كتب: محمد عبد الرحمن
نظمت اليوم، الأربعاء، لجان المقاومة، مليونية 23 نوفمبر التي توجهت نحو القصر؛ مطالِبة بالحكم المدني ومحاسبة قتلة الشهداء ورافضة للتسوية السياسية التي ستوَقع بين القوى السياسية والمجلس العسكري، وقابلت قوات الانقلاب المواكب السلمية بعنف مفرط قاد إلى حدوث إصابات بين الثوار.
بعد شهور، أعادت لجان المقاومة نقاط تجمعها القديمة لانطلاق المواكب منها، مثل نقطة التجمع في موقف جاكسون الذي يمنح الثوار امتياز التصدي لعنف قوات الانقلاب لوجود شوارع عديدة وضيقة، أيضًا مساحات يصعب على آلات القمع الوصول إليها، أيضًا محطة سوق اللساتك القريبة من محيط شروني وموقف جاكسون، وتحركت مواكب أخرى من وسط الخرطوم نحو المواكب التي انطلقت من نقاط التجمع الرئيسية.
واجهت سلطات الانقلاب صعوبة في التصدي لحشود الثوار اليوم، وكانت الاشتباكات مستمرة إلى وقت متأخر، على الرغم من استخدام القوات الانقلابية القمع المفرط تجاه الثوار العُزَّل وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة على الثوار وأيضًا القنابل الصوتية ولكن واصل الثوار بسالتهم وثباتهم وجعلوا القوات تنسحب في العديد من المرات إلى موقف شروني.
الانقلاب والتسوية
في هذه الأيام تقوم بعض القوى السياسية على عمليات توافق بينها وبين قادة الانقلاب والمجلس العسكري الذي قتل أكثر من 100 شهيد في عام، من أجل أن يتشاركوا السلطة مجددًا على الرغم من ادعاءات قائد الانقلاب "البرهان"، الذي قال بأنه لن يكون في السلطة، بل على رأس قيادة الجيش وفي السودان منذ الاستقلال، الجيش هو السلطة المتدخلة في الاقتصاد والأجهزة التنفيذية، وأن ما يدَّعيه هو خيار يريد أن ينقذ به نفسه ومن معه من العدالة المطلب الحقيقي الذي خرج من أجله الشعب السوداني، لذلك فإن التسوية السياسية لا قبول لها عند الشارع السوداني.
لجان المقاومة أعلنت استمرارها في طريق الثورة ولن تقبل بأية اتفاقية سياسية وتسوية تمنح القتلة الحصانة ولا تأتي بالدولة المدنية التي يطمح إليها الشعب السوداني وأن الشعب يساند ويدعم اللجان في الخروج معها بصورة مستمرة إلى أن تصل المواكب القصر وتسقِط البرهان وقادة الانقلاب ويتم محاسبتهم على كل الجرائم وتشكيل الحكومة المدنية الكاملة والتأسيس لدولة ما بعد الثورة على أيدي ثوارها وشعبها.