القائمة الرئيسية

الصفحات

ثورة 23 يوليو أسباب قيامها ومن قام بها

كتبت: نرهان زكريا محمد

ثورة 23 يوليو أسباب قيامها ومن قام بها
الضباط الأحرار

ثوؤة 23 يوليو، هي ثورة غيّرت نظامًا ظلّ باقيًا منذ عهد محمد علي عندما تولّى الحكم في عام 1805م، حتى عام 1953م، وهو النظام الملكي، ولكن هذا النظام لم يكن سببًا في قيام هذه الثورة، ولكن حكام هذا النظام سمحوا بدخول الاستعمار في البلاد وتدخلهم في شؤون البلاد.

 

الأوضاع التي أدّت إلى قيام ثورة 23 يوليو


أولًا: أوضاع الأسرة الحاكمة


لم يكن الوضع بين الملك وأمه الملكة نازلي في أحسن حال؛ حيث أن الملكة تزوجت من أحمد حسنين باشا زواجًا عرفيًّا، ولم تكتفِ بهذا، بل ذهبت إلى سويسرا بعد وفاة أحمد حسنين، ومنها إلى فرنسا بحجة العلاج من مرض الكِلَى، وجمعت أموالها وأخذت معها ابنتيها فتحية وفايقة، ولكن لم تتلقَّ العلاج هناك، وذهبت إلى الولايات المتحدة مع حاشيتها، وكان من ضمنهم رياض غالي الذي تزوّج من بنتها فتحية التي دخلت المسيحية وغيرت اسمها إلى ماري، وغير ذلك علاقته مع الملكة فريدة، حيث كان يغار منها بسبب حب الشعب لها أكثر منه، وكل هذا ظهر للشعب، وأحس أنه لم يقدر على السيطرة على أمه وإخوته، فكيف يقدر على الإنجليز، وكذلك الجيش. 


ثانيًا: هزيمة حرب فلسطين 1948


كانت هزيمة الجيش في هذه الحرب من أهم الدوافع التي ساعدت على تكوين الضباط الأحرار بسبب إصرار وتسرّع الملك على الحرب دون التدريب المسبق أو التسليح الجديد قبل الحرب، حيث قد اتّفق الملك فاروق على شراء أسلحة للحرب، ولكن لعدم التدريب والاستعداد للحرب استخدمها الجنود بطريقة خاطئة، ولم تكن فاسدة كما قال المؤلف إحسان عبد القدوس


ثالثًا: حريق القاهرة 1952م

 

مدّ الإنجليز احتلالهم في مناطق القناة وتعرّض المدنيون للإيذاء الشديد منهم، وقد أصدر وزير الداخلية قرارًا للقوات في الإسماعيلية، وهي التصدّي لقوات الإنجليز إذا تعرّضوا لمبنى المحافظة، وأن تدافع عن نفسها، ونتج عن هذا قتل خمسين من رجال الشرطة وإصابة ثمانين، وذلك في يناير 1952م، وقد سقط مبنى المحافظة في يد الإنجليز، وأصبح الشعب معاديًا أكثر للإنجليز، وقام رجال الشرطة بالإضراب عن العمل وقامت المظاهرات في القاهرة ونشب حريق في مباني الإنجليز والأجانب من مسارح وسينمات والمؤسسات الأجنبية والمصارف المالية. 


ولم نعرف حتى الآن سبب هذا الحريق؛ فقد تم تقييده ضد مجهول، ولكن الشعب اتّهم الملك بأنه حرّض على هذا مع الإنجليز حتى يتخلّصوا من حكومة الوفد، وهناك آراء أخرى بأن هذا حدث بسبب عناصر مكبوتة تريد الوصول إلى الحكم، وعلى ذلك اتّهم أحمد حسين، زعيم حزب مصر الفتاة، بالتحريض على هذا؛ حيث شاهده البعض وهو يحرّض الناس على الحريق.


رابعًا: إقالة وزارة النحاس 


قد اتّخذ الملك حريق القاهرة سببًا في إقالة وزارة الوفد؛ حيث اتّهمها بأنها السبب في ذلك، فقد أعلن الأحكام العرفية في البلاد، وأُلغيت في اليوم التالي، ولكنه لم يتخلّص بذلك من مشكلة القوات البريطانية المرابطة في القناة.


 تكوين الضباط الأحرار


كان الشعب والجيش مُشبعًا من الملك والأوضاع غير المستقرة، فالشعب كان يقوم بتكوين جماعات مناهضة ضد الملك مثل حزب مصر الفتاة، وحزب الإخوان بقيادة حسن البنا، وكانت هذه الأحزاب لها صلة بالضباط الأحرار الذين تكوّنوا منذ عام 1939م، أو بعد إنذار 1942م، ولكنه أعاد تنظيم نفسه بعد حرب فلسطين، وانفصل عن جميع هذه الأحزاب، لأن كلًّا منها كان يريد الإطاحة بهذا النظام والصعود بدلًا منه. 


حريق القاهرة جعل الضباط الأحرار يقدمون موعد الحركة من 1955م، إلى نوفمبر 1952م، ولكن علموا أن الملك سيقوم بحل نادي الضباط في 16 يوليو 1952م، وقد اجتمعوا في اليوم التالي للنظر في تعجيل حركتهم، وقد حدّدت اللجنة 15 أغسطس من نفس العام موعدًا لحركتهم، ولكنهم قد عجّلوا موعد حركتهم إلى 23 يوليو، وذلك بسبب استقالة وزارة حسين سري باشا 20 يوليو، وتعيين نجيب الهلالي بدلًا منه، ولكن لم يكن يشكّل خطورة عليهم، وخصوصًا أنه عزم على تعيين محمد نجيب وزيرًا للحربية، ولكن الملك رفض وقام بتعيين حسين سري وزيرًا للحربية، وهذا يدل على عزم الملك على الانتقام منهم، والدليل على ذلك أن أجهزة الملك اكتشفت 12 ضابطًا من أعضاء لجنة القيادة نفسها، ولكن أسرع الضباط إلى تقديم موعد حركتهم إلى ليلة 23 يوليو. 


قيام ثورة 23 يوليو


كانت خطة الضباط الأحرار هي السيطرة على الجيش سيطرة تامة وتأييد الشعب لهم، وخلع الملك دون إراقة للدماء، وبالفعل تم إعلان الثورة في صباح 23 يوليو في بيانها الأول الذي تم إذاعته بواسطة محمد أنور السادات، وقد أيدها الشعب، وفي اليوم التالي جاء بيان ثاني للثورة يوضّح أسباب قيامها، وأشار البيان إلى رغبته في تطهير الجيش والبلاد ورفع لواء الدستور والقضاء على عوامل هزيمته في حرب فلسطين، وقد استقبل الشعب الحركة بالفرح والارتياح. 


مطالب ثورة 23 يوليو


كان من ضمن مبادئ الثورة عدم عرض المطالب جميعها مرةً واحدة حتى لا يطلب الملك الإغاثة من الإنجليز أو أي دول أجنبية أخرى، ويحدث إراقة للدماء، ولكن المطالب جاءت على مراحل، وهي: 


1- تنحية وزارة الهلالي باشا وتعيين شخص آخر يثق فيه الملك، وهو علي ماهر.


2- تعيين محمد نجيب قائدًا عامًا للجيش.


عند إذن ألّف علي ماهر وزارته وسافر إلى الإسكندرية للاجتماع بالملك وعرض مطالب الضباط عليه والتي كانت تنصّ على طرد حاشيته، واستجاب الملك لذلك. 


في 26 يوليو من نفس العام قامت القوات بمحاصرة قصر رأس التين بالإسكندرية، بالإضافة إلى القصور الملكية الأخرى، وسلم العساكر علي ماهر إنذارًا للملك فاروق باسم القائد العام للقوات المسلحة، جاء فيه التنازل عن العرش لابنه ولي العهد أحمد فؤاد، على أن يتم ذلك في تمام الساعة 12 ظهرًا، وأن تتم مغادرة البلاد في السادسة من نفس اليوم، وقد نصح علي ماهر الملك بالتوقيع على وثيقة التنازل عن العرش لابنه، وقد غادر الملك فاروق مصر على يخت المحروسة إلى إيطاليا، وكانت أيضًا منفى جدّه الخديوي إسماعيل، وبذلك كانت نهاية عهد الملك فاروق نهاية لعلاقة أسرة محمد علي بمصر، حيث أُعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953م.


تدقيق: شيماء عبد الشافي

تعليقات