القائمة الرئيسية

الصفحات

الأبراج الفلكية في مصر والعراق القديم

 كتبت: شيماء رشدي

الأبراج الفلكية في مصر والعراق القديم

 لقد كانت حضارة مصر القديمة وحضارة العراق القديم على دراية كبيرة بعلم الفلك والنجوم لا سيما الأبراج الفلكية التي يهتم بمعرفتها ودراستها العالم الحديث وإن اختلف الغرض.

 

وقد كرس كهنة بلاد بابل حوالي عام 2000 قبل الميلاد، أنفسهم لدراسة سماء الليل وتسجيل حركات الأجرام السماوية، أما بالنسبة إلى الحضارة المصرية القديمة، فلم تبدأ معرفة الأبراج الفلكية عند المصريين القدماء ولكن على الرغم من ذلك، كان المصريون على دراية جيدة بالأبراج.


تشكل علامات الأبراج حزامًا وهميًا في السماء التي كان يعتقد أنها تصنع ممر يصل إلى الشمس، والقمر، والكواكب وهي تتحرك في السماء، حيث كان يُعتقد في العصور القديمة أن الأرض كانت ثابتة.


ومن خلال دراسة موقع الشمس والقمر والكواكب في وقت محدد وخاصة في وقت ولادة شخص معين، يمكن عندها رسم خريطة ميلاد أو البرج الذي يعطي أدلة وتلميحات توضح كيف ستكون شخصية المولود الجديد.


ساد الاعتقاد بأن كان كل برج من الأبراج الاثنىٰ عشر في الدائرة الفلكية بمثابة منجم، يمكن أن يتنبأ بالأحداث في المستقبل، كما شاع الاعتقاد بأن البابليون استطاعوا التنبؤ بالمستقبل.


أما في مصر القديمة، فقد وصل، على أغلب الظن، مصطلح الأبراج الفلكية خلال الدولة الحديثة تحديدًا أثناء الأسرة الثامنة عشر، حيث نجد في مقبرة (سننموت) المستشار والمهندس الخاص بالملكة حتشبسوت أنه تم رسم الأبراج على السقف ولكنها لم تكتمل أبدًا، فقد كانت مجرد رسم تخطيطي، وهي أقدم مخطط فلكي كبير في العالم.


يمكن أيضًا الاستمتاع برؤية الدائرة الفلكية منقوشة على سقف مقبرة من الأسرة التاسعة عشر، وهي مقبرة الملك (سيتي الأول) بوادي الملوك، حيث يوجد السقف المطلي باللون الأزرق الذي يعبر عن لون سماء الليل، والأبراج، ومجموعة النجوم، بما في ذلك نجم الشمال والدب الأكبر.


لكن يعتبر زودياك، معبد دندرة، وهو أشهر دائرة فلكية منقوشة على معبد مصري وأروعها على الإطلاق. ويقع معبد دندرة في محافظة قنا حاليًا بصعيد مصر، ويعود إلى أواخر العصر البطلمي في مصر، ولا يعني ذلك أن دائرة الأبراج تعود للبطالمة اليونان، بل إنها مصرية الأصل ونقشت على مقابر من عصور سبقتهم. وفي مقصورة أوزيريس على سطح المعبد، يمكن مشاهدة دائرة الأبراج التي نقشت على السقف ببراعة، وتشمل جميع الأبراج.


على سبيل المثال، تم تصوير الجوزاء كرجل وامرأة يدًا بيد ويتبعه برج الثور، ثم برج الحمل، والعديد من الأبراج الأخرى. وإيزيس وحورس يرفعان دائرة الأبراج من الخارج. والزودياك الموجود بالمعبد حاليًا هو مجرد نسخة طبق الأصل، واللوحة الأصلية معروضة في متحف اللوفر في باريس منذ عام 1919م. 


بالتالي كان للحضارتين، المصرية القديمة والعراق، دورًا كبيرًا في علم الفلك، ووضع دائرة الأبراج الفلكية التي ليس لها علاقة في عصرنا الحالي بالتنجيم ولكن أوضحت معرفتهم العميقة بعلم الفلك والنجوم ووفرت لنا الكثير من المعلومات في هذا المجال.

تعليقات