القائمة الرئيسية

الصفحات

السودان: المواطنون يواصلون نضالهم ضد التعدين ومخلَّفاته السامة في مناطقهم

كتب: محمد عبد الرحمن 

السودان: المواطنون يواصلون نضالهم ضد التعدين ومخلَّفاته السامة في مناطقهم

منذ أعوام، صعَّد المواطنون في السودان قضايا التعدين في العديد من المناطق، منها جنوب كردفان وشمال السودان وشرقه وغربه، واقفين بكل ثبات ضد التعدين العشوائي وتعدين الشركات التي تستخدم المواد السامة بنسب كبيرة، خاصة السيانيد، الأمر الذي جعل لها آثار واضحة في المناطق وخلَّفت أمراضًا مزمنة وأدت إلى حدوث الوفيات وإجهاض النساء الحوامل وتشويه الأطفال منذ ولادتهم وكانت أضرار بالغة ساهمت في أن تخلق وعي شعبي بالاهتمام بالبيئة والوقوف ضد التأثيرات التي تؤثر بصورة مباشرة على المناخ؛ مما يهدد حياة الإنسان في السودان.


صعَّد الأهالي في الكثير من ولايات السودان ومناطقه رفضهم وازداد الغضب على شركات التعدين ومخلفات الكرتة وأقاموا اعتصامات في أكبر مناطق التعدين في شمال السودان؛ مطالبين بترحيل شركات مخلفات التعدين ومعامل تحاليل الذهب في مناطقهم؛ نظرًا إلى أن الأحواض التي يصفى فيها الذهب ويستخلص قريبة من موارد المياه، أيضًا قريبة من زراعتهم وسكنهم وأن استخدام المواد السامة والضارة بنسبة كبيرة في استخراج الذهب أثر بشكل مباشر على حياة الإنسان ونفقت الحيوانات ومات الزرع وتغيَّر مناخ المناطق بسبب التعدين.


ازدادت نسبة التعدين عشرات المرات في السنوات الأخيرة وازداد معها استخدام المواد السامة التي تقوم باستخلاص الذهب ولا توجد رقابة على الشركات المعدِنة من أي جهة حكومية؛ الأمر الذي جعلهم يفرطون في استخدامها وفي سنوات قليلة ظهر تاثيرها المُمِيت على السكان وظهرت أمراض خبيثة ومزمنة لم تكُن في تلك المناطق طيلة حياتهم بها وأصبحت منتشرة بصورة كبيرة وسط الكبار والصغار وحتى النساء الحوامل، أثرت على حياتهن وقادتهن إلى الإجهاض، وهدد التعدين بخلق عدم توازن في النظام البيئي وإبقاء تلك المناطق عبارة عن مخلفات تعدين بعد استخلاص الذهب وترك المواد السامة والضارة ثم الانتقال إلى مكان آخر وقتل الحياة والبيئة وخلق أزمة مناخية شديدة الخطورة.


تصعيد جديد


اليوم، السبت، قام أهالي ومواطنون غاضبون غرب السكوت شمالي السودان، بحرق جزئي لمقر حكومي ومكتب تحصيل تابع للشركة السودانية للمعادن، ذلك بعد أن قامت الشرطة بإطلاق الرصاص الحي في الهواء وقمعت وقفة احتجاجية بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، نفذها الأهالي أمام مقر الوحدة الإدارية؛ محتجين على التعدين قُرب مناطق سكنهم ومعاشهم.


كما قامت الشركة السودانية للمعادن قبل أسبوع بحل لجنة الأهالي التي كانت تراقب وتنظم عمليات التعدين بالمنطقة وتحدد كمية المواد الضارة ونسبتها في استخلاص الذهب وعينت الوحدة الإدارية لجنة عبرها مما جعل الأهالي يرفضون هذا القرار.


يناضل السكان في المنطقة على ضفتي النهر شرقًا صواردة وغربًا قرى السكوت بالولاية الشمالية، عمليات تعدين الذهب التي تُستخدم فيها مواد سامة كالزئبق والسيانيد وقرب أسواق التعدين والمصانع من مساكن المواطنين ومناطق حياتهم وعيشهم.


قبل أسبوع، خرج الأهالي في مواكب ضخمة وفي مظاهرة بقرى غرب السكوت الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل احتجاجًا على القرار الحكومي قبل أن تواجههم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع وتفريقهم بالقوة وقمعهم بالرصاص والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع الذي أطلق بكثافة.


تجددت اليوم، الأحد، احتجاجات السكان المحليين وقاد الأهالي موكب ضخم تجمع أمام مقر الوحدة الإدارية ومكتب تحصيل الشركة السودانية للموارد المعدنية ولكن الشرطة تصدت لهم، ما أسفر عن وقوع اشتباكات وإطلاق الشرطة النار في الهواء وقنابل الغاز وكان قمعًا مفرطًا لمواكب سلمية ترفض التعدين الذي هدد منطقتهم.

تعليقات