القائمة الرئيسية

الصفحات

السودان: القمع المُفرِط للتظاهرات واستخدام المواد السامة مهدد لحياة الثوار والبيئة والمناخ

كتب: محمد عبد الرحمن 

السودان: القمع المُفرِط للتظاهرات واستخدام المواد السامة مهدد لحياة الثوار والبيئة والمناخ

عام من المليونيات والمواكب في السودان داخل العاصمة "الخرطوم" والولايات والمناطق والمدن؛ تخرج إلى الشوارع مطالبة بالحكم المدني ورافضة للانقلاب العسكري الذي قام به البرهان في 25 أكتوبر 2021.


الشعب السوداني واجه الانتهاكات والقمع المفرط ولم يتوقف عن الخروج للشوارع مقاومًا الانقلابيين والعسكر في السودان من أجل حلم الدولة المدنية الكاملة وعزل العسكر عن السياسة وإسقاط حِقبة الانقلابات العسكرية في السودان إلى الأبد.


تلك المسيرات والتظاهرات السلمية التي خرجت ضد البرهان ومن معه قابلت أسوء أنواع القمع واستخدِمت ضدها القوة المفرطة وسقط في السودان 119 شهيد خلال عام، منهم من ارتقت روحه بالدوشكا والأسلحة الثقيلة، والأسلحة المضادة للطائرات، ومنهم من سقط برصاص القناصة ومنهم من سقط برصاص الكلاشات وعشرات الشهداء سقطوا بأكثر من رصاص اخترق أجسادهم، وهناك من تمت إصابته إصابة مباشرة في الرأس ومن مسافة قصيرة بالبمبان وسلاح الخرطوش، منهم من ارتقت روحه تعذيبًا بالضرب المبرح من قوات الانقلاب.


هناك شهداء تم دهسهم بعربات القوات النظامية في السودان ولم تكتفي قوات الانقلاب بإطلاق الرصاص وقتل الشهداء وحسب؛ بل أصابتهم ومنعت الثوار والكوادر الطبية من إسعافهم وقامت بمحاصرة المستشفيات واقتحامها وأطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية داخل المستفشيات وعنابر المرضى في انتهاك صريح ضد حقوق الإنسان وقامت بضرب الكوادر الطبية واعتقالهم ونهب ممتلكات المستشفيات والأطباء والثوار وتداولت وسائل الإعلام المحلية والعالمية فيديوهات اقتحام المستشفيات وأيضًا اقتحام قنوات الحدث والعربية وضرب المراسلين والإعلاميين وأخذ هواتفهم وإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل مكاتبهم في تعدي صارخ على حقوق الصحفيين والإعلاميين، بل انتهاك لحقوقهم في العمل بسلامة.


الانتهاكات كانت كبيرة خلال عام فقط وفي مؤتمر مجلس الأمن قبل أشهر، أعلن الأمين العام لمبعوث الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، أن القوات النظامية ارتكبت فظائع ومجازر في حق الشعب السوداني والثوار المطالبين بالدولة المدنية وقد قامت باغتصاب أكثر من 15 ثائرة، وقتها كان الشهداء قرابة الـ100 شهيد سقطوا برصاص العسكر، وعدد الإصابات تجاوز العشرة آلاف إصابة، منهم مئات فقدوا أطرافهم بسبب الرصاص والأسلحة المحرمة دوليًا في فض الاحتجاجات، ومنهم من يعالَج إلى هذه اللحظة ومنهم من شُل جسده تمامًا ومنهم من أجرى أكثر من عملية جراحية ولا زال مواصلًا في العمليات ليشفىٰ.


واصلت قوات الانقلاب انتهاكاتها باعتقال آلاف الثوار واحتجازهم في السجون دون توجيه أي تُهم لهم وبصورة تعسُفِية واتهمت عشرات الثوار بتهم ملفقة ولعام هم في السجون ظلمًا وزورًا.


تأثير الأسلحة على المناخ 


ما تقوم به قوات الانقلاب في السودان خلال عام مهدد حقيقي ومباشر للمناخ في السودان وسيعود بكل تأكيد بأضرار ومشاكل بيئية وكارثية على المواطن والثوار؛ خاصة وأن قوات الشرطة الانقلابية تقوم باستخدام الغاز المسيل للدموع بصورة مفرطة وعشوائية، وتستخدم العديد من أنواعه الضارة ومنها أيضًا البمبان المشتعل الذي قاد إلى حرائق كثيرة داخل العاصمة "الخرطوم" ومدنها بحري وشرق النيل وأم درمان وأحياء الخرطوم، وأنهى استخدام البمبان الحياة البيئية وشكَّل خطرًا على وجودها بحرقه للأشجار التي لها عشرات السنين، حيث طال الحرق مئات الأشجار وأصبحت العديد من الشوارع تحتوي أشجارًا ميتة وهذا الأمر بكل تأكيد ينعكس سلبًا على المناخ ويؤثر عليه بصورة مباشرة مما يقود إلى تهديده لحياة المواطنين في السودان.


كما استخدمت قوات الانقلاب الرصاص المطاطي المصنوع من الإطارات التي تم تدويرها بصورة كبيرة وهي أيضًا سامة ويتعمد العسكر إطلاقها بصورة مفرطة على أجساد الثوار، وكذلك يدخلون الزجاج والمسامير والحجارة وحجر البطارية داخل الأوبلن "سلاح البمبان" لقمع الثوار، بالإضافة إلى قمع الثوار بمياه المدرعة السامة والتي سببت الأذى للثوار في أجسادهم من التسلخات والحكة الجلدية وأيضًا أصيب العديد من الثوار بتشوهات في أجسادهم بسبب المياه السامة المستخدمة من قبل المدرعة في قمع الثوار، وأصيب ثائرون بمشاكل في عيونهم بسبب مياه المدرعة.


ما تقوم به قوات الانقلاب سيقود إلى أزمة بيئية وانتهاك كبير لحقوق الإنسان، خاصة أن المدرعة بمياهِهَا السامة التي تدخل إلى الأحياء وتطارد الثوار، وأن نسبة استخدام الغاز المسيل للدموع في السودان التي استخدمتها قوات الانقلاب كانت نسبة مفرطة ومميتة جعلت البمبان متواجد في جميع بيوت السودانيين وشوارعهم ومناطق عملهم ودراستهم ولابد للثوار والمواطنين من المحافظة على ارتداء الأقنعة ضده الحد من أثره على صحتهم وأن تقوم قوات الانقلاب بإيقاف استخدام الأسلحة ضد الثوار العزل حفاظًا على حياتهم وعلى النظام البيئي والمناخ في السودان.

تعليقات