كتب: جبارة سرير
بعد غياب استمر نحو 10 سنوات، وصل العاصمة السودانية "الخرطوم"، الزعيم السياسي والصوفي محمد عثمان الميرغني قادمًا من العاصمة المصرية "القاهرة".
تتزامن عودته مع دخول العملية السياسية مرحلة جديدة وقرب الاتفاق بين الأحزاب المؤيدة للديمقراطية والقوة المؤيدة للجيش.
في ذات السياق، وصف الميرغني العملية السياسية الجارية بين الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والمكون العسكري، بأنها خطوات مستعجلة للوصول للحلول قبل وقتها وحذَّر من أنها قد تلحق ضررًا كبيرًا وقد تُعَقِد المشهد السياسي في السودان.
في ذات الوقت، يشهد بيت الميرغني صراعًا حادًا بين نجليه جعفر الصادق الذي يجد مباركة ومساندة من والده وهو المعسكر الأقرب إلى المكون العسكري ومحمد الحسن الذي يقود معسكرًا يقف مع قوى الثورة الذي وقع في وقت سابق على مسودة الدستور التي أعدتها نقابة المحامين وذلك من أجل قيادة الحزب وينذر هذا الصراع بانقسام وشيك داخل الحزب، إلّا أن الحزب نفى ذلك.
يترأس الميرغني الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) بجانب كونه المرشد العام للطريقة الختمية التي تعتبر من أكبر الطرق الصوفية والسياسية في السودان.
يرى مراقبون أن عودة الميرغني تأتي ضمن ترتيبات دول في الإقليم، من أجل ضمان بقاء نفوذها في ظل التغيرات العميقة التي أحدثتها ثورة ديسمبر في البلاد.
كما رأت أن الميرغني أصبح جزءًا من العملية السياسية في البلاد التي ترعاها أطراف إقليمية ودولية بهدف التوصل إلى دستور يحكم المرحلة الانتقالية في السودان وتشكيل مؤسسات الحكم المدني.
كما رجحت قيادات اتحادية أن عودة الميرغني للبلاد قد تحسم الصراع بين نجليه داخل الحزب، بجانب أن نفوذه في شرق السودان سيساهم في احتواء الصراع بين مكونات الإقليم.