القائمة الرئيسية

الصفحات

الاحتجاجات تتواصل في السودان رفضًا للتسوية ومطالِبة بالحكم المدني

كتب: محمد عبد الرحمن 

الاحتجاجات تتواصل في السودان رفضًا للتسوية ومطالِبة بالحكم المدني

خرجت اليوم، من مدينة مدني بولاية الجزيرة، مواكب هادرة، كانت وجهتها أمانة حكومة الولاية؛ مطالبين بالحكم المدني ومحاسبة قتلة الشهداء وإسقاط البرهان ومن معه ورافضين للتسوية السياسية التي وقَّعت اتفاقها القوى السياسية والعسكر في السودان وتتحدث وسائل الإعلام عن إعلانها في فترة لا تتجاوز الشهر.


مدينة مدني قدَّمت ثلاث شهداء بعد عام من الانقلاب ورغم القمع والانتهاكات والاعتقالات التي يتعرض لها الثوار في شوارع مدني من قِبل قوات الانقلاب؛ إلا أن لجان المقاومة تمكنت من المحافظة على قوة الشارع وقادت الاحتجاجات بصورة منظمة.


تضخمت المواكب؛ في كل موكب ومليونية تدعو له لجان المقاومة، واليوم واجهت قوات الانقلاب مواكب مدني السلمية بالعنف المفرط وقمعت الموكب بإطلاق الرصاص الحي في الهواء بكثافة والغاز المسيل للدموع، وقامت باعتقال ثائر وجردته من ملابسه وضربته وتم طعنه في يده ورميه، أخذته لجان العيادات الميدانية إلى المشفى وعالجته.


برغم تلك الانتهاكات الكبيرة؛ إلا أن مدينة مدني ظلت ثابته وأكد سكانها أن حكم العسكر في السودان انتهت حقبته وأن الشعب لن يقبل سوى بحكومة مدنية كاملة وتحقيق العدالة وأن الانتهاكات لن تهزم ثورة شعب صمم على الخروج في 4 أعوام وأسقط نظام الإنقاذ في السودان.


الآن ولعام كامل؛ استمرت الحشود في كل مدن السودان رافضة للانقلاب العسكري ومطالبة بالحكم المدني والوصول للقصاص للشهداء ومحاسبة قتلة الثوار.


الخرطوم تؤجل للغد


من المقرر، بحسب بيان لجان المقاومة لجدول نوفمبر، أن تخرج مواكب من العاصمة "الخرطوم" إلى القصر، لكن بعد أن قامت السلطات الانقلابية مبكرًا بإغلاق الجسور والشوارع واستعدت لقمع المتظاهرين وقبل وقت قليل من انطلاق المليونيات؛ أخرجت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم تصريح صحفي قالت فيه: "جموع ثوار ولاية الخرطوم الأوفياء كنتم ولازلتم قابضين على جمر القضية ملبين نداء الثورة متى وأينما نادىٰ طوال عمر الانقلاب المشؤوم الذي استمرت نضالاتكم ضده عامًا وأكثر ولو استمر مائة عام لكنتم في الموعد".


واصلت حديثها: "ونعلم تماما حجم الاستعداد والصرف الذي جهزت له السلطة الانقلابية لمواكب اليوم لمواجهة الثوار السلميين؛ إلا من حناجرهم الهاتفة ضد الانقلاب اليوم وكل يوم يتم الإعلان فيه لموكب عليه ولمزيد من الضغط فقد قررنا استمرار الاستعداد للقوات الانقلابية بتأجيل مليونية اليوم لتكون غدًا الأربعاء 23 نوفمبر على أن تنشر المسارات لاحقا على صفحات اللجان".


يثق الشعب السوداني في لجان المقاومة ورؤيتها لإسقاط حكم العسكر وترى بأنها الأمل في إنهاء الانقلابات العسكرية في السودان إلى الأبد، خاصة وأنها ليست حزبًا وأعضاءها أبناء الشعب في لجان أحيائهم، ليس بينهم رئيس أو مسؤول عن الحراك بل رؤيتهم تأتي من القواعد التي بها ملايين من أبناء الشعب وتنظيم أفقي وليس رأسي، الأمر الذي جعل اللجان قوية ومنظمة وصعبة الانكسار من قبل قوات الانقلاب.

تعليقات