كتب: محمد عبد الرحمن
منذ أن أشرقت شمس اليوم، الاثنين، في السودان، بدأ الثوار بالتجمع في محطة باشدار وسط الخرطوم، وعند الساعة العاشرة صباحًا، ازدادت الحشود وبدأت الفعاليات الثورية في كتابة الملصقات وتجهيز اللافتات التي ترفض التسوية التي كان يجري إعلان توقعيها في القصر تزامنًا مع توافد الحشود إلى نقطة التجمع للتحرك نحو القصر الجمهوري؛ مطالبين بتحقيق العدالة في قتلة الشهداء ومحاسبة قادة الانقلاب العسكري في السودان.
عند الساعة الواحدة ظهرًا، كان الآلاف من الثوار قد ملئوا وسط الخرطوم وتحرك الموكب السلمي بهتافات تشق عنان السماء وخطوات ثابتة ومنظمة، شباب ونساء وشيوخ، مضوا نحو القصر عبر حديقة القرشي وشارع كترينا وبيوكان، ووصلوا إلى موقف شروني بالقرب من القصر الجمهوري، اصطفت الشرطة أمام طريقهم بالمدرعات والهراوات والغاز المسيل للدموع وكانوا على مسافة قريبة بينهم وبين الشرطة التي تعترضهم في البداية.
هتف الثوار لزمن بسيط قبل أن تقرر الشرطة فض المواكب بالقوة؛ مستخدمة القنابل الصوتية بصورة مفرطة والغاز المسيل للدموع، ثبت الثوار أمامهم واستمر ثبات الثوار إلى بعد أذان المغرب وبعدها أعلنت لجان الميدان الانسحاب من محيط موقف شروني وعودة الموكب إلى نقطة تجمعه، ثم مغادرة الثوار للتجهيز للمليونية القادمة من مواكب شهر ديسمبر التي تطالب بإسقاط الانقلاب وترفض التسوية السياسية التي تمت اليوم بينهم وبين الأحزاب.
في ذات السياق، خرجت مواكب من أم درمان أيضًا، توجهت نحو البرلمان مطالبة بإسقاط الانقلاب ورافضة للتسوية السياسية، تم قمع المواكب بصورة مفرطة في الخرطوم وأم درمان وسقط العديد من الثوار مصابين بسبب الغاز المسيل للدموع الذي تستهدف به الشرطة أجساد الثوار.
في الولايات الأخرى، خرجت مدن كوستي وبورتسودان ومدني والقضارف في مواكب سلمية تطالب بإسقاط الانقلاب ورفض التسوية السياسية التي وقعت اليوم الاثنين في القصر بين العسكر والأحزاب والتي يرى الشعب السوداني بأنها لا تلبي آماله وطموحاته في التغيير الذي خرج من أجله والذي تقود حراكه لجان المقاومة التي تعلمت الكثير خلال أعوام الثورة ونظمت نفسها كثيرًا في جميع الجوانب وأصبح لمعظم الأحياء متحدثيها المعبرين عنها وبات لها مواثيق سياسية فيها رؤية شاملة لحكم السودان تم إعدادها في فترة عام كامل.