القائمة الرئيسية

الصفحات

الزحف الصحراوي في السودان يتمدد مع تغيُّر المناخ ويهدد بمحو الحياة في المدن والقرى

كتب: محمد عبد الرحمن 

الزحف الصحراوي في السودان يتمدد مع تغيُّر المناخ ويهدد بمحو الحياة في المدن والقرى

مرة أخرى وفي خلال فترة وجيزة، يعود  الحديث والنقاش في وسائل الإعلام السودانية عن الزحف الصحراوي الذي زاد تمدده في شمال السودان في الآونة الأخيرة.


بدأ الإعلاميون المهتمون بالمناخ وتغيُّره في السودان وإفريقيا والعالم، تحذيراتهم الشديدة من أن الزحف الصحراوي كارثة بيئية تهدد الحياة.


كما سلَّط الخبراء الضوء على ظاهرة تغيير المناخ في المنطقة، مؤكدين أن ظاهرة الزحف الصحراوي تمددت في مناطق عديدة من السودان بسبب الممارسات الخاطئة في البيئة المحيطة بالقرى والمدن.


هنالك العديد من الأسباب التي أدت إلى تغيير متطرف في المناخ داخل السودان  نتج عنه ظاهرة التصحر والزحف الصحراوي المتمدد بصورة يومية.


الآن، يحيط بالقرى والمدن ووصل إلى المناطق السكنية والأراضي الخصبة وبات مهدد حقيقي للحياة وللبيئة.


من أهم الأسباب، الصيد الجائر والغير مسؤول ولا توجد عليه عمليات رقابة وتوجيه، كذلك  الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار والتسبب في موت الأشجار وتقليل نسبة الغابات والأحزمة الخضراء في الكثير من المناطق، عدم الاهتمام بالأشجار والتسبب بإتلافها بسبب الممارسات الخاطئة والتعامل معها بصورة عشوائية.


كذلك احتراق آلاف الأشجار بسبب الاحتباس الحراري وأحيانًا بفعل فاعل وأحيانًا أخرى بسبب عدم نظافتها والاهتمام بها وعدم قطع أغصانها الميتة والتي تتسبب في الحريق بسبب ارتفاع درجة الحرارة في الكثير من مناطق السودان.


أضف إلى ذلك، الرياح القوية في مناطق بها آلاف الأطنان من الرمال ولا توجد بها أيّة أحزمة خضراء أو أشجار قادرة على التصدي لقوة الرياح والتي تحتاج مع الأحزمة إلى مشاريع أخرى مثل توليد الكهرباء عبر الرياح وضخ المياه لتقليل نسبتها والاستفادة منها إيجابًا بدلًا من تركها للرمال وتمددها يوميًا في السودان، حتى أصبح الزحف الصحراوي مهدد لحياة الإنسان والبيئة.


أشجار منع التصحر 



يفضل خبراء المناخ والمهتمون به، أن يكون حل التطرف المناخي في أي منطقة؛ نسبة لأن أهالي المناطق أدرى بها وقادرون على مقاومة المخاطر الطبيعية وتغيرات المناخ التي أصبحت عديدة وكبيرة ولها تأثيرات خطيرة، لذلك يفضل الحل البسيط لعدم توفر الإمكانيات الكبيرة وغياب دور الدولة قي دعم المهتمين بالمناخ وتغيراته في السودان.


بالتالي، يجب أن تكون زراعة الأشجار المكافحة للتصحر والأحزمة الخضراء لأشجار الثمار القادرة على أن تعيش وسط الرمال وتكافحها وهنالك عشرات الأشجار التي عرفت بمكافحة الزحف الصحراوي ومنها أصناف ذات ثمار تستخدم في الطب وصنع الأدوية ونسبة قطعها في السنوات الأخيرة وتصديرها خلقت فراغًا في المناطق التي تعاني الآن من زحف صحراوي عنيف وعرفت الأشجار الخلوية بأنها لا تحتاج إلى المياه كعنصر رئيسي لبقائها على قيد الحياة، بل إلى الشمس والأجواء الحارة وتتعايش مع الرمال وتعمل على السيطرة عليها وتمنعها من التمدد نحو المدن والقرى. 


بعد زراعة تلك الأحزمة ومراقبتها والعمل عليها وتنظيفها، يجب أن يسلط الضوء على رمال تلك المناطق وأن توظف إلى شيء مفيد وتضع رؤية لها، خاصة وأنه لها أنواع كثيرة من رمال السودان تصدر وأخرى تدخل في صناعات الأواني وغيرها، يجب أن  يكون لها دور مهم في اقتصاد السودان حتى يتم الحد من خطرها وتهديدها بمحو القرى والمدن، خاصة وأن وجودها في البيئة مهم في خلق توازن المناخ إذا لم تصل إلى حد الزحف الصحراوي الخطير.

تعليقات