القائمة الرئيسية

الصفحات

بورتسودان مدينة النظافة والسياحة تعاني من كوارث بيئية أثرت على المناخ

كتب: محمد عبد الرحمن 

بورتسودان مدينة النظافة والسياحة تعاني من كوارث بيئية أثرت على المناخ

بورتسودان عاصمة البحر في السودان وهي مدينة ساحلية تقع شمال شرق البلاد على الساحل الغربي للبحر الأحمر، على ارتفاع مترين فوق سطح البحر، تعتبر بورتسودان من أجمل المدن في السودان ويقدر عدد سكانها بأكثر من 500 ألف نسمة.


في البداية كانت المدينة تعرف باسم ثيو ستيرون وبعدها تحول اسمها إلى مرسى الشيخ برغوت، ثم حصلت المدينة على اسمها بورتسودان لموقعها الجغرافي على الساحل والذي يعني ميناء السودان.


تعتبر بوابة السودان من البحر وموقع استراتيجي ومنطقة تجارة وسياحة وسكن ويشهد مناخها اعتدالًا في الشتاء وأجواء ممطرة وفي الصيف يكون هناك تطرف في درجة الحرارة والرطوبة العالية، ويعاني سكانها بعض الشيء من عدم وجود المياه العذبة، وبعض المشاكل التي يمكن أن تحل بسهولة.


لكن الحكومة في السودان لم تعمل على حل المشاكل والأزمات التي يعاني منها مواطن المدينة ولم تهتم باحتياجاتهم من الصحة والتعليم، على الرغم من أن نسبة كبيرة من اقتصاد السودان يدخل إلى المالية عبر مواني بورتسودان في ولاية البحر الأحمر وتطورت في الآونة الأخير وأصبحت كوارث ستقود إلى خلق مشاكل في النظام البيئي والذي سيكون له تأثير كبير على مناخ المنطقة.


كوارث بيئية 


في شهر سبتمبر الماضي أطلق خبراء البيئة تحذيرًا، منوهين إلى وجود كارثة بيئية بميناء بورتسودان بسبب مخلفات مبيدات بالغة الخطورة مُنع استخدامها منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، أتت عبر حاويات وأصبحت موجودة في الميناء دون التصرف فيها والتخلص منها ويمكن أن تسبب خطورة كبيرة على المنطقة، خاصة وأن الميناء شهدت في الآونة الأخيرة حريقًا في قطاع التجارة وأتلِفت بضائع التجار والمواطنون والتي كانت تنتظر التخليص الجمركي.


بالأمس، تداولت وسائل الإعلام في السودان صورًا لنفوق عدد كبير من الأسماك في بورتسودان بسبب الممارسات الخاطئة للبحر وموارد المياه ونسبة إلى التلوث البيئي الذي أثر بشكل مباشر على حياة الأسماك داخل البحر وأدى إلى تسممها ونفوقها؛ مما يهدد بانهيار النظام البيئي ويقود إلى تغيير المناخ ككل في المنطقة ويصبح خطرًا على الإنسان وعلى البيئة. 


توجد نماذج عديدة لأسباب قادت إلى الكوارث البيئية في بورتسودان، منها ما يصل إلى أنشطة إجرامية بحق الإنسان والبيئة، وفي العام الماضي تم القبض على متهم بشقة سكنية في أحد أحياء مدينة بورتسودان وبحوزته كمية من مخلفات التعدين التقليدي "معمل للكرتة" ومعه عشرات الجوالات التي يحمل بداخلها مادة الكربون والثيوريا المسرطنة ومادة النتريك وميزان ذهب وقوالب لتصنيع وصهر الذهب.


هذا ما تم كشفه ولكن بكل تأكيد هناك الكثير مثله يقومون بنفس الأنشطة واستخدام المواد السامة في استخلاص الذهب بداخل الأحياء السكنية، الأمر الذي يقود إلى الأضرار البالغة والتي تصل إلى الوفاة وأيضًا التأثير الكبير على النظام البيئي المتسبب في خلق تغيُّر المناخ في منطقة بها قرابة المليون نسمة ومدينة بها كثافة سكانية تؤدي الممارسات الخاطئة بها إلى تهديد حياة الناس بصورة مباشرة وخرق النظام البيئي، مما يتسبب في كارثة بيئية.

تعليقات