القائمة الرئيسية

الصفحات

السودان: شُح الإيرادات والتدفقات المالية في خزينة القطاعات العامة يعكس معاناة الشعب

كتب: محمد عبد الرحمن 

السودان: شُح الإيرادات والتدفقات المالية في خزينة القطاعات العامة يعكس معاناة الشعب

الوضع الاقتصادي في السودان من عام مضى إلى هذه اللحظة يمر بعواصف من التدهور الذي أثَر بصورة واضحة على حياة المواطنين وجعلهم يعانون في سبيل تحقيق حياة كريمة، بل كان تحديًا كبيرًا ظل يصارعهم منذ انقلاب البرهان في 25 أكتوبر 2021.


انقلاب أوقف كل الإصلاحات التي بدأتها حكومة الثورة وقتها، توقف الدعم الدولي وإعفاء ديون السودان الخارجية التي فاقت الـ50 مليار دولار وجعل الدول تتراجع عن الإعفاء الكلي للسودان عن ديونها بسبب سيطرة الجيش وانقلابه على الحكومة المدنية.


منذ عام والتدهور الاقتصادي متواصل ومستمر حتى أصبحت الحياة ثقيلة على الأسر في السودان ويعاني معاناة، أشد المعاناة من أجل المقدرة على توفير وجبة واحدة في اليوم، أُسَر تعاني من أمراض مزمنة توقفت عن شراء الأدوية بسبب غلاء أسعارها وعدم مقدرتهم على مجباهة الزيادات المستمرة في أسعار الدواء وأُسَر اخرى باتت تختار أدوية أقل جودة وصناعات محلية بأسعار رخيصة من أجل مقاومة الأمراض، وأسر كثيرة عجزت عن الوصول إلى معالجة ابنائها وبناتها بسبب تكاليف العمليات والكشوفات، كما أن الدولة لا توفر تأمين عام للأسر والمستشفيات التابعة للقطاعات الخاصة أسعارها باهظة الثمن.


في التعليم، زادت نسبة الرسوم الحكومية والخاصة إلى أرقام فلكية، الأمر الذي جعل الكثير من الأسر السودانية تتنازل عن إدخال جميع أطفالها رياض الأطفال أو المدارس الحكومية وأدخلت اثنين وتركت ثلاثة في المنزل وأسر كثيرة تركتهم جميعًا هذا العام في للمنزل بسبب عدم وجود مال وإمكانيات لدخولهم المدارس هذه السنة، أيضًا لعدم مقدرتهم على منحهم مصروف اليوم وتوفيره لهم؛ لتعيش الأسر في الوقت الراهن ضغظًا نفسيًا بالغ التعقيد بسبب الأزمة الاقتصادية والوضع الذي وصل إليه الاقتصاد من تدهور مريع خلال عام فقط.


قرارات خاطئة


في القطاعات العامة، شهدت خزائن المؤسسات مشاكل عدم توفر تدفقات مالية وشُح في جميع الإيردات وذلك نسبة إلى القرارت الخاطئة التي اتُخِذت في العاصمة والولايات من قبل وزارة المالية، كانوا بعيدي النظر عن الواقع المُعاش، فقام وزير المالية جبريل إبراهيم بزيادة أسعار الضرائب وزيادة نسبة الدولار الجمركي بنسبة كبيرة؛ الأمر الذي قاد بصورة مباشرة إلى توقف المصانع في العاصمة والولايات وباتت المصانع التي تعمل قليلة وترك الكثيرون مصانعهم مغلقة، وتوقف المستوردون بسبب الضرائب وزيادة الدولار الجمركي.


غابت العديد من السلع من الأسواق نسبة إلى زيادة أسعارها، أيضًا إلى جانب إغلاق المصانع، حدث كساد في الأسواق والمواني وحتى في المتاجر التي أضرب تجارها بصورة متواصلة من شهور بسبب الضرائب التعجيزية التي فرضتها وزارة المالية  وأثرت قرارت المالية بصورة مباشرة في زيادة المشاكل وتدهور الاقتصاد وأصبحت الأزمة تحاصر الشعب السوداني في حياته اليومية وشقَت عليه الأيام وقست ظروفه وزاد الضغط النفسي على الأسر والشباب والكبار وأصبح السودان  من أغلى دول العالم في الكثير من السلع الاستهلاكية وفي الصحة والتعليم والاتصالات والوقود، غلاء كان له أثره في شُح الإيرادات في خزائن الدولة للمفارقات الحاصلة في السودان بسبب انهيار الاقتصاد.

تعليقات