كتبت: محاسن مجدي
إنما الأمم الأخلاقُ ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فالأخلاق هي المقياس الأول والأهم لقياس استمرار ورفعة أي بلد، وبذهاب وضياع الأخلاق تندثر الأمم وتضيع وتتشتت.
فأين هي أخلاقنا في ظل الظروف الحالية واستحلال الحرام وضياع الأديان، والتأثّر بعادات مجتمعات أخرى، نأخذ منها ما لا ينفعنا، ونتأثّر بالسلبي فقط منها؟
التمسّك بالقِيَم والأخلاق أصبح نادرًا في الوقت الحالي، فانتشرت بيننا قضايا الاغتصاب والتحرّش وصور التعرّي والتعدّي على عرض الغير وماله، ومع انتشار صور العُنف والتعدّي والبلطجة والتدنّي الأخلاقي والديني في السينما والدراما وعلى منصّات التواصل الاجتماعي، أصبح أطفالنا ومجتمعنا في خطر التأثّر بمثل هذه المظاهر.
فأين نحن من محاربة تلك العادات الدخيلة والأخلاق المتدنية؟ أين الآباء من مراقبة أبنائهم ومنعهم من مشاهدة مثل هذه البلطجة، أين هم من تربية أبنائهم على الأخلاقيات التي اندثرت مع تفشّي انعدام الأخلاق؟
أصبح اليوم التمسّك بالأخلاق والدين رجعية وتخلّف، وانعدامها مواكبة للموضة ولغة العصر، لقد وصلنا إلى الزمن الذي قال فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"، وانتشرت الكاسيات العاريات بيننا.
فلو التزمنا بديننا وأخلاقنا لما وصلنا لهذه الحال الدنيئة، فديننا الحنيف حثّنا على الأخلاق، سواء من خلال آيات القرآن الكريم مثل قوله -سبحانه وتعالى- عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- ﴿وَإِنّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم- الآية 4)، أو في السُنة في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّما بُعِثتُ لأُتمّم صالح الأعمال"، فيجب علينا التمسّك بأخلاقنا وديننا لنقوَى ونسود من جديد، ونصبح بحال أفضل.
تدقيق: شيماء عبد الشافي