كتب: محمد عبد الرحمن
اليوم، الثلاثاء، قالت تقارير صحفية في السودان أن قائد الانقلاب ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان قد اتخذ قرارًا هامًا وهو التنحي وتسليم السلطة لحكومة مدنيّة بكافة الصلاحيات ولكن سيكون باقيًا وموجودًا على رأس مجلس الأمن والدفاع.
بحسب ما جاء في وسائل الإعلام السودانية المختلفة والعالمية أن عبد الفتاح البرهان سيتخذ قرارت قوية ومدوِيّة بشأن مستقبله في السودان في مدة لا تتجاوز الخمسة عشر يومًا من الآن ومن أهم هذه القرارت هي تسليم السلطة كاملة إلى حكومة مدنية تقود السودان في الفترة الانتقالية.
وقد انزعجت التيارات الإسلامية من قرارت البرهان خاصة فلول النظام البائد والذين خرجوا قبل يومين في احتجاجات ضد الاتفاقيات السياسية التي تُدار بين بعثة يوناميتس والقوى الثورية المدنية وأكدوا في خطاب لهم من إحدى قيادات النظام البائد وهو حسن رزق الذي قال بأن البرهان أوصاهم بأن يحشدوا في الشوارع وأن يكون لهم وجود، كما كانت تظاهرات الفلول مخيبة لهم وبعدد محدد يؤكد بأن عرش النظام السابق سقط تمامًا ولا عودة لهم للحكم بعد 30 عام من الفساد.
في الوقت الراهن، التيارات الإسلامية والفلول وبعض انتهازي سلام جوبا الذين وقفوا ضد الثورة التي أتت بهم، الآن غاضبون من البرهان وتسعى إلى مقاومة قرارته التي سيتخذها خلال 15 يومًا من الآن وذلك بعد عام كامل من الانقلاب على حكومة الثورة لم يجد أي دعم خارجي أو داخلي سوى بعض الفلول والحركات المسلحة لاتفاق جوبا.
البرهان لا يؤتمن
تداول النشطاء والثوار الخبر بسخرية لأنهم يعرفون نواياه منذ فض اعتصام القيادة العامة ومحاولة التفافه حول الثورة والسيطرة عليها وإخماد نارها بالقمع وقتل الشهداء وارتكاب أبشع الانتهاكات في حق الشعب السوداني منذ 11 أبريل من العام 2019.
البرهان كان عقبة أمام أحلام وطموحات الشعب السوداني ووقف ضد الثوار منذ أول يوم لسقوط النظام السابق وظل مدعوما من الكثير من الدول من أجل أن يكون للجيش جزء من السلطة بل وأن يكون صاحب السلطة والسياسة كلها في السودان وأن لا يسمح بوجود حكومة مدنية في السودان نسبة إلى أن الجيش يملك المال والشركات ويستثمر في الاقتصاد وأن النظام السابق قد فرش الطريق بالورود للجيش لأن يكون صاحب السلطة والمال والبرهان يسعى إلى أن يكمل الطريق نفسه.
فانقلب البرهان على الثورة حين فض اعتصام القيادة العام 2019 ورد له الشعب في ذات الشهر بمليونية من كل المدن معلنة من وقتها إسقاط البرهان ومن معه، بعدها وصلت الأحزاب السياسية إلى اتفاقية الوثيقة الدستورية التي كانت غير مرضية للشعب السوداني الذي كان يرى أن أحلامه، ثورته الكبيرة، تحولت إلى شراكة بين الأحزاب والعسكر وظل متمسكًا بثورته حتى انقلب البرهان مرة أخرى في 25 أكتوبر 2021 وأعلن حل الحكومة في السودان ومنذ عام، الشارع لم يهدأ وسقط 119 شهيد برصاص قوات البرهان وحدثت انتهاكات بشعة للشعب من قبل قوات الانقلاب.
الآن، البرهان وبدون مقدمات أعلن أنه سيتنحى نهائيًا ويترك السلطة لحكومة مدنية كاملة في وقت تدار عمليات سياسية من الآلية الثلاثية لبعثة يونتامس والإيقاد والاتحاد الأفريقي للوصول لحل سياسي يعيد السودان إلى الحكم المدني، وكل هذا لا يمثل الشارع الذي يطالب بمحاسبة البرهان وقيادة الجيش في المجلس العسكري وحمدان دقلو وكل المتورطين في قتل الشهداء بالإضافة إلى هيكلة القوات وضم كل القوات في جيش قومي موحد.