القائمة الرئيسية

الصفحات

طائفة الآميش "أبناء الماضي"

كتبت: منة الله محمد 

طائفة الآميش "أبناء الماضي"

لا شكّ أننا في عصر التكنولوجيا، حيث أصبح العالم منفتحًا، كما أن التواصل مع الأشخاص صار أسهل وأوفر في الوقت، فإن التكنولوجيا هي التي تدير العالم، ولا نستطيع اليوم التخلّي عنها.


- هل تعتقد أن هناك شخص في عصرنا لا يستخدم الهاتف؟


- بالطبع لا، لا يستطيع أحد أن يفعل ذلك، ولكن دعني أحدّثك عن طائفة الآميش (Amish) أبناء الماضي.


من هم طائفة الآميش


هي طائفة مسيحية تابعة للكنيسة المنيونية، والتي نشأت في العصور الوسطى، وشهدت فترة طويلة من بروز حركات إصلاحية مسيحية كثيرة، منها طائفة تُسمّى طائفة المسيحيين الجُدُد التي تنشقّ منها طائفة الآميش.


تأسيس طائفة الآميش


بدأت على يد رجل الدين السويسري (جيكوب بامان) الذي عاش في الجزء الألماني من سويسرا في القرن السابع عشر الميلادي، وعُرفت باسم آميش نسبةً إلى اسم عائلته باللغة الألمانية.


بعد الاضطهاد لهم بدأوا بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأجزاء من كندا.


يؤمنون بالانعزال عن العالم الخارجي وعن أي تطوّر تكنولوجي، حيث أنهم يعتمدون على الزراعة، مثلما كان الإنسان يعمل قبل الثورة الصناعية، وإعداد المنتجات الغذائية بالأساليب البدائية، كما يعمل البعض في التجارة التقليدية.


طائفة الآميش طائفة مسيحية متشدّدة، فلا يشربون الخمر، ولا يسمعون الأغاني، كما أنهم يعفون عمّن يؤذيهم، ولا يملكون بطاقات شخصية أو رخص قيادة، فلا توجد لديهم سيارات، بل لديهم العربات التي تجرّها الخيول، ولا يُلحِقون أطفالهم بالمدارس الحكومية والجامعات الحكومية.


لهم قوانين خاصّة غير مكتوبة، وتُسمّى (أوردنانج).


يتحدّث الآميش بثلاث لغات، هي لغة (بنسلفانياداتس) وهي لغة تُشبه الألمانية، ويتحدّثون بها في المنزل، ولغة تُسمّى (هاي جيرمان) في صلواتهم واللغة الإنجليزية في المدارس، والغريب غير الآمشي.


تُسجل السلطات المحلية أن الإجرام يكاد يكون معدومًا في مجتمعات الآميش.


بالنسبة لملابس هذه الطائفة، فهي ملابس العصور الوسطى، فالسيدات والفتيات يرتدون الثياب الطويلة مع قبعات تخفي شعرهن، أما الفتيان والرجال يرتدون سراويل زرقاء من الكتّان، وتبقى مرفوعة حول الخصر بأحزمة قماشية تتدلّى من فوق الأكتاف مع قبعات.


يتزوّج الآميش بين سن 19 إلى 25 عامًا، أما الطلاق فيُعتبر خروجًا عن الطائفة، ولا يُسمح لهم بالزواج من خارج الطائفة.


لا تحتوي المنازل على أجهزة كهربائية؛ حيث أنهم يمتنعون عن استخدام الكهرباء في بيوتهم، وغالبًا ما يُستخدم الغاز للإضاءة والتدفئة. 


مع ذلك، توجد أسوار كهربائية على المراعي، وأضواء كهربائية على عربة تجرّها الخيول، وتُستخدم المصابيح التي تعمل بالبطاريات كمصابيح قراءة.


تقوم الحكومة الكندية بوضع "كابينات" فيها هواتف عمومية، قرب تجمعات وبيوت أتباع طائفة الآميش، كي يلجؤوا إليها إذا كان هناك طارئ أو شبّ حريق في مناطقهم.


ويعود تحريم كلّ أنواع الأجهزة والمعدات الإلكترونية والكهربائية عند أتباع طائفة الآميش إلى تفسيرات حرفية لبعض نصوص الإنجيل؛ أنّ هذه الأدوات تلهي عن العبادات.


تدقيق: شيماء عبد الشافي

تعليقات