متطلبات التربية الإيجابية للأطفال

 كتبت: سارة عبد اللاه علي

هناك متطلبات مختلفة للتربية الإيجابية، ولكن المفهوم يبقى هو الأسلوب نفسه وإن تباينت الأساليب، وهو أن تمنح طفلك حبًا غير مشروط وتوفر له الرعاية التي من شأنها أن تزيد من ثقته بنفسه وترسخ فيه الاعتداد بالذات.

حيث أن دراسة أجريت في أستراليا شملت 26 مدرسة لتقييم تلك المتطلبات للتربية الإيجابية بين طلاب المدارس الابتدائية؛ أظهرت النتائج تَقلُص عدد الأطفال الذين لديهم مشاكل في وزيادة كبيرة في مهارات التعبير عن الذات مقارنة مع الأطفال الذين لم يشتركوا في البرنامج.

 الاستقرار والسلام داخل الأسرة

قد نلاحظ الاختلاف بين الأجيال من ناحية الفِكر وأساليب التربية القديمة والمعتقدات المنتشرة، حيث أن معظم الأهالي غارقون في ماضيهم مع آباءهم وأمهاتهم وربط علاقتهم بطفلهم بعلاقتهم مع أهلهم، الذي يؤثر بدوره في العطاء والمحبة وحصولهم على الطفولة التي سُلبت منهم، لذلك يجب اولًا أن يسعى الأهل لتحقيق السلام الداخلي وتهيئة النفس وأن يتركوا الماضي وعدم إتباع تأثيراته في التربية؛ فذلك ينتج عنه الابتعاد عن التربية الإيجابية وقيام الطفل على أساليب خاطئة في التربية.

 توطيد العلاقة وكسب علاقات وثيقة مع الطفل 

إن الطفل الذي يحصل على علاقات مبنية على الاهتمام والرعاية من قِبل مُقدم الرعاية؛ يصبح طفل يمكنه التحكم في مشاعره وكسب ثقته بنفسه، حينها تصبح العلاقة هي مصدر أمان له وملجأ عند حدوث مشكلة وعلى عكسها، فإن الأطفال الذين حُرِموا من هذا الحق قد يتجنبون والديهم عند الوقوع في مشكلة ويستخدمون طرق غير سليمة.

 الوسطية في التعامل مع الطفل

تتطلب التربية الإيجابية أن يكون الأهل معتدلي التعامل مع الطفل في جميع مراحل العلاقة، أي لا يمكن أن يرخوا زمام الأمور كثيرًا أو أن يُترك الطفل دون وضع قوانين أو قواعد تجعله يفعل ما يشاء، فذلك يعزز عنده شعور المحبة والأمان، فتنمو داخله الثقة بالنفس والقدرة على المشاركة واتخاذ القرارت.

اكتشاف الإيجابيات وتنميتها 

عند التعامل مع الأطفال يصعب تحويل الأمور السلبية إلى إيجابية وخاصة مع الأطفال العنديين والأطفال الذين لا يمكنهم التعبير عن ذاتهم واحتياجاهم، إلا عن طريق رفع صوتهم والصراخ، فيجب على الأهل فهم الفعل وأنه نتيجة للتعبير عن احتياج عاطفي، فكري، جسدي، يريد إشباعه ويجب على الأسرة الانتباه له وأن تسعى لتعلمه طرق مختلفة للتعبير عن غضبه.