كتبت: نورهان زكريا
التعريف بالحُسين ومولده
هو الحُسين بن علي بن أبي طالب، وأمه هي عائشة بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وُلد في السنة الرابعة من الهجرة في المدينة المنورة، وقد لقّبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسيّد شباب أهل الجنة.
النزاع على الخلافة
عندما استُشهد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على يد عبد الرحمن بن ملجم؛ تولّى ابنه الحسن الولاية لمدة 8 أشهر، ثم تنازل عنها لمعاوية بن أبي سفيان بسبب قوّته، وخشيةً منه، من حدوث حرب بينهم، وعقد صلحًا ليتنازل عن الخلافة، على أن يكون الأمر شورى بعد وفاة معاوية، وذلك حدث في سنة 41 هـ، وسُمِّيَ هذا العام بعام الجماعة، ولكن الحسن تُوفّي قبل معاوية، ونقد معاوية الصلح الذي عقده معه، وعزم على تولية ابنه يزيد بعده.
تولية يزيد بن معاوية
استعمل معاوية كل أنواع الحِيَل والدهاء لتولية ابنه يزيد؛ حيث بايع أهل الشام والعراق يزيد وذهب معاوية إلى الحسين وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر لأخذ البيعة منهم، وهدّدهم أمام السيدة عائشة أم المؤمنين بالقتل إذا لم يقوموا بالبيعة لابنه، وبذلك خالف معاوية شروط الخلافة، وعندما تُوفّي معاوية سنة 60 هـ، بايع الناس يزيد بالخلافة ما عدا الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن العباس وعبد الله بن الزبير، ولكن كتب يزيد إلى عامله على المدينة الوليد بن عتبة بأن يأخذ له البيعة منهم، فبايعه عبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر، ورفض الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، فأخذ ابن الزبير يعمل على الدعوة لنفسه، ولكنه وجد الحسين منافسًا له.
نداء أهل الكوفة بالبيعة للحسين
أرسلت الكوفة عدّة رسائل إلى الحسين تطلب منه المجيء إليهم لمبايعته على الخلافة، وكان حين ذلك في مكة، فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ليتحقّق من هذا الأمر، وذهب إلى الكوفة والتفّ إليه أهل الشيعة وبايعوا على مناصرته؛ فأرسلوا إلى الحسين ليطلبوا منه القدوم إلى الكوفة، ولكن لسوء الحظ تولّى عبيد الله بن زياد -أمير البصرة- الكوفة، وعامل الشيعة معاملة سيئة، وتفرّق الأنصار عن مسلم بن عقيل، وقتله بن عروة المرادي.
ذهاب الحسين إلى الكوفة
كان الحسين بين نارين، حيث أن بقاءه في المدينة يمثّل خطرًا عليه من جانب بني أمية، حيث نصحه بعض المسلمين أن يتّجه نحو اليمن، ولكن عرج عن ذلك حتى لا يسيروا وراءه فيقتلوه بجوار البيت الحرام، وكان في ذلك الوقت يعلم ما ينتظره في الكوفة.
سار إلى الكوفة وقيل أنه كان معه 80 رجلًا من شيعته، ولكنه في الطريق علم بمقتل مسلم بن عقيل وخذلان أهل الكوفة له، فكان رجال الحسين يفكّرون في الرجوع ولكن إخوة مسلم صمّموا على أخذ ثأر أخيهم، وساروا حتى لقوا جيوش عبيد الله بن زياد وذهبوا إلى كربلاء، وعندما وصل الحسين وجد جيش عمر بن سعد مُكوّنًا من 4 آلاف مقاتل يعترض طريقه ويأمره بالرجوع عن أمره، وحسّه أنه لا يرغب في القتال معه، ولكن الحسين بقيَ في كربلاء.
استشهاد الإمام الحسين
كان الحسين يعلم بمصيره الذي ينتظره، وأنه لن يقدر على المقاومة أمام جيش عبيد الله بن زياد، وطلب من عمر بن سعد، إما أن يتركه يذهب إلى يزيد أو يتركه يذهب إلى ثغر من الثغور يحارب فيه، أو أن يذهب من حيث جاء، ولكن زياد أمره أن يبايع يزيدًا، ورفض الحسين ذلك، وتردّد عمر بن سعد في قتال الحسين لمعرفته بالذنب الذي سيلحق به إذا ضرّه بشيء، ولكن شمر بن ذي الجوشن أصرّ على قتل الحسين وحصاره هو وأهله وأطفاله لمدة 3 أيام، ونشب القتال بين رجال الحسين وجيش عبيد الله، وأخذت شيعة الحسين تسقط واحدًا تلو الآخر، ورفع الحسين ابنه ليطلب منهم الماء له؛ فأصابه سهم من جيش عبيد الله، وبحسب أقاويل الشيعة فقد طعن سنان بن أنس (الحسين)، وقطع رأسه شمر بن ذي الجوشن.
ذلك كان في 10 محرم سنة 61 هـ، ودُفن جسد الحسين الشريف في العراق، ولكن من غير المؤكّد أين دُفنت رأسه؛ فهناك من يقول إنها دُفنت بالعراق بجوار جسده، ومَن يقول أنها دُفنت في الحجاز، ولكن معظم الآراء تميل إلى دفن رأس الحسين في مصر، بعد ذلك حُملت نساء الحسين إلى يزيد بن معاوية إلى الحجاز، ثم ردهنّ إلى مكة.