كتبت: مريم هيثم
يوجِه العديد من الأشخاص النقد لأنفسهم بشكل مستمر ويتكرر عادةً عند الأشخاص الذين ليس لديهم ثِقة كافية بأنفسهم وبقدراتهم ومن الممكن أن يكون بسبب الخوف من نقد الغير لهم وإلقاء اللوم عليهم فيبدأون بذلك بأنفسهم، ويُشْعِرون أنفسهم بشعور قاسِ ومؤلم وسيئ لشخصيتهم.
الشخص فالأغلب يعلم بأن هذا التصرف خاطئ ولكنه يفقد السيطرة على تلك المشاعر ويُعَد هذا التصرف من الأمور السلبية التي تفسد حياته.
مفهوم جلد الذات
هو اللوم الدائم للنفس ومراجعتها بكل صغيرة وكبيرة والندم على الأفعال واتهام النفس بالتقصير، هو عدم إعطاء النفس حقها في الخطأ ومحاولة الوصول للمثالية التي لن يصل لها أحد لأننا في النهاية بشر نُخطئ ونُصيب.
الفرق بين مفهوم جلد الذات والتأنيب
الأول يقوم على النقد بشكل مستمر ويتسبب تدريجيًا في الشعور بالاكتئاب.
الثاني يُعد إيجابي لأنه يساعد الفرد على معرفة أخطائه وتصحيحها.
أسباب القيام بجلد الذات
1- الهروب من الفَشل.
2- الجهل بالقدرات الشخصية.
3- الانطواء وعدم التفاعل مع الشخصيات المختلفة.
4- الفراغ وفقدان الأمل في التغيير.
5- التأثر السلبي بكلام الآخرين.
6- علم الشخص بلوم أحد آخر له مسبقًا يجعله يرسم سيناريو حاد في عقله.
7- تسلل الأفكار السيئة وتكرارها.
8- الشعور بالاكتئاب وتدني الاستحقاق الذاتي.
مواقف في الحياة يظهر فيها جلد الذات
.. اللوم الدائم للنفس على رد فعل قمت به وأنت غاضب.
.. الندم المستمر على خطأ ارتكبته بغير قصد.
.. الشعور بالذنب عند معرفة نتيجة اختبار غير مرضية.
.. اتهام الشخص لنفسه بالتقصير إذا لم يكمل المطلوب منه.
.. مراجعة حوار كامل بينك وبين شخص آخر للتأكد من عدم تجاوزك أو خطأك في الحديث معه.
.. عند الفشل في إيجاد العمل المناسب والتفكير في أنك لا تستحق.
.. عند ابتعاد شخص ما عنك ولا يكون إلا اختلاف في الشخصيات فقط ليس ارتكاب خطأ من أحد الطرفين.
الطرق الصحيحة للتعامل مع جلد الذات
- لابد أن تدرك أولًا أنك لست وحدك، لأن الكثير من البالغين في مختلف البلدان والثقافات يعانون من نفس المشكلة ولابد ان تدرك أيضًا أنه شيء طبيعي أن تشعر بالضياع والتيه أحيانًا عند كل مرحلة تكون مطالب فيها بالاختيار.
المرحلة الثانوية لم تعد الآن مقياس للنجاح أو الفشل، الجامعة واختيار التخصص المناسب واتبع شغفك للعمل لأن الأغلب الآن يعمل بمهارات تعلمها بنفسه وليس شرطًا أن تتوظف بالشهادة التي حصلت عليها في عصر التكنولوچيا.
شريك الحياة من حقك التروي في اختياره ولا تلُم ذاتك عندما تفشل علاقة لأن ذلك يُعْلِمك احتياجاتك وماذا تريد في هذه الحياة.
أولًا- سامح نفسك: جميعنا نرتكب أخطاء ومن المهم أن نتعلم كيف نتوقف عن هذا التصرف ولا نُشَكّل كراهية لأنفسنا ولا نستقبل استحقاقنا لذاتنا من الآخرين.
ثانيًا- ذَكّر نفسك بالأشياء الجيدة: لا أحد يعيش وكله مساوئ وعيوب حتى لو كانت الأشياء السيئة في حياتنا أكثر، لكن يجب أن ننظر للجيد لأنه يمنحنا السعادة والأمل وحتى نشعر بقيمته.
ثالثًا- اعتنِ بنفسك: ذاتك لها عليك حق يجب أن تقدرها وتطمئنها وحبك لها ليس أنانية فأنت لن تستطيع أن تحب وتساعد غيرك وروحك ونفسك منهكة، مارس هواياتك المفضلة وخذ قسط كافِ من النوم وقم بمقابلات مع أصدقائك المفضلين فهذا من شأنه تحسين نفسيتك.
رابعًا- تجاوز المواقف السلبية بسرعة: عندما تقع في أي مشكلة أو موقف صعب ابحث عن شخص يفهمك ويفهم شعورك واحتياجاتك واحكي معه، قم بتغيير أي شيء حولك وتأمل الطبيعة.
خامسًا- افعل ما تحب وفكر بشكل إيجابي: استمتع بأنشطة تحب فعلها وشارك في مناسبات وفعاليات تضعك مع أشخاص إيجابيين وملهمين.
سادسًا- عِش الحاضر وانسي الماضي: الماضي لا يمكن تغييره لكنه كان سبب في تغييرك ونضجك (تعلم منه ولا تعش فيه)، اعمل الآن لما هو آتِ واعلم أن التغيير الكبير يأتي من الفعل الصغير ولا تستهن بالخطوات البسيطة فستبهرك النتيجة.
سابعًا- حاوط نفسك بمن يدعمونك ويشجعوك واعلم أن الحياة لا يدوم فيها الجيد ولا السيئ وإنما تعلمنا أن نقدر قيمة اليوم وكل نعمة صغيرة نملكها.
ثامنًا- خصص وقتًا للقراءة وتعلم شيء جديد عن مجال لا تعرفه، هذا من الممكن أن يفتح لك بابًا لم تكن تتوقعه.
(لا تأخد استحقاقك لذاتك من غيرك، بل حب نفسك وقدّرها لأنها تستحق كل جميل)