القائمة الرئيسية

الصفحات

المرأة السودانية من القيود إلى شوارع الحرية في الصفوف الأمامية للمظاهرات مطالبة بحكم مدني

كتب: محمد عبد الرحمن

المرأة السودانية من القيود إلى شوارع الحرية في الصفوف الأمامية للمظاهرات مطالبة بحكم مدني

ثلاثون عام من حكم الإنقاذ، عملت فيها على محاربة النساء في السودان بصورة مباشرة أو غيرها من الحقوق الأساسية لها في ممارسة العمل العام إلى التضييق في الشوارع ومناطق دراستها وعملها، بل حتى في أحياء سكنها.


قامت الحكومة السابقة بوضع نظام الإنقاذ "قوانين مجحفة وتعسفية ضد النساء في السودان" منها قانون النظام العام الذي يضطهد المرأة ويحارب حريتها وبه ضُرِبت المرأة وسُجِنَت وغُرِمَت وحوكِمت ومُنِعَت نشاطاتها وحوصرت أشد حصار وكان من أسوء القوانين في العالم المحاربة للنساء واضطهداهن في محاولة لكسرهن وإيقافهن والتحكم فيهن.


لسنوات طويلة، عانت ما عانت المرأة السودانية من قانون النظام العام في السودان والكثير من القوانين التي تتدخل بصورة مباشرة في حريتها الشخصية وفي حياتها ووضع النظام السابق الدين كأساس لمحاربة النساء في استغلال غير شرعي للدين الذي لم يأتي لمحاربة النساء أو منعهن من الحياة بحُرية.


حَدّد النظام السابق حتى للنساء طريقة لبسهن وزيّهن وما يجب أن تكون عليه المرأة في السودان وشيطن النساء حتى في المجتمعات وأصبحت المرأة هي الأخيرة في كل شيء وأغلقت أمامها أبواب الحياة في السودان في ظلم عانت منه لسنوات طويلة واكتوت أجيال بالتشريعات التعسفية لنظام الإنقاذ. 


أجنحة الحرية 


في هَبّة سبتمبر 2013 بدأ الأمل يتسرب إلى النساء في السودان وخرجت المدن والعاصمة إلى الشوارع؛ مطالبة بإسقاط نظام الإنقاذ الذي تعامل بدموية مع التظاهرات وكان من ضمن مئات الشهداء، العديد من النساء، منهم طبيبة وهي الدكتورة سارة التي سقطت برصاص قوات النظام السابق، وقاد القمع المفرط والمجازر واعتقال آلاف من الثوار إلى خمد نيران شرارة هبة سبتمبر والتي كانت طريق رئيسي لتنظيم الشعب السوداني وذهابه إلى ثورة ديسمبر 2019 منظمًا وجاهزًا.


كانت المرأة السودانية هي من تقود ثورة ديسمبر فاشتهرت جميع المواكب في السودان بزغرودة في البدء، ثم انطلاق المواكب بعد زغرودة النساء، واجهت النساء الرصاص والبمبان بالهتاف والسلمية وشاركت في كل منعطفات الثورة السودانية إلى اليوم وواجهت القمع والاغتصاب وسقط العديد من النساء شهيدات برصاص قوات الانقلاب الحالي


باتت المرأة عَصَب الثورة السودانية من زغرودتها إلى قيادتها المواكب وتقدمها الصفوف وحماية المليونيات في الصفوف الأمامية تتصدى لقمع العسكر المستمر وتواجه عبوات الغاز المسيل للدموع بكل شجاعة وضحت بأرواحها وفقدت أطرافها وأصيبت واعتقلت واغتصبت في شهور ماضية أكثر من 15 كنداكة "ملكة" من قبل قوات الانقلاب لكسر النساء وإيقافهن ولكن ظلت المرأة السودانية تقاوم وتكافح من أجل تحقيق الحرية والحكم المدني، فبعد قيود السنوات الماضية، الآن، النساء في السودان يحلِقن بأجنحة الحُرية والنضال لانتزاع الحقوق.

تعليقات