القائمة الرئيسية

الصفحات

التعدين العشوائي واستخدام المواد السامة يهدد حياة الإنسان والمناخ في السودان

كتب: محمد عبد الرحمن 

التعدين العشوائي واستخدام المواد السامة يهدد حياة الإنسان والمناخ في السودان

بعد اعتصام استمر إلى 17 يوم في منطقة الفداء بمحلية أبو حمد؛ مطالبين بترحيل شركات التعدين ومعامل تحليل الذهب "الكرتة" وذلك بسبب تفشي الأمراض بين المواطنين بصورة كبيرة في فترة وجيزة، أيضًا بسبب الأضرار التي لحقت بالمناخ والبيئة.


كما خلق التعدين مشاكل صحية وبيئية وعدم توازن في مناخ المنطقة، حيث تلوثت مياه الشرب بمخلفات التعدين والمواد السامة التي تستخدم في استخلاص الذهب واستخراجه.


انتشرت الشركات بصورة كبيرة في مناطق أبو حمد بحثًا عن الذهب، كان لهذا أثر واضح على تغيُّر المناخ في تلك المناطق وتحولت الكثير من الأراضي فيها إلى معامل تحليل للذهب بالمواد السامة والتي يصعب تنظيفها في الوقت الراهن؛ نسبة إلى تلوث الكثير من تلك الأراضي التي تقع في مناطق التعدين وباتت أراضي سامة لا يمكن أن تصلح للعيش فيها بسبب الاستخدام المفرط للمواد السامة والتي يستخلص به الذهب وينظف وأيضًا تصفى بها الكرتة.


تلك المناطق الآن عبارة عن معامل من المواد السامة والقاتلة المؤثرة بصورة مباشرة على حياة الإنسان والحيوان ولا تصلح لأن تكون فيها أراضي زراعية أو أيّة مشاريع تغذية في المستقبل، نظرًا إلى استحالة إخراج تلك المواد السامة من تلك الأراضي، نظرًا إلى استخدامها لسنوات في استخلاص الذهب وبصورة غير قانونية، أيضًا دون رقابة من حكومة الولاية أو المراكز البيئية والباحثين في السودان؛ لذلك فإن المناخ في مناطق التعدين قد يتغيَّر إلى الأسوء وتصبح جميع المناطق السكنية المحيطة بتلك الأراضي غير صالحة للعيش في السنوات القليلة الماضية، خاصة إذا استمرت شركات التعدين في العمل بهذه الصورة العشوائية ولم ترحل وتبتعد عن محلية أبو حمد وتلك المناطق التي استنزفتها المواد السامة وشركات التعدين وتهدد الآن الحياة والمناخ. 


اعتصام الفداء


أكد عبد الدائم علي الخير، عضو لجنة اعتصام الفداء بمحلية أبو حمد، على أن آثار التعدين كبيرة وضارة ولها تأثير مباشر على الإنسان والحيوان والبيئة قائلًا: بسبب التعدين ظهرت أمراض لم تكن موجودة في المنطقة وانتشرت، منها أمراض السرطانات وأمراض الكلى بحالات كبيرة ومرتفعة وكل ذلك من مخلفات التعدين في المنطقة والاستخدام المفرط للمواد السامة والتي قادت إلى تغيير مناخ المنطقة وسَمَمَتْ البيئة والإنسان.


واصل حديثه لوسائل الإعلام قائلًا: أن معامل تحليل الذهب "الكرتة" والتي تعمل لسنوات في التنقيب عن الذهب غير مطابقة للمواصفات والمقاييس وللاشتراطات الصحية ولا حتى القانون وأكثر من 10 شركات تعمل بلا أي مستندات أو وثائق حكومية ولا تملك تصاريح عمل.


كما أوضح عضو لجنة اعتصام الفداء أنهم في اللجنة لم يجدوا أي استجابة من محلية أبو حمد ولا حكومة الولاية ولا المسؤولين.


مشيرًا إلى أن اعتصامهم دخل يومه 17، قال: سوف يتم رفع الاعتصام كخطوة أولية لبناء ثقة بعد القرار الذي صدر بترحيل هذه الشركات من الحكومة الاتحادية وسنكون قريبين ومراقبين للمشهد حتى تنفيذ القرار من قبل الحكومة وسنكون مشرفين على ترحيل شركات مخلفات التعدين من المنطقة.

تعليقات