّات حتى يتمكّن الإنسان من تطوير وتحسين ذاته.


- المرونة: حيث يجب أن يكون الشخص قادرًا على التكيّف وتقبّل متغيرات الحياة، وكيفية التعامل معها. ويكون التصلّب أحد أسباب الاضطراب والقلق


- القدرة على الاستفادة من الخبرة: حيث إن الإنسان مخلوق يتّسم بالتعلّم، وهذه إحدى صفاته المميزة عن باقي الكائنات؛ فيجب على الطفل التعلّم من تجاربه واكتساب خبرة تمكّنه من تعلّم كيفية التعامل مع مواقف الحياة. وهو ما يفتقده الشخص العصابي أو المعادي للمجتمع (antisocial). 


- القدرة على التواصل الاجتماعي: يُعتبر الإنسان بطبيعته اجتماعيًّا، وتتميّز علاقاته بالعمق والتقرّب والاستقلال في الوقت ذاته.


- الواقعية: وتعني التعامل مع حقائق الحياة بواقعية، من حيث تحديد الأهداف ورُؤية المستقبل، وتحديد الشخص لقدراته الحقيقية وما يستطيع فعله؛ فلا يحمّل نفسه فوق طاقتها، ويضع أهدافًا أكبر من قدراته؛ فيشعر بالإحباط نتيجة الفشل، ولا يحدّد أهدافًا سهلة التنفيذ للشعور بالنجاح، فهذه سلوكيات غير سويّة.


- الشعور بالأمن: يشعر الشخص السويّ بالأمن بصفة عامة، حيث يشعر بالقلق والتوتر وعدم الأمان عند حدوث مؤثّر أو أسباب مُقنعة لذلك، ولكن ليس سويًّا مَن يشعر بالقلق الدائم، دون وجود أي أسباب لذلك القلق.


- التوجّه الصحيح: ويظهر ذلك عند وجود مشكلة، فالشخص السويّ هو الذي يبدأ في التفكير في المشكلة، وتحديد أسبابها ومحاولة حلّها، وقد لا يستطيع حلّها، ولكن الشخص غير السوي هو الشخص الذي يدور حول المشكلة، ويتجنّب مواجهتها ومحاولة حلّها. 


- التناسب: من السمات المهمّة التي يتّسم بها الشخص السوي، وخصوصًا بالنسبة للجانب الانفعالي؛ فالشخص السوي يفرح ويحزن ويقلق، ولكن بالمقدار المناسب للمؤثّر المسبب لذلك. فلا يُبالغ في ردّ الفعل، ولا يكون متجمّد المشاعر. 


وكما وضّحنا في البداية أنه لا يمكن التفرقة بين السلوك السويّ والسلوك غير السوي بشكل محدّد، وأن الفرق بينهم نسبي، يختلف باختلاف العوامل المُحيطة؛ فبعض السلوكيات تكون مرفوضة في دولة (مكان) معيّنة، وتكون عادية أو محبوبة في دولة أخرى، وأيضًا هناك سلوكيات مقبولة في زمنٍ معيّن، ومرفوضة في زمنٍ آخر.


تدقيق: شيماء عبد الشافي

تعليقات