القائمة الرئيسية

الصفحات

54 عام على إحراق المسجد الأقصى ... والحريق مازال مُستعرًا

كتبت: هالة خالد

54 عام على إحراق المسجد الأقصى ... والحريق مازال مُستعرًا

في مثل هذا اليوم، من عام 1969، كان المسجد الأقصى يشتعل بهجمة جديدة وحرب صهيونية في سياق السيطرة عليه و تدميره.


في مثل هذا اليوم، عند الساعة السادسة صباحًا، أقدم المستوطن دينيس، على إشعال النار في المصلى القبلي جنوب المسجد الأقصى، في جناحه الشرقي.


حيث اقتحم المسجد الأقصى، من باب الأسباط إلى باب الغوانمة، ثم توجه إلى المصلى القبلي وأخرج وشاحًا أغرقه بالبنزين وأشعل النار فيه بعد أن فرشه على درجات منبر صلاح الدين.


امتدت النيران إلى مناطق واسعة ودمرت ثلاث أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال وسقط جزء من سقف المصلى على الأرض، بالإضافة لمصلى عمر المكون سقفه من طين وجسور خشبية، وتضرر عمودين من القوس الحجري الكبير تحت قبة المصلى، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين المجاور له.


التهمت النيران منبر صلاح الدين التاريخي (عمره 782 عام)، الذي أحضره من مدينة حلب، بعد تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الصليبي، وكان قد أعده نور الدين زنكي سابقًا استعدادًا ليوم التحرير.

 

وبلغت المساحة المحروقة في المصلى القبلي أكثر من 1500 متر مربع، أي أكثر من ثلث مساحته.


استمر الحريق لمدة 6 ساعات وقطع الاحتلال الماء عن المسجد وعطل إطفائيات القدس ووصلت أول إطفائية من الخليل بعد 17 دقيقة تبعتها إطفائية من رام الله. حيث استخدم المقدسيون لإطفاء الحريق وسائل بدائية.


ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي حاول المتطرف دينيس إحراق وإشعال النار في المسجد الأقصى، فقد حاول سابقًا ولكنه فشل.


كالعادة حاول الاحتلال أن يمتص غضب الفلسطينيين واعتقل دينيس، ولكن أطلق سراحه لاحقًا بعد أن زعم أنه يعاني من مرض نفسي وأعراض الجنون، رغم أن كل الشهادات نفت ذلك.


لم تسكت المقاومة الفلسطينية على هذه الجريمة، فقد استطاعت تهريب صواريخ من الأردن عن طريق قارب أبحر في البحر الميت، ونقلت الخلية الصواريخ إلى صور باهر، جنوب القدس المحتلة، ومن هناك أطلقوها تجاه مبنى الكنيست، وبعد العملية فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على قرى بيت لحم التابعين لهذه الخلية.


ومنذ هذا اليوم والحريق مازال مشتعلًا وأحرق الصهاينة الأقصى مئات المرات دون نار أو دخان حتى وصل الأمر بهم إلى الصلاة يوميًا في المسجد علنًا دون رادع، بشكل لا يقل خطورة عن الإحراق الفعلي.


يحاول الاحتلال رويدًا رويدًا السيطرة على المسجد الأقصى وتهويده من تقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا وتأسيس معنوي لهيكلهم المزعوم، كما كثفت الجماعات الصهيونية مؤخرًا مساعيها لتنفيذ مخططاتها تمهيدًا لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه وحصر المسلمين في المصلى القبلي فقط وبدعم من حكومة الاحتلال.

تعليقات