كتب: محمد عبد الرحمن
تجمعت اليوم، مواكب مليونية الثبات في وسط الخرطوم، عند تقاطع باشدار، وسط الهتافات الثورية والحماس العالي، زادت الحشود وسط الأناشيد والأهازيج الثورية واللافتات المعبرة عن الحقوق والمطالب في استعداد للتحرك نحو القصر الجمهوري.
كانت المليونية قد أعادت الزخم إلى الشارع الثوري المُطالِب بإسقاط البرهان والحكم المدني في السودان ومحاسبة الشهداء.
قبل تحرك المواكب، أتت عربات تابعة لقوات الانقلاب؛ محاولة فض التجمع ولكن الثوار تصدوا لها وطردوها بعيدًا عن نقطة التجمع وقام الثوار بتتريس الشوارع مع اللجنة الميدانية لتنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، على الرغم من إغلاق الجسور وحملات الاعتقالات للثوار، إلا أن الموكب كان ضخمًا.
بدىٰ واضحًا أن أكتوبر أضاف إلى لجان المقاومة من حيث التجربة والرؤية، إضافة إلى الشهور الماضية، جعلتهم قادرين على قراءة أفكار القوات الأمنية وتفادي قمعها المفرط والوصول بالموكب إلى محيط القصر الجمهوري، كما حدث اليوم في موكب الثبات الذي تقدمت فيه عضوية "غاضبون بلا حدود" و "ملوك الاشتباكات" وجعلت القوات الأمنية تتراجع إلى الوراء ووصل الموكب سريعًا إلى موقف شروني ومحيط القصر الجمهوري.
مدن أخرى خرجت اليوم
خرجت مع الخرطوم مواكب من عدة مدن سودانية في ولاياته المختلفة، منها مدني وعطبرة والقضارف في مليونية الثبات؛ مطالبين بالحكم المدني، مؤكدين أن الشعب لن يتوقف عن الخروج إلى الشوارع ولن يتنازل عن دماء الشهداء ومحاسبة القتلة، كانت المواكب منظمة وكبيرة اهتمت بخاطبات جماهيرية في الأسواق.
بجانب المواكب المركزية التي انطلقت من وسط الخرطوم، كان هناك مواكب أخرى في شرق الخرطوم انطلقت من بري وسيطرت على كبري المنشية والشوارع المؤدية إليه وفي شمال الخرطوم، في مدينة بحري، خرجت مواكب من شارع المعونة قابلتها قوات الانقلاب بالقمع المفرط وفي مدينة أم درمان خرجت مواكب كبيرة من شارع الشهيد عبد العظيم وأطلقت الشرطة الرصاص في الهواء لتفريغ المحتجين.
مع المواكب ووسائل الاحتجاج الأخرى؛ عادت الإضرابات إلى السودان ضد وزارة المالية وحكومة الانقلاب مطالبين بهيكلة الأجور ومنح العاملين والموظفين أجورًا تقضي التزاماتهم، ونفذت الكوادر الصحية بولاية الجزيرة إضرابًا كان ناجحًا بنسبة 90% وأعلنت هيئة المياه إضراب كامل يبدأ من الغد، الأربعاء.
كل الأحداث تشير إلى أن العسكر في السودان باتوا محاصرين من الشعب ومن الموظفين والعمال في القطاعات العامة ولا حل بأيديهم سوى التنحي الغير مشروط في ظل الوضع الاقتصادي الحالي المتدهور وأيضًا قوة المليونيات المستمرة ورسالة مليونية الثبات اليوم والتي كانت مدوية إلى البرهان ومن معه أن "السلطة سلطة شعب".